أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - حقيقة تمرد الحسين ..سهل ممتنع















المزيد.....

حقيقة تمرد الحسين ..سهل ممتنع


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 7690 - 2023 / 8 / 1 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(في حال مجتمع يستلقي بحاضره في تابوت التاريخ المتعفن والملوث بالاغاليط والمفتعلات ..لايمكن للذين يحاولون الانعتاق من ظلمة هذا الوجود الا ان يندمجوا في نشاط تشريح جثة التاريخ المتعفنه هذه كي يساهموا قدر المستطاع في تفتيت الجثه ومن ثم فتح كوه تشرق من خلالها ضياءات الوجود الحقيقي )

امتدت خلافة معاويه بن ابي سفيان 19 عام و3 اشهر وكان خروج الحسين بن علي على حكم يزيد بن معاويه قد بدء مع اول يوم لتبؤ يزيد الخلافه ؟! فاي ظلم ثار عليه الحسين والظالم بعد لم يكد يمسك بصولجان الحكم ؟!هذا التساؤل مقرون بماهية الظلم الذي نتحدث عنه ..هل هو الظلم السياسي الاجتماعي ام الظلم السياسي السياسي - في اطار التنازع على السلطه -..في الحال الاول وبشكل منطقي مطلق تكون تبرئة يزيد من الظلم امرا نافلا لا شك فيه ..اما في اطار المعنى السياسي للظلم فنعم هناك اكثر من اشاره على ان يزيد بدأ مع بواكير تسنمه للسلطه بممارسة القمع لمنافسيه ..بهذا المعنى يجب ان نفهم كيف بدأت حركة الحسين التمرديه ضد يزيد ...الذي بعث في اولى ايام سلطته بكتاب الى حاكم المدينه – الوليد بن عتبه بن ابي سفيان جاء فيه (: «أما بعد فخذ حسينًا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذًا شديدًا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام»....وما ان تنائ الى مسمعه شدة معارضه هؤلاء الثلاثه لحكمه ’ بعث بكتاب واضح لالبس فيه (أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجّل عليّ بجوابه وبيّن لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي»...ولكن لماذا هؤلاء الثلاثه بالتحديد ؟ هل كان لهم نشاط معارض لسلطة ابيه معاويه بشكل ما اوباخر ؟ التاريخ لم يؤشر لنا الى ذلك الا باعتبارهم كانوا يمارسون معارضه شديدة النعومه ! فهؤلاء الثلاثه هم بقايا من نفر من ابناء صحابة النبي محمد اللذين كان معاويه في مطلع حكمه يؤشر اليهم على انهم جماعة الشورى التي سيتم انتخاب احدهم لراس السلطه – كان الحسن ضمن هذه الجماعه وبعد موته حل الحسين محله – بمعنى ان هؤلاء جميعا قد بايعوا معاويه بن ابي سفيان وظل عبد الله بن الزبير والحسين يتحييان الفرصه لنيل هرم السلطه اما عبد الله بن عمر فكان اكثر ميلا للزعامه الدينيه منها الى الزعامه السياسيه , ومن المؤكد هنا ان هؤلاء الثلاثه كان لكل واحد منهم توجهه الخاص المستقل عن الاخر والمتعارض معه , ويكمن هذا في افتراق ماهية الممكنات الموضوعيه لكل واحد منهم , فمع انهم يشتركون في خصيصة حيازتهم على مورد مالي مضمون ومكفول من واردات الدوله ’ الا انهم بطبيعة الحال يختلفون في جانب المؤهل الشرعي الذي يرشحهم للسلطه , ...عبد الله بن عمر يستند الى بنوته لثاني الخلفاء مدعوما باداءه الشخصي بينما عبد الله بن الزبير يستندا الى نسب القرابه من النبي محمد والخليفه الثاني الذي هو جده من امه والى ارث ابيه الذي تعارض في وقت ما مع موقف علي بن ابي طالب منحازا الى عائشه في موقعة الجمل , بينما الحسين هنا يستند الى صلة قرابته بالنبي محمد كسبط له والى بنوته لعلي بن ابي طالب الذي لا تكن له قريش من موده , الامر الذي فسح المجال واسعا امام الزبير لتمرير صوته المعارض بين صفوف القريشيين ..وبينما حافظ عبد الله بن عمر على شروط استدامة ممكنات زعامته من خلال ثباته على النهج المعارض السلمي حتى النهايه ( ان كان خيرا رضينا به , وان كان بلاء صبرنا ) , فان عبد الله بن الزبير انتقل الى تكتيك اشهار المعارضه المحصنه ’ والتي تكللت بلجؤه الى مكه مستقدما ومرحبا به من قبل اهلها ..اللذين رضوا بزعامته بينما بقت مدينتهم محاصره من قبل جيش يزيد بن معاويه لاربع سنوات متواليه وانتهى الحصار بموت يزيد واعلان عبد الله بن الزبير نفسه خليفة للمسلمين وبايعه اهالي اغلب امصار الدوله الاسلاميه بما فيها اجزاء واسعه من الشام الذي يعتبر معقلا للامويين , وبعد مضي تسع سنوات انهارت الدوله الزبيريه امام المد الاموي الذي جدده مروان بن الحكم ...مثلما تجددت المعارضه (العلويه ) بانبثاق حركة التوابيين في الكوفه والتي نازعت كلا من الزبيريين والامويين مجتمعيين ..لكنها مرة اخرى كبت امام الامويين بعد ان ساهمت موضوعيا باضعاف الزبيريين وانهزامهم امام الامويين ..
اذن وبالعوده الى قضية الحسين التي تحولت الى مفصل محوري في العقيده الشيعيه – الاسلاميه – نكون قد تذاكرنا مسالة القضيه باعتبارها جزء لايتجزء عن حركه معارضه اسلاميه موجهه لمشروع بناء دوله امويه على الطراز الملكي الوراثي, تستاثر بسلطته العشيره الامويه ! الا ان مايميز هذا الجزء من المعارضه يتمثل بمفارقه ملفته للنظر تتمثل بان الحركه الحسينيه انما هي ايضا حركه وراثيه ترى ان سلطات النبي محمد تمثل ميراثا لها ؟! وهي بهذا تلتقي مع الامويه في مسالة نزوعها الى الدوله الملكيه ...لهذا نرى ان الحسين يبين دواعي تمرده على يزيد بكون بني اميه قد ( لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله ....) اذن المساله كما يريد ان يبينها الحسين ليست في اشكالية تحويل الدوله من الشورى الى الملكيه انما هي تكمن في فساد بني اميه في ادارة شؤون الدوله ! وفي ما يذكره الحسين من مثالب السلطه فان التاريخ بما فيه من مدونات محايده لم تذكر لنا ما ذكره الحسين من خروجهم عن الاحكام الاسلاميه الا بكونهم – استأثروا بالفيء – ومحسوبيته العشائريه ! ولعل الحسين وحتى يكون دقيقا في كلامه من الناحيه الموضوعيه كان عليه ان يبدا باستاثارهم بالفيء ثم يلحق الاخريات كوصف فقهي لهذا الاستأثار ! والا فلا صلاة ابطلت ولا حجيج منعوا ولا صيام رد ولا زكاة قطعت ..لا بل جهاد وحملات فتوحات وغنائم وفيء كما امر به دين جد الحسين , والحسين ذاته شارك في حمله معاويه على القسطنطينيه التي امتدت ما بين ( 54 هجريه الى 60 هجريه ) وكان على راس احد جيوشها يزيد بن معاويه !! ...اذن هو الاستأثار بالفي وهو حقيقه واقعه وذريعه مناسبه لان تعلن كطعن في عدالة وشرعية السلطه ’ لكنها على مستوى العامه لاتمثل الا خطابا تحريضيا عاطفي , لان الفيء حصته الكبرى هي من حق العسكر والامراء وليس للعامه الا ما يستوجبه المعروف الذي يراه الحاكم في صلاح رعيته ! وهنا يجب ان نلتفت الى اؤلئك اللذين يسقطون احكام الواقع الحاضر على الماضي واللذين يقولون بانسانيه حركه الحسين , لنهز اكتافهم ونجردهم من اقنعة تزييف الوقائع وتشويه القيم ولنذكرهم بان الفيء في وقتنا الحاضر لايعني الا جريمه بحق الانسانيه !



