أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها














المزيد.....

النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثير التحولات التكنولوجية في ساحة الصراع المعاصر تساؤلات جديدة حول أدوات الحرب، إذ لم يعد القتل مجرد قرار عسكري، بل أصبح نتاج منظومة خوارزمية–نانوية معقّدة. وبينما يكثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي في الاغتيالات الإسرائيلية، تُغفل عمداً، أو يُعتم عليها، الأدوار الخطيرة التي تلعبها تكنولوجيا النانو في تمكين هذه العمليات. يستعرض هذا المقال هذه الأبعاد غير المرئية، بدءًا من تعريف النانو وتاريخه، وصولاً إلى تحليل استخدامه الإسرائيلي.

أولًا: ما هي تكنولوجيا النانو؟
تكنولوجيا النانو هي علم التعامل مع المادة على مستوى الذرات والجزيئات (1 إلى 100 نانومتر)، وهي تمكن من تصنيع أجهزة ومركبات ذات خصائص فائقة، لا يمكن تحقيقها بالحجم العادي. تمتاز هذه التقنية بالقدرة على التغلغل في البيئات الحيوية والمواد الصلبة والسوائل، ما يجعلها مثالية لأغراض الاستشعار، التجسس، وحتى التدمير الدقيق.

ثانيًا: لمحة تاريخية عن تطورها
ظهرت النانو كفكرة علمية في ستينيات القرن العشرين مع الفيزيائي ريتشارد فاينمان، لكنها لم تشهد تطبيقات عملية إلا في الثمانينيات مع تطور المجاهر النفقيّة (STM). تسارعت تطوراتها في الألفية الجديدة، خصوصًا بعد أن وظفتها الجيوش الكبرى ضمن برامجها البحثية.

ثالثًا: الدول المتقدمة في مجال النانو
تتصدر الولايات المتحدة والصين وروسيا قائمة الدول الرائدة، تليها إيران التي حققت قفزات نوعية في هذا المجال، خاصة في التطبيقات الطبية والعسكرية كما يظهر في مشاريع وزارة الدفاع ومراكز النانو التابعة لجامعاتها الكبرى، يليها الاتحاد الأوروبي، بينما تُعد إسرائيل من الدول الصغيرة حجمًا لكنها ذات بنية متقدمة في البحث النانوي، خاصة عبر جامعاتها العسكرية–البحثية مثل التخنيون وبار-إيلان، وشركات السلاح مثل Rafael وElbit.

رابعًا: إسرائيل والنانو الأمني – البنية التحتية الصامتة
رغم عدم التصريح العلني، تشير الشواهد التقنية والاستخبارية إلى أن إسرائيل تستخدم تطبيقات النانو بفعالية في:
1. أجهزة تتبع نانوية تُزرع في متعلقات الهدف.
2. مستشعرات بيولوجية نانوية تؤكد وجود الهدف داخل المبنى عبر حرارة الجسد أو العرق.
3. متفجرات نانوية تضمن قتلًا دقيقًا دون دمار واسع.

خامسًا: التداخل بين النانو والذكاء الاصطناعي
التكنولوجيا النانوية تزوّد منظومات الذكاء الاصطناعي، مثل Lavender وGospel، ببيانات دقيقة لحظية تجعل قرار القتل شبه تلقائي. هكذا، لا يكون النانو بديلاً عن الذكاء الاصطناعي، بل هو شريكه الخفي.

سادسًا: أمثلة تطبيقية – من الاغتيالات إلى التخريب
- اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين: يُشتبه في استخدام نانو متفجرات داخل الأجهزة الشخصية أو السيارات.
- مراقبة النشطاء في غزة ولبنان: يُحتمل استخدام مستشعرات متناهية الصغر تم زرعها في البيئة المحيطة.
- تخريب منشآت نووية (مثل نطنز): قد تكون أجهزة نانوية دقيقة استُخدمت لإحداث الخلل الداخلي أو التوجيه عن بُعد.

سابعًا: سؤال الأخلاق والسيادة
إن استخدام تقنيات نانوية عالية الدقة خارج القانون الدولي يثير إشكاليات خطيرة:
- كيف نضمن المساءلة حين تكون الأداة غير مرئية؟
- من يضبط الاستخدام عندما تختلط الحرب بالتقنية الحيوية؟
- هل نحن أمام بداية عصر "السلاح الصامت" الذي لا يُكتشف إلا بعد فوات الأوان؟

خاتمة
لقد تجاوزت إسرائيل، عبر التكامل بين الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو، المفهوم التقليدي للقتل العسكري. نحن لا نرصد فقط تطورًا في الأدوات، بل نقف أمام تحول في فلسفة الحرب ذاتها: من الفعل الصاخب إلى التأثير الصامت، من المواجهة إلى الاختراق، ومن القرار السياسي إلى القرار الخوارزمي. وفي ظل هذا، يبدو أن ما يُروّج عن دور الذكاء الاصطناعي ليس إلا ستارًا يخفي خلفه نواة تكنولوجية أكثر خفاءً: النانو



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران
- إيران بعد تدمير قدراتها النووية: بين الردع المنهار وسيناريو ...
- أنقره تتموضع مبكرا في شرقا اوسطيا جديد
- ساعة الصفر..ممكن ان توجه ايران ضربه نوويه لأسرائيل
- 48 ساعه فرصه محور (المقاومه)..لتكتيك ميداني محوري
- عمال التصاريح..ورغيف الحزن المخبوز بوجع الكرامه
- انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العا ...
- هل يتجرّع خامنئي كأس السم كما تجرّعه الخميني؟
- أيران..من هندسة الخوف الى ادارة الخسائر
- هرمز..بين ارتجال التوظيف وحكمة التلويح
- التوقيت المرحلي للمواجهه الاسرائيليه - الايرانيه..لحظة توافق ...
- الموقف الجماهيري في المواجهة بين اسرائيل وايران..عبء أم رصيد ...
- باتريوت إلى أوكرانيا: إسرائيل تُفكك ظلال موسكو في المشرق
- تداعيات الخيار العسكري لغلق الملف النووي الايراني على كيان ا ...
- المعنى الاخر لاستثناء العراق من فعاليات اسرائيل العسكريه
- العداء الروسي- البريطاني : ترف الوهم
- الحرب الروسيه- الاوكرانيه...قابلة الشرق الاوسط الجديد
- صفقة العار...التضحويون يرقصون على اشلاء الابرياء
- حينما يستولد الموقف من ( كرشة ) ساق واقع غزه
- اللاعقلانيه في خطاب حماس والجهات الاعلاميه الداعمه لها


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها