أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مدرسة شملان - كتاب في حلقات(5)















المزيد.....



مدرسة شملان - كتاب في حلقات(5)


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 23:27
المحور: قضايا ثقافية
    


مدرسة شملان - كتاب في حلقات(5)
الفصل الرابع
ليزلي ماكلوكلين
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

قرية في الجبال تحت السنديانة

كانت «ميكاس» على الدوام تتحرك في سياق للأرض المقدسة (*) . رأت الضوء بالقرب من طريق آلام المسيح وفى عهدها الوسيط تولى أحد مدرائها كتابة روايات في شملان ذات خلفية تتصل بالأراضي المقدسة . وخلال معظم حياتها استوظفت ميكاس العديد من المعلمين الفلسطينيين : بل أن معظم معلميها أحياناً كانوا فلسطينيين. ولقد اضطر المركز المغادرة لبنان، آخر الأمر، في عام ۱۹۷۸ بسبب الحرب الأهلية والتي كان سببها المباشر المشكلة التي لم تكن قد وجدت حلاً وقتها والمتمثلة في الوجود الفلسطيني المسلح داخل لبنان .

وفي فبراير/ شباط من عام ١٩٤٧ ترك طلاب «ميكاس» اليهودية والسامرة عن طريق أريحا ( حيث قام فيه السامري الطيب بأعماله الخيرية) وعبروا مياه نهر الأردن ليجدوا أنفسهم على مرأى ومسمع من البدو الذين لم تتغير لهم حياة منذ أيام أهل المزامير والأنبياء .

ولم يكن ممكناً النظر إلى ذلك المكان إلا باعتباره استراحة مؤقتة .

فحتى اكثر الطلاب العسكريين انصياعاً للأوامر وامتثالاً لها لم يمكن إقناعه بأن العيش تحت الخيام ومجالدة كتاب نحو ثاتشر في وقت يعود فيه زملاؤه أدراجهم إلى الوطن بعد التسريح يدخل في خانة أداء الواجب .

وهكذا لم تكن مفاجأة أن شاع شئ من عدم الاستقرار بين الطلاب.

أية ذلك أن أحد الطلاب - وقد أصبح لاحقاً إدارياً شهيراً - تسبب في أن يقوم زملاؤه بإحراق خيمته. كانوا ببساطة يرمون إلى الإيماءة بأنه ممل مزعج ولكن السلطات قرأت ما بين السطور.

نيال مين عندو مرقد عنزة بجبل لبنان (مثل لبناني)

على عاتق بيرترام توماس ألقيت مهمة إيجاد مقر جديد ل «ميكاس»: تدبر الخيارات المتاحة خلال الفترة بين فبراير/ شباط وسبتمبر/ أيلول من عام ١٩٤٧. ورسا على خيار كان قد جرى رفضه سابقاً: إقامة المركز في لبنان. ولوضع الأمور في نصابها نقول إن اسم لبنان ورد في العهد القديم للكتاب المقدس أكثر من عشرين مرة.

لقد تغير الكثير في لبنان منذ عام ١٩٤٤ حينما كان يسود إحساس بأن حساسيات العلاقة مع الفرنسيين تحول دون وضع مؤسسة بريطانية في منطقه انتداب فرنسية. فلقد ترك الفرنسيون لبنان وسوريا كلتيهما ولكن لم يتركوهما قبل قصف دمشق حيث ما زال تجار سوق الحميدية المجاور للجامع الأموي يشيرون بأصابعهم إلى الفجوات التي تركها القصف الفرنسي.

كان لكل من البلدين حكومته المستقلة. وبعد موازنة الاحتمالات اختار توماس قرية شملان، وهى قرية مسيحية أساسا سكانها بضع مئات في منطقة يسودها الدروز تسمى الشوف.

ولسنا في حاجة هنا إلى التوقف عند الترتيبات الإدارية والقانونية بين البعثة البريطانية في بيروت وبين الحكومة اللبنانية. فبعد مناقشات ومفاوضات موجزة أرسلت البعثة البريطانية مذكرة بسيطة إلى الحكومة اللبنانية تفيدها بموجبها أن شملان ستكون مقراً لـ «ميكاس». أما اعتراف وزارة التربية والتعليم الرسمي بـ «ميكاس» فلم يكن إلا أمراً شكلياً تحقق في تاريخ الاحق .

لا بد أن بتوماس كان يدرك أن الدروز يكنون احتراماً خاصاً للبريطانيين منذ منتصف القرن التاسع عشر. ففي عام ١٨٦٠ وقعت اضطرابات عنيفة في دمشق وأطراف سوريا ولبنان الأخرى جرى خلالها تقتيل المئات من المسيحيين.

ولما كان العثمانيون عاجزين عجزاً واضحاً عن كفالة الأمن والسلامة تدخلت القوى الغربية. وتم إنزال قوات فرنسية في معظمها. منذ ذلك الوقت نشأ اعتراف بعلاقة خاصة بين الموارنة المسيحيين وبين فرنسا من جهة ومن وجهة أخرى بين الدروز وبين البريطانيين. وكانت هاتان الطائفتان الدينيتان في ذلك الوقت القوتين الرئيسيتين المتنافستين في طلب السلطة والنفوذ في لبنان وفي جبل لبنان على وجه الخصوص. والدروز كانوا منذ القرن السابع عشر القوة الرئيسية في المنطقة وكانت لهم ملكيات عقارية شاسعة إلا أنهم فقدوا مواقعهم للموارنة الذين قد بدأوا يزحفون جنوباً من معقلهم في منطقة كسروان. لقد تملك الموارنة أراضي الدروز بطرق شتى وما كانت مذابح عام ١٨٦٠ سوى تكليل مأساوي للعديد من الاشتباكات التي وقعت في السنوات المنصرمة: إذ أن الموارنة كانوا قد توغلوا في أتراضي الدروز. وعلى حد ما قاله القنصل الفرنسي لدى بيروت في أربعينات القرن التاسع عشر: لا تكاد توجد قطعة من الأرض لا يتنازع حولها مسيحي ودرزي
وقد يكون أنه لم يكن بوسع توماس أن يدرك أن شملان كانت نموذجاً للمكان الواقع على خط التماس تأثير الخارجي: إذ إنها كانت على التخوم في أقصى نقاط التوسع الماروني جنوباً صوب المناطق الدرزية. ذلك عنصر ستكون له أهمية كبرى من جهة أمن ميكاس» اعتباراً من منتصف الخمسينات.

وهناك أمر مهم آخر تعلق بأمن ميكاس» خلال الستينات وتمثل على نحو خاص في إن شملان كانت بها أعداد من أنصار الحزب القومي السوري. ومن غير الواضح لنا أن نجزم إن كانت معرفة توماس ومعلومات البعثة البريطانية في بيروت تمتد لتشمل حقيقة أن شملان كانت مرتعاً للعديد من المتعاطفين مع الحزب السوري القومي.

أهمية هذه الصلة أن الحزب السوري القومي قام في عام ١٩٦١ بمحاولة انقلاب عسكري ضد نظام الرئيس فؤاد شهاب وعند فشل المحاولة نزلت قوات الأمن الداخلي على القرية واحتجزت العديد من رجالها. وسوف نعود بالمزيد عن الحزب القومي السوري في فصل لاحق.

على أية حال - كان كل ذلك في عداد الغيب وكان توماس مشغولاً لدرجة كافية بقدر عظيم من التفاصيل الإدارية في محاولة منه لحل مشكلات غرس طلابه في مساكن للعيش وللدراسة.

وعلى نحو ما فقد كان توماس محظوظاً في شملان إذ انه تمكن من استغلال موقع كانت قد احتلته صناعة كسد سوقها. فقد تمكن من نقل طلابه إلى مباني مصنع الحرير القديم في قلب القرية.

وكان «مورى قد كتب في كتيبه الإرشادي عن سوريا وفلسطين لعام ۱۸۹۱: نترك على يميننا مصنع الحرير بشملان الذي ترتفع مدخناته عالياً فوقنا لنبلغ عين عنوب والى حين بداية الحرب العالمية الثانية تمتعت شملان بدخل إضافي وبعمالة إضافية بفضل تنمية دودة القز. وتلك حقيقة ما تزال باقية ذكراها متمثلة في واحد من فندقي القرية وهو مولبيري لودج» أي نزل التوت.

ولقد تم تعديل مباني المصنع لتصلح سكن ومقر للدراسة. وكانت النتيجة تسهيلات لا تكون مقبولة إلا للطلاب ذوي الخلفية العسكرية: ومعظم طلاب شملان كان من هؤلاء إلا أن شظف العيش والدراسة - معاً في قرية جبليه كان كفيلاً بأن يمثل بلوى مريرة بالنسبة لهم.

