ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 02:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا هو التوقيت المرحلي الذي وفق بين مصالح إيران وإسرائيل، ويبدو أن تأطير إغلاق الملف النووي الإيراني، سواء سياسيًا أو عسكريًا، كان تأطيرًا ناقصًا. الآن يصوغ نسق الأحداث إغلاق الملف بكلا الاحتمالين معًا. هذا الإغلاق المزدوج ليس حتمًا، بل هو ضرورة لشروط ولادة الشرق الأوسط.
هذا الإغلاق المزدوج للملف النووي الإيراني، بين السياسي والعسكري، لا يمثل خيارًا تلقائيًا أو حتميًا، بل هو نتاج توازنات دقيقة بين مصالح متضاربة. إنه ضرورة مفروضة من واقع الإقليم المعقد، حيث لا يمكن لأي طرف فرض شروطه كاملة دون مواجهة تداعيات واسعة. يتيح هذا النسق المرحلي للطرفين — إيران وإسرائيل — الحفاظ على أوراق القوة معًا، وفي الوقت ذاته تفادي الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تكون كارثية على المنطقة بأسرها. بهذا المعنى، يعكس إغلاق الملف بهذا الشكل مرونة استراتيجية، وليست مجرد تنازل أو ضعف، بل إدارة محسوبة للأزمات ضمن لعبة معقدة من المصالح والتوازنات.
فالضربة الإسرائيلية حققت أقصى ما يمكن تحقيقه في ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني. إنها سلمية واقعية ذات وجهين: من جهة حجمت القدرة النووية، ومن جهة أخرى وضعت إسرائيل وجهاً لوجه أمام الحدود القصوى لقدرتها. والآن، باتت الولايات المتحدة قادرة على إعادة إيران للمفاوضات وإبرام صفقة الإغلاق، إذ أصبحت عقدة تخصيب اليورانيوم