أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العاملة الفلسطينيه














المزيد.....

انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العاملة الفلسطينيه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 14:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في خضم التصعيد العسكري المتسارع بين إيران وإسرائيل، تُزاح الستارة عن واقع هشّ يتجاوز الحسابات الجيوسياسية، ليطال تفاصيل الحياة اليومية لفئات مسحوقة لا صوت لها ولا درع يقيها: العمال الفلسطينيون. فبينما تتبادل القوى الإقليمية الرسائل النارية، يدفع هؤلاء العمال ثمنًا مباشرًا لصراع لم يختاروه، لكنه بات يتحكم بمصير أرزاقهم ومستقبل أسرهم.

أولًا: الانكماش الاقتصادي وتقلص فرص العمل
تعتمد قطاعات حيوية في الداخل الإسرائيلي كالبناء والزراعة والخدمات على عمالة فلسطينية رخيصة ومرنة. ومع كل تصعيد أمني، ولا سيما حين يأخذ طابعًا إقليميًا كالمواجهة الحالية مع إيران، تُصاب هذه القطاعات بالانكماش المؤقت، ويُعاد ترتيب الأولويات الأمنية والاقتصادية، ما ينعكس مباشرة على العمال الفلسطينيين.
- تُسارع السلطات الإسرائيلية إلى تعليق تصاريح العمل أو تقليص أعداد المسموح لهم بالدخول، كجزء من ما تسميه “الضرورات الأمنية”.
- يرافق ذلك تشديد على الحواجز، وتضييق في شروط التفتيش، وإيقاف عشوائي يطال مئات العمال يوميًا.

ثانيًا: تصاعد الخطاب الأمني والإقصائي
يشهد الداخل الإسرائيلي مع كل تصعيد عسكري تصاعدًا في الخطاب العنصري واليميني، الذي لا يتورع عن تحميل الفلسطينيين – حتى أولئك الذين يكسبون رزقهم بعرقهم في السوق الإسرائيلي – مسؤولية أمنية أو رمزية.
- يتعرض العمال الفلسطينيون لحملات تحريض إعلامي وشعبي، ولحوادث طرد واعتداء في أماكن العمل.
- كما يُتهمون أحيانًا بأنهم “طابور خامس”، ما يهدد أمنهم الوظيفي والشخصي في آن معًا.

ثالثًا: ازدياد البطالة وعودة الفقر
أدى توقف آلاف العمال الغزيين عن العمل داخل إسرائيل بفعل الحرب الجارية إلى كارثة اقتصادية صامتة، فهؤلاء يشكلون شريانًا ماليًا حيويًا لعائلاتهم، ولا وجود لبنية اقتصادية بديلة داخل غزة أو الضفة تسد هذا الفراغ.
- النتيجة هي تصاعد معدلات الفقر والبطالة، وانخفاض حاد في القدرة الشرائية.
- كما أدى هذا التوقف القسري إلى تفكيك شبكات التضامن الاقتصادي داخل الأسر، لا سيما تلك التي كانت تعتمد على تحويلات أقاربها العاملين في الداخل.

رابعًا: هشاشة الأمان الاجتماعي والنفسي
العامل الفلسطيني، المحاصر بين احتياجاته اليومية ومناخات القمع، يعيش حالة من اللايقين الوجودي. فمصيره مرهون كل يوم بمزاج السياسة ومجرى الأحداث الكبرى.
- يعيش العمال في ظل ضغط نفسي دائم، وشعور بالنبذ والعزلة، خصوصًا مع انعدام التمثيل النقابي الحقيقي الذي يدافع عنهم.
- يتفاقم هذا الشعور في ظل الصمت الدولي، والبرود الفلسطيني الرسمي تجاه معاناتهم.

خامسًا: تسييس ملف العمالة كورقة ضغط فعلي
منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة، استخدمت إسرائيل ملف العمالة الفلسطينية كورقة ضغط حقيقية ضد السكان والقيادة الفلسطينية. لم يكن ذلك مجرد تهديد، بل ممارسة واقعية تجسدت في:
- تعليق آلاف التصاريح الممنوحة للعمال الغزيين والضفاويين، دون إشعار مسبق.
- احتجاز عشرات العمال الذين تواجدوا داخل إسرائيل عند اندلاع الحرب، ما حولهم إلى رهائن بلا حماية.
- تصريحات سياسية إسرائيلية واضحة تُلمّح إلى استبدال العمال الفلسطينيين بعمالة أجنبية، كجزء من استراتيجية “فك الارتباط الاقتصادي”.

خاتمة: ضحايا بلا سلاح ولا قرار
العمال الفلسطينيون ليسوا مجرد رقم في معادلة القوى الإقليمية، بل أرواح واقعية تعيش على الحافة، وتدفع ضريبة مزدوجة: ضريبة الاحتلال، وضريبة الصراع الإقليمي الذي يُدار من فوق رؤوسهم.
كل مواجهة كبرى تندلع في الإقليم تعني لهم شيئًا واحدًا: الخسارة. لا يربحون شيئًا من صواريخ المقاومة، ولا يُحمون من قنابل الردع. هم ببساطة وقود الصراع غير المرئي، الذين يُنسون في خطابات الأطراف جميعها، رغم أنهم يعملون ليلًا ونهارًا على بناء ما يهدمه الكبار.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتجرّع خامنئي كأس السم كما تجرّعه الخميني؟
- أيران..من هندسة الخوف الى ادارة الخسائر
- هرمز..بين ارتجال التوظيف وحكمة التلويح
- التوقيت المرحلي للمواجهه الاسرائيليه - الايرانيه..لحظة توافق ...
- الموقف الجماهيري في المواجهة بين اسرائيل وايران..عبء أم رصيد ...
- باتريوت إلى أوكرانيا: إسرائيل تُفكك ظلال موسكو في المشرق
- تداعيات الخيار العسكري لغلق الملف النووي الايراني على كيان ا ...
- المعنى الاخر لاستثناء العراق من فعاليات اسرائيل العسكريه
- العداء الروسي- البريطاني : ترف الوهم
- الحرب الروسيه- الاوكرانيه...قابلة الشرق الاوسط الجديد
- صفقة العار...التضحويون يرقصون على اشلاء الابرياء
- حينما يستولد الموقف من ( كرشة ) ساق واقع غزه
- اللاعقلانيه في خطاب حماس والجهات الاعلاميه الداعمه لها
- مقارنه بين اداء المخابرات الاسرائيليه في ميدانين ..تثير الري ...
- طوفان الاقصى ..جرف اسرائيل ؟..أم اغرق غزه
- ماركس - لينين ..الجوهر الواحد ..والمسار المختلف
- الاربعينيه الحسينيه ..والعقيده الفرعونيه..
- تحلل مفاهيم العقل البشري ..الحمله المثيليه ...أنموذج...ج2
- تحلل مفاهيم العقل البشري ..الحمله المثيليه ...أنموذج
- حقيقة تمرد الحسين ..سهل ممتنع


المزيد.....




- مسؤول روسي: الرأسمالية العدوانية أدت إلى عدم الاستقرار في عا ...
- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العاملة الفلسطينيه