وكانت تسهيلات النقل متاحة للطلاب في هيئة عربة من النوع العسكري كانت قادرة على شق طريقها من أجلهم إلى بيروت كي يقوموا بما يلزم من تبضع ومن أغراض شخصية وللتلهي عن برامج الدراسة ومحاضراتها.

كانت الحياة في شملان عام ١٩٤٧ بالغة البساطة: إن لم تكن بدائية مقارنه بما ألفه الطلاب والأساتذة بعد عام ١٩٦٠، على وجه التقريب.

كانت القرية تنهض على جانبي طريق جبلي انشق على طول جرف ارتفاعه نحو ۸۰۰ متراً. وكان معنى علو القرية أن صيفها مقبول وإن كان دافئاً. وهو أيسر على الاحتمال من صيف بيروت الذي يتسم بالرطوبة بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول. وقد بدأت القرية تكتسب سمعة ملاذ طيب من حر الصيف. وبدأ البيروتيون والمنحدرون من أصل لبناني العاملون في بلدان عربية أخرى يشقون طريقهم إليها. وكان هناك عديدون من الأرمن اللبنانيين - مثلاً - يقضون الصيف في ميلكون وهو فندق ارمني بالقرية، بعد القدوم من أماكن مثل السودان بعداً في المسافة. أعداد من هؤلاء عقدوا زيجاتهم هناك.
وكان معنى ارتفاع القرية الشاهق أيضاً شتاء قارساً. فقد كانت شملان كثيرا ما تتغطى بالثلوج بين شهري كانون الأول وشباط. دفع ذلك أحد مديري «ميكاس» للقول في الستينات إنه تزلج من المركز إلى أسفل القرية. وفي الأيام التي سبقت استخدام كثيف للسيارات، فإن الجليد كان من شأنه أن يجعل شملان متأهبة على التأقلم مع الانعزال عن العالم الخارجي. فحتى خلال السبعينات كان المسنون من القرويين يصرون على تخزين الكثير من مؤنه الشتاء طعاماً ووقوداً.

"الأنجم تطل من أعلى"

بوسع كان الربيع والخريف البهجة بعينها حيث تبتسم الطبيعة نهاراً ويكون السكان الجدد التمتع بهواء خال تماماً من التلوث وبالجمال الباهر للطبيعة. أما في الليالي فيمكن تأمل السماء دون تدخل من الأضواء الاصطناعية للمدن. ولقد تسنى لأكثر من طالب في شملان إدراك الكيفية التي أدت بها ظروف العالم العربي إلى أن يكون العرب أعظم علماء الفلك في القرون الوسطى.

كان الطريق الذي يقسم القرية إلى إحياء عليا ودنيا يمتد من بلدة عاليه على طريق بيروت/ دمشق السريع وهي أيضاً على طريق سكة حديد دمشق) إلى قلب معاقل الدروز في منطقة الشوف. وكانت القريتان الرئيسيتان أدنى الطريق هما عيتات وعين عنوب وكلتاهما من قرى الدروز إلا إن لهما صلات متينة مع البروتستانت ومع الكنيسة الإنكليزية. أعلى الطريق لم تكن هناك قرية تعلو شملان: كانت هنالك منازل متفرقة معزولة إلا أن الأرض كانت في معظمها مكسوة بغابات الصنوبر أو بالتلال الصخرية، تشقها الخنادق الواضحة للعيان والتي يقال إنها تعود إلى أيام الوجود التركي في لبنان. والى الجنوب - جهة إقطاعية الدروز الرئيسية المسماة مختارة كانت تقع قرية عيناب الساحرة وبعدها بخمسة أميال عبيه.

وهذه القرية ليست فقط المهد الحقيقي لكلية البروتستانت السورية (التي أصبحت فيما بعد جامعة بيروت الأمريكية ولكنها موقع لضريح درزى هام أقيم للشيخ عبد الله وحتى تكتمل الصورة المسكونية نضيف أنها موقع لدير كاثوليكي كبير يتبع الرهبانية الكابوشية اللبنانية وكما لو أن البريطانيين أرادوا استعراض علاقتهم الحميمة بالدروز فأن السفارة البريطانية في بيروت اتخذت - لاحقاً - عقاراً في قرية عبيه كمنتجع في الصيف وعطلات نهاية الأسبوع للسفير .

