أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - حينما تفقد الملكية معناها: تفكيك النقد الميكانيكي للاشتراكية














المزيد.....

حينما تفقد الملكية معناها: تفكيك النقد الميكانيكي للاشتراكية


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 00:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كثيرًا ما يجادل بعض النقاد، بمنطق ميكانيكي سطحي، بأن الاشتراكية لا تبدأ إلا من حيث تمتلك الطبقة العاملة وسائل الإنتاج بشكل مباشر وملموس. ويستدلّ هؤلاء بأدلة نصية مأخوذة من التراث الماركسي صيغت أصلًا في سياق رأسمالي محدّد، كان فيه تضخّم الملكية الخاصة هو جوهر المشكلة وعصب علاقات الاستغلال. غير أنّ استدعاء هذه النصوص خارج سياقها المادي يغفل حقيقة أن جوهر التحليل الماركسي لا يكمن في تقديس شكل الملكية بذاته، بل في تفكيك علاقات الإنتاج التي تجعل من الملكية وسيلةً لتراكم رأس المال الخاص وانتزاع فائض القيمة.

من هنا، حينما تختفي الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وينتفي شرط الاستئثار الفردي أو الطبقي بها بغرض تحقيق الربح، فإن مفهوم «الملكية» ذاته يفقد معناه الرأسمالي. فإذا انتقلت وسائل الإنتاج إلى ملكية الدولة وأُلغيت الملكية الخاصة بالكامل، فإن الدولة لا تصبح «مالِكًا خاصًا» بالمعنى الرأسمالي، بل تتحوّل – من حيث المبدأ – إلى جهاز إدارة جماعية للإنتاج، مُفترض أن يعمل لصالح المجتمع بأسره. عند هذه النقطة، تتبدّل الملكية من صيغة استئثارية إلى صيغة «اجتماعية» أو «عامة»، فيزول مدلولها الاحتكاري لصالح معنى التسيير الجماعي للموارد. وبذلك، فإن القول بأن الدولة «تملك» وسائل الإنتاج كما يملكها الرأسمالي، ليس سوى إسقاط قسري لعلاقات إنتاج رأسمالية على واقع يفترض أنه تخطّاها، إذ تكون العلاقة الإنتاجية قد تغيّرت جوهريًا، وزال معها شرط تراكم فائض القيمة لصالح طرف خاص.

وإذا ما تعمّقنا أكثر في تفكيك بنية هذا النقد، فسنكتشف نتيجة صادمة مفادها أن هذا الخطاب في جوهره لا يصدر عن وعي ماركسي جدلي، بل يعبّر عن نزعة أناركية خالصة، أو ما يسمّى في الأدبيات الماركسية بـ «الفوضويين». فجوهر هذا الاعتراض يقوم على رفضٍ مبدئيٍ للدولة بوصفها أداةً تنظيمية، من دون أي تمييز بين الدولة كجهاز قمع طبقي في خدمة البرجوازية، والدولة كآلية انتقالية تُدير مرحلة تحويل الملكية من الخاص إلى الاجتماعي. وبهذا يكرّر هؤلاء، من حيث لا يشعرون، أطروحات باكونين حين خاصم ماركس واتهمه بالتواطؤ مع الدولة لمجرد أنه رفض الدعوة إلى إلغائها دفعة واحدة دون اعتبار للواقع التاريخي.

إن هذا النمط من النقد يستبدل التحليل المادي الجدلي بنزعة أخلاقوية مثالية، تعجز عن التمييز بين شكل الدولة ووظيفتها التاريخية. فيختلط عندهم شكل «الملكية» بجوهر علاقات الإنتاج، ويتحوّل الشعار التحرري لديهم إلى قفزة في الفراغ: رفضٌ مطلق لكل سلطة تنظيمية باسم الحرية المجردة، دون تقديم بديل عملي لإدارة الإنتاج والتوزيع. وبهذا المعنى، فإن نقدهم الميكانيكي للاشتراكية التي لا تقوم حصريًا على امتلاك العمال لكل مصنع بشكل فردي، لا يعدو كونه إعادة إنتاجٍ للنزعة الفوضوية التي لم ينجح باكونين نفسه في تبريرها أمام صرامة النقد الماركسي ومنطقه الجدلي



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداله الاجتماعيه..حتم التناقض الثنائي
- لا جدال في اشتراكية الاتحاد السوفياتي..
- في محاكاة العشرة التوراتية وطقس عاشوراء الشيعي
- مقتل الحسين والتسيس التكتيكي العباسي
- التغيير (( العراقي ))..من الافتراضي الى الممكن..ج3
- التغيير ((العراقي )).. من الأفتراضي الى الممكن ..ج2
- الانتخابات البرلمانيه ..ترتيب اوراق الخراب
- التغيير ((العراقي))..من الافتراضي الى الممكن
- حالة( اسكات النيران ) ..مهله مراجعه النظام الايراني
- الانتصار الكاذب وصناعة الوهم المدفوع
- إيران كقوة كولونيالية ناعمة: الاقتصاد المقاوم بوصفه أداة إخض ...
- حول نضج شروط الانتفاضه الشعبيه الايرانيه..
- كفة ميزان الحرب..بين الاسد الصاعد وبين الوعد الصادق 3
- رقصة على حافة الانفجار: صراع أميركا وإسرائيل في كبح إيران
- الهلال الخصيب المأزوم..بممكنات التأزيم
- رهينة اليورانيوم المخصب..هدنه تكتيكيه وملامح تموضع جديد
- انبعاث مركزية الهلال الخصيب على انقاض الهلال الشيعي
- النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها
- مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران
- إيران بعد تدمير قدراتها النووية: بين الردع المنهار وسيناريو ...


المزيد.....




- حول قرار ما يسمى “بالعباءة الزينبية” زياً رسمياً في بغداد، ا ...
- صفحات من التأريخ: الحزب الشيوعي العراقي ، 14 / تموز /1958 و ...
- محتجون في ميلان يطالبون بمقاطعة إسرائيل ووقف المجاعة بقطاع غ ...
- محتجون في ميلان يطالبون بمقاطعة إسرائيل ووقف المجاعة بقطاع غ ...
- الشرطة الألمانية توقف متظاهرين مؤيدين لفلسطين في برلين
- اعتقال متظاهرين مؤيدين لـ-بالستاين أكشن- في بريطانيا بعد تصن ...
- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...
- م.م.ن.ص// فلسطين-غزة تحت الذبح: جريمة العصر تُواصل مسيرتها ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - حينما تفقد الملكية معناها: تفكيك النقد الميكانيكي للاشتراكية