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتورية الجماهير الشيعيه ..امتهان وتهميش
- الرصاص والموت للمدنيين الاسرائيليين .. والحجارة بوجه العسكري ...
- لماذا تم اغتيال تاريخ الجمهوريه العراقيه الثالثه ؟!
- لماذا تم اغتيال تاريخ الجمهوريه العراقيه الثالثه ...ج1
- - اردوغان الشريك القاتل للزلزال المدمر
- لماذا - علي بابا - عراقي وليس تركي عثماني ؟!
- الجارتين الودودتين ..الولايات المتحده وروسيا ..هل يبقيان هكذ ...
- الكونفدراليه ( العراقيه ) ضمانه مؤكده ووحيده لنظام ديمقراطي
- فضالة (اليسار العربي )..واسفافه بالانحياز لروسيا الليبراليه
- تغريدة مقتدى الصدر ..تشخيص لاهوتي ملهم ؟؟!
- سياسه اردوغان وراء شده الزلزال
- تحويل الحرب الامبرياليه الى حرب طبقيه, هذا هو موقف البلاشفه ...
- ملامح المشهد الاخير المحتمل للحرب في اوكرانيا
- فرنسا المدانه بتوظيف الارهاب
- الامكانيات السلسه لتدمير قيمة النقد العراقي
- غيبوبه الزمن
- شياع يتحرك في منطقة فراغ التدافع الامريكي – البريطاني
- فرص التوجهات الاشتراكيه في اوربا تتعاظم ...( مختصرات )
- استقلال كردستان .. الرد العادل على عنصريه النهج الشعبي العرب ...
- قرار فاشستي قذر ..للمحكمه الفدراليه العليا ( العراقيه )


المزيد.....




- قطر ترد على مزاعم دعمها مظاهرات الجامعات بأمريكا المؤيدة للف ...
- رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن أسباب تأجيل التصويت لإغلاق قناة -ال ...
- فيراري تكشف عن سيارة بسعر يقارب نصف مليون دولار.. كم تبلغ قو ...
- بالقوة.. الشرطة الأمريكية تفض مخيم احتجاج لطلاب بجامعة كالي ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف في وسط وجنوب القطاع ومزيد من الدو ...
- دعوى ضد مؤسسة انارة لدى المدعي العام
- الداخلية الروسية تضع وزير المالية الأوكراني السابق ورئيس الب ...
- الجيش الأمريكي يعترف بقتل مدني بغارة على سوريا ظنا أنه قيادي ...
- رئيس وزراء جورجيا يرفض زيارة الولايات المتحدة بسبب مطالب واش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - حقيقة تمرد الحسين ..سهل ممتنع