إلى الشمال من شملان - جهة عالية - كانت هنالك أولاً قرية سوق الغرب التي تغلب عليها طائفة الإغريق الارثودوكسى الروم أرثودوكس» وهي كانت أيضاً أثيرة كمنتجع صيفي. إحدى العائلات الرئيسية هنا أسرة الصليبي التي طالما جادت بالأساقفة للكنيسة على مدى السنين. والى الشمال الأقصى تقع قرية القماطية وهي نموذج آخر لتداخل الطوائف في بعض أطراف لبنان فيها دير للإغريق الكاثوليك ومكتبة شهيرة ملحقة به وكان معظم القرويين من مسلمي الشيعة.

وشملان نفسها - التي تتفرشخ على الطريق مبنية على الجبل بحيث أن اغلب التنقل في القرية يستدعي صعوداً في معظم المراحل. وتضحى الأرض جبلية أعلى الطريق داخل القرية. أما أدنى الطريق فكل ما هناك هو الصنوبر وبساتين الزيتون. ولم يكن هنالك ما هو أكثر سحراً من التمشي عبر الصنوبر غير مماش تقودك من بيت إلى آخر خصوصاً خلال الصيف والربيع وبدايات الخريف والطريق الذي يحتمل السيارات يلتوي بك ليتيح مناظر خلابة من الجبل إلى السهل الساحلي ومدينة بيروت.

وحيث أن شملان تنهض على علو ۸۰۰ متراً فوق سطح البحر فأنها تتيح مناظر ساحرة لبيروت والسهل الساحلي والبحر الأبيض المتوسط. هناك مناطق قليلة في العالم يمكنها مضاهاة جمال منظر الغروب من جهة شملان في أي موسم من مواسم السنة. وفى الشتاء تحديداً - بعد انقضاء يوم صاف - تبدو زاوية الرؤية من القرية كما لو أنها ترتفع بمنسوب أفق البحر ليعانق حمرة الغروب القانية. وكما يحدث في المشرق وشبه الجزيرة العربية فأن غروب الشمس - النهائي - عملية مفاجئة نتيجة ذلك أن طلاب «ميكاس»، خلال ثلاثين عاماً، ظلوا مشدودين ببهجة ذلك المنظر إذا كانوا يطلون عليه من الشرفة أو من باحة تحيط بها أشجار الصنوبر أو من فسحة على الطريق.

وبالنظر إلى ساحرية المنظر تم بناء مقهى مطعم بسيط على صخرة بارزة تتيح أفضل رؤية ممكنة لحقول الزيتون والقرى أدنى شملان وللسهل الساحلي ومطار بيروت والمدينة ذاتها. ذلك المقهى المطعم هو «كليف هاوس» أي قهوة الصخرة» الذي ألفته وعشقته أجيال من طلاب «ميكاس» والذي زارته العائلة المالكة البريطانية والذي حجزه - بالكامل تقريباً - أثرياء النفط العرب الجدد خلال السبعينات. واصبح منظر سيارة الرولز رويس أمام باب المقهى المطعم أمراً مألوفاً .

أما بالنسبة لنسيج القرية الاجتماعي فهناك اثنان أو ثلاث عائلات درزية متزاوجة واحدة من تلك العائلات كانت من ملاك الأراضي الشاسعة إلا أن واحداً من سلالتها أضاع أراضي شاسعة في موائد القمار. كانت تلك العائلات تعيش حياة رخية ولها علاقات واسعة في المجال المهني. فالشيخ نجيب علم الدين كان - لسنوات عديدة - يدير شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية وبين أفراد العائلة عدد من الأطباء والإداريين وأساتذة الجامعات والمحاسبين الخ الخ .. ورغم انهم من طائفة الدروز المنعزلة والمولوعة بالسرية - والتي تؤمن بتناسخ الأرواح أو التقمص فيما تؤمن - فأن تلك الطائفة تمكنت من تصدر الحياة الحديثة. أحد النماذج الساحرة على مواكبة تلك الطائفة بين الحديث والتقليدي هو عائلة مكارم التي عاشت في ضواحي شملان .

عميد العائلة كان الشيخ نسيب وهو نوع من الرجال صكت كلمة بطريرك من اجله كان ملتحياً يلبس سروال الدروز التقليدي المتموج والطربوش بجلال ومهابة عظيمين وهو في الوقت ذاته قد كان أعظم خطاط حي في العالم العربي .

ومن بين إنجازاته انه عرض أحد أعماله في معرض نيويورك العالمي في عام ١٩٣٩ حيث قدم إحدى روائعه المتمثلة في خط سورة الفاتحة على حبة أرز. وما يدعو للدهشة حقاً هنا انه أنجز ذلك العمل مستخدماً العين المجردة .

ولقد أصبح أحد أبنائه الدكتور سامي في السبعينات أستاذاً في الفلسفة بجامعة بيروت الأمريكية.

كان بين إحدى نتائج اختيار شملان مقراً لـ «ميكاس» نشوء الاتصال بتلك الطائفة العتيقة في كل مستوياتها: الخدم في المدرسة والأطباء والمسنين الذين تقابلهم مصادفة وأنت تتمشى في المنطقة وأخيراً وليس آخراً ممثلي طائفة الدروز من أطراف لبنان وسوريا في المحافل التي تجمعهم. إحدى أعظم تلك المناسبات ومن أكثرها مجلبة للحزن تمثلت في وفاة الشيخ نسيب في السبعينات. ولكن لحسن الحظ واصل ابنه سعيد مزاولة ذلك الفن وقدم خلال السبعينات محاضرات في «ميكاس» عن الخط العربي.

أما طائفة الموارنة في شملان فقد كان لها - فيما هو واضح - هويتها الدينية المختلفة عن الدروز إذ انهم سلالة طائفة مسيحية من أصل محلي اقترنت بروما منذ بداية القرن الثامن عشر. وهي تشبه الدروز في كونها تقليدية تماماً ومتصلة في الوقت ذاته بالحياة الحديثة في أرقى صورها. وحضور القداس في الكنيسة المارونية ظل على الدوام تجربة مؤثرة تماماً خصوصاً وان القداس يقام باللغة السريانية، التي يعود عهدها إلى أيام المسيح، علاوة على بعض العناصر العربية والمصلون بينهم عمال في حقول الزيتون وملاك أراض وحرفيون وأصحاب حوانيت وربات بيوت (يصلين في مؤخرة الكنيسة): ولكن هناك أيضاً أكاديميون وحرفيون وكذلك، كما هو الحال لدى الدروز عدد من المهاجرين العائدين. معظم هؤلاء عائد الولايات المتحدة. من كانت شملان على الدوام قرية تتطلع إلى العالم الخارجي حرفياً كما رأينا ومجازياً.

ويمكننا الوقوف على ارتباطات شملان عبر العالم من متابعة العائلات المارونية الثلاث الرئيسية: عائلة حتى وعائلة الجبور وعائلة الطبيب.

أحد أفراد حتي أستاذ كرسي ذو شهرة عالمية في التاريخ العربي بجامعة برينستون في الولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك آخر وهو طبيب راسخ القدم نشر لاحقاً أحد أحدث القواميس الطبية الإنكليزية - العربية. ومن بين الجيل التالي من درس بالخارج وعاد طبيباً للأسنان أو مالكاً للأراضي أو رجلاً للأعمال. وهناك - من جهة أخرى - أحد أفراد العائلة اشتهر بالهجرة إلى كاليفورنيا والصمود فيها طيلة أسبوع كامل قبل العودة إلى شملان. -

أما عائلة الجبور فهي متعددة المواهب بالمثل: وقد تزاوجت مع العائلتين الأخريين: فشقيقة بروفيسور حتى متزوجة من أحد أفراد عائلة الجبور ونتيجة ذلك أن بروفيسور حتي حين شرع في زيارة مسقط رأسه سنوياً كان يستقبل ضيوفه وطلابه القدامى من أطراف لبنان في أحد منازل آل الجبور .

ومعظم آل الجبور مهرة في مجال الأعمال والتجارة: أحدهم اشترى- بحنكة وحذق - أرضاً وعقارات في منطقة لم تكن مرغوبة كثيراً في بيروت هي شارع الحمراء .

وعائلة الطبيب هي أول عائلة يتعرف عليها معظم طلاب «ميكاس» إذ أنها تقطن وتعمل في المنطقة المحيطة بالطريق. وبنهاية الخمسينات كان خليل الطبيب الحداد يعمل في حرفة مزدهرة في نفس الطريق الذي يملك فيه أحد أبناء عمومته دكاناً مجاوراً لمحل يملكه ابن عم آخر يعمل حلاقاً.

وكل تلك العائلات مارونية - بطبيعة الحال - وكانت تتردد بانتظام على الكنيسة المارونية أدنى التل. لقد كانت الكنيسة على الدوام مركزاً حيوياً للشؤون الثقافية والدينية والاجتماعية. ولكنها كانت وقت قدوم «ميكاس» إلى القرية - مركز النشاط الوحيد أقرب دار للسينما كانت في عاليه ولم تكن لبنان تعرف الإرسال التليفزيوني وحتى الراديوهات كانت قليلة ومتفرقة. وكان للكنيسة أيضاً مدرستها القروية الخاصة بها. وما زال عديد من القرويين وبينهم بروفيسور حتي يتذكرون تلاوة دروسهم تحت شجرة السنديانة التي ظلت تشمخ طوال تاريخ «ميكاس» في شملان.

على أنه من الخطأ النظر إلى شملان باعتبارها مجتمعاً يقتصر - في عام ١٩٤٧ - على الموارنة والدروز فالقرية لها جذور بروتستانتية راسخة تمثلت في مدرسة المعلمي الكتاب المقدس، ذات أصل أمريكي. وخلال عهد «ميكاس» كانت هنالك مدارس صيفية منتظمة للمبشرين: وعديد من هؤلاء كانوا يجيدون العربية. وكان هنالك مصلى بروتستانتي متاح للإنجيليين العديدين بين الطلاب، على مدى السنيين. ولقد أصبحت ترانيم عيد الميلاد التي ينشدها طلاب ميكاس) معلماً أثيراً لدى المركز والزوار القادمين من السفارة ببيروت.

وكان سكان القرية يعيشون حياة مريحة دون أن تكون مترفة. كانوا على معرفة ببعضهم البعض يتزاوجون وفى أحيان عديدة بين بني العمومة.
وكان هنالك قوت وسكن للجميع وحياة اجتماعية حميمة تدور تسلياتها وملاهيها داخل البيوت. وكان أهل القرية يتبادلون الزيارات باستمرار.
ويتم توزيع الأدوار بعناية وتحديد وتخصص من أجل إعداد غداء الأحد:

حيث يتم نقل الطعام بعد القداس من منزل إلى آخر. كانت تلك الحياة الاجتماعية الحميمة أحد العوامل المهمة في حياة الطلاب إذ أن «ميكاس» كانت منذ أيامها الأولى في قلب القرية. وكان هناك تفاعل دائم مع أهل القرية بحيث توفرت - نظرياً - فرصة دائمة لملاحظة مجتمع جديد تماماً، ولكنه ودود متعاطف، وفى الوقت ذاته تعلم اللغة بأكثر السبل طبيعية.

ولأسى الكثيرين لم يكن ممكناً انتهاز تلك الفرصة إذ أن طرق التدريس كانت تفرط في التركيز على اللغة المكتوبة. رغم ذلك فأن الطلاب الذين أتيحت لهم الفرصة، في أيام «ميكاس» الأولى أو بعد انتقالها إلى مقر أكثر ترفاً وزخرفاً، للامتزاج اجتماعياً مع أهل القرية يحتفظون بذكريات عطرة

لتلك العلاقة. انهم يتذكرون وجبات الغداء على الهواء الطلق بالخراف المشوية المحشوة بالرز ببندق الصنوبر والتي يتبعها البرتقال والعنب كل حبة طازجة ومغروسة بواسطة أهل القرية. انهم يتذكرون بابتهاج أمسيات الشتاء: الطعام وافر دائماً في سخاء وهناك من المشروبات الروحية ما يكفي --ليروي غليل العسكريين من الطلاب. ولبنان لها - طبعاً - كرومها العتيقة في وادي البقاع منذ القرن التاسع عشر. وكذلك فأن الرهبان في تلك المنطقة يصنعون ضروباً شتى من المسكرات المعطرة. وكانت أطراف الأنس يتم تجاذبها في شتى الشجون والشؤون كما هو الحال عند التحادث بالعربية. إن ذكريات أمسيات الشتاء حول موقد المازوت والطعام والشراب الوفيرين والأنس والود كانت بالنسبة للعديد من الطلاب بداية عواطف ود دائمة مع القرية ومع لبنان ومع العالم العربي بأسره.

مشاهد من الحياة اللبنانية:

كانت بساطة الحياة في شملان انعكاساً لبساطة الحياة في لبنان. ففي أواخر الأربعينات كان لبنان بلداً حديث الاستقلال، محدود الموارد باستثناء براعة أهله، وذا فرص محدودة تماماً لاستغلال مهارات أبنائه. وكان فائض الثروة النفطية العربية وقتها غير ذي بال لدرجة أن بيروت لم تكن بذلك البهرج الذي أصبح طابعها في أواخر الخمسينات. وبلغ الأمر أن مكانتها كانت أدنى مرتبة من الإسكندرية. بيد إن تحولات جمال عبد الناصر الاشتراكية في مصر هي التي أتاحت لبيروت الفرصة لكي تنتزع موقعها كأهم ميناء في شرق المتوسط.

وكانت الهجرة - قبل منتصف الخمسينات ما تزال المنفذ الوحيد المتاح للشباب اللبناني المتوثب. وكانت هناك جاليات لبنانية راسخة القدم في شمال أمريكا وجنوبها وفى استراليا وغرب إفريقيا. وفي العديد من تلك البلدان أصبح اللبنانيون من أثرى رجال الأعمال. وأصبح بمقدور تلك الجاليات إتاحة أفضل بداية في الحياة العملية للوافدين الجدد من اللبنانيين. في ذلك الوقت كانت تتردد النكتة القديمة حول تعداد سكان لبنان والتي تقول إن تعدادهم ثلاثة ملايين مليونان منهم خارج البلاد والمليون الثالث متروك في الوطن بغرض التناسل.

وكان لبيروت جانباً رديئاً، باعتبارها ميناء بحري إلا أن ذلك كان له سحره. وكان أحد المواخير الرخيصة الرئيسية ملاصقاً لرئاسة الشرطة في ساحة الشهداء.

ولم تكن حياة بيروت الثقافية خامدة فهناك جامعتان ممتازتان لهما مكانة عالمية: جامعة بيروت الأمريكية وجامعة اللغة الفرنسية التي يديرها اليسوعيون : سان جوزيف. وكان للجامعة الأمريكية كلية شقيقة هي كلية بيروت النسائية: وهناك أيضاً جامعة أرمنية. وكذلك حفلت بيروت بالعديد من دور السينما والمسارح التي تقدم أعمالها بالفرنسية وبالعربية إذ أن الإنكليزية لم تكن شائعة بالقدر الذي شهدته في أواخر الخمسينات.

وكانت بها أيضاً المطاعم الصغيرة الممتازة - خصوصاً بالقرب من شاطئ البحر. وقد يذكر الذين قرأوا رواية أليك واف» المسماة «بغل في المئذنة» والتي كانت بيروت الحرب العالمية الثانية مسرحاً لها أن أكثر أحداث الرواية كانت تدور على موائد العشاء المضاءة بالشموع على طول المدينة وعرضها

ورغم أن بيروت لم تكن في منزلة تستلزم وجود سفارة بريطانية بها إلا إنها، إجمالاً، كان لها الكثير مما تقدمه للوافدين الجدد إلى شملان. بيد أن الطريق إليها لم يكن سهلاً إذ أن طريق الإسفلت لم يكن قد بلغ القرية بعد فضلاً عن انعدام وسائل النقل، كما أسلفنا.

وكانت تلك المشكلة تنطبق على أطراف لبنان الأخرى في تلك الأيام. أما بالنسبة لأولئك الذين ثابروا واستخدموا ما تيسر من تسهيلات النقل فقد كانت في انتظارهم المسرات العديدة. كان ممكناً صعود الجبل والهبوط منه عن طريق السكة الحديدية من عاليه. وكانت هنالك أيضاً خدمات منتظمة بصورة معقولة للحافلات وسيارات الأجرة من البلدة ذاتها، تربطها بكل أطراف البلاد. وتمكن الطلاب بالتدريج من التعرف على شيء من سحر ذلك البلد الذي خرج للعالم بأول أبجدية وبالمواقع التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، ذلك البلد الذي استعمر أهله قرطاجة واتجروا.

أغلب الظن - مع كورنوال. وكان بوسعهم استكشاف الآثار الرومانية المذهلة في بعلبك وصور والذهاب إلى قلاع الصليبيين في صيدا وقلعة الشقيف كما كان بمقدورهم التمتع بالمرور على جبل لبنان عند ضهر البيدر ورؤية المزروعات متعددة الألوان الممتدة أدنى وادي البقاع. وفي الطريق إلى بعلبك كان في وسعهم التوقف للتمتع بمقاهي زحلة ومطاعمها القائمة على طول الجداول التي تتدفق من ثلوج الجبل بعد ذوبانها (ذكر العميد فيتزوري ماكلين في مذكراته عن الحرب وصفاً لتدريبات وحدته على الحرب الجبلية هناك وكانت زحلة في نظره أجمل مكان في العالم).

وحيث إن «ميكاس» بقيت أقل من سنوات ثلاث في القدس فأن معظم الناس يربطون بينهما وبين لبنان: فإلى لبنان وشملان تعود المئات العديدة من الناس بالذاكرة - معظمهم بعواطف جياشة، يستحضرون إلى البال زمناً وجيزاً أتيح لهم خلاله أن يرجعوا إلى الحياة الطلابية. ويكاد. يستحيل على عديدين من هؤلاء، والمؤلف بينهم أن يجدوا كلمات مناسبة للتعبير عن مشاعرهم تجاه لبنان وشعبه ورغم صعوبات تعلم العربية فليس أحد إلا يكون لديه الإحساس بالسحر الأخاذ للتلال والأودية في ذلك البلد الصغير، والشعور بحضور تاريخ الإنسان من أزمنته السحيقة وبحقيقة الإيمان بأقدم الأساطير مثل أسطورة أدونيس: فالنساء حتى في الخمسينات من هذا القرن كن يربطن الأشرطة على الأشجار بالقرب من بوسع موقع النهر المقدس التماساً للخصوبة .

لقد عبر كثيرون ممن كتبوا بالإنكليزية عن شئ من سحر لبنان الخلاب مثل »روبين فيدين» و «جوليان هكسلي ومؤلفة (سواحل الحب الأكثر وعورة)، «ليزبي بلانش» وكذلك فأن جيمز ايلوري فليكار استلهم شخصية حسن» وهو يعيش في قرية تقع تحت شملان أي «الكحالة»

وبالمثل أفصح كتاب فرنسيون عن الانبهار ذاته مثل لامرتين الذي كان مقتنعاً في أربعينات القرن الماضي بأن خليج جونية هو أجمل بقعة في العالم. وكذلك فأن بيار بينو»، الذي قد يرى أصحاب الذوق الحديث فيه شيئاً من الافتعال كتب ثلاث روايات ذات خيال باهر حول سوريا ولبنان وفلسطين، على التوالي، تعكس ذلك الشيء الذي لا يمكن التعبير عنه والذي أحس هو مثله مثل طلاب «ميكاس» بوجوده في طبيعة لبنان .

وكان بمقدور طلاب «ميكاس» ، إن طلبوا المتعة المجهدة استخدام مصاعد التزلج البدائية شتاء على ممر طريق الشام وكذلك كان بمقدورهم الخروج لرحلات النزهة في كل المواسم على التلال البكر وحقول الصنوبر. وكان ممكناً للأكثر ولعاً بالمغامرة بينهم أن يتسلق ليبلغ أعلى ذروة فوق الأرز في شمال لبنان حيث كان الجيش اللبناني قد شرع في توفير تسهيلات التزلج .

وكانت كل تلك الأشياء ممكنة التحقيق للفوج الأول من طلاب «ميكاس» وهم شباب كان من ذوي الهمة، إذ أن الدراسة دوامها خمسة أيام أسبوعياً على أن كل شئ كان رهناً بشعورهم إزاء تقدمهم الدراسي ودرجة تملكهم للعربية وتكيفهم مع بيئة لبنان والعالم العربي وهي الأمور التي ننصرف إليها الآن.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‏لحن الوفاء الأخير، ‏ ‏محمد عبد الكريم يوسف ‏
- أول حب، آخر حب ‏ ‏محمد عبد الكريم يوسف ‏
- سميحة: عالم بلا قيود
- ليتني قد مت قبل الذي قد مات من قبلي
- ‏المحطة قبل الأخيرة ‏
- كرز في غير أوانه2 ، محمد عبد الكريم يوسف
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (4)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (3)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (1)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (2)
- النظام العالمي - ارتجال بالتصميم
- سقوط النازية وتداعيات الحرب
- عدو ما يجهل: لعنة سوء الفهم
- الطريق إلى دمشق: ما الشيء الذي كاد نتنياهو أن يكشفه للأسد عا ...
- رانديفو: حكاية قلبٍ بريء وقطارٍ فات
- وصايا الضحايا: حكاياتٌ من ركام الكراهية
- قلب روسي حقيقي: ألكسندر دوغين، فلاديمير بوتن والأيديولوجية ا ...
- حرب كشمير المنسية تتحول إلى حرب عالمية
- لورنس العرب يتحدث عن الحرب: كيف يطارد الماضي الحاضر
- أشباح الشرق الأوسط القديم


المزيد.....




- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...
- انتهاكات بحق العشائر البدوية في السويداء بعد اتفاق انسحاب ال ...
- بعد تشخيص مرضه.. 3 تغييرات منتظرة في نمط حياة ترامب
- تفاؤل أميركي بقرب التوصل لاتفاق بشأن غزة
- موسكو توقف مسافرة أميركية روسية بسبب مسدس في حقيبتها


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مدرسة شملان - كتاب في حلقات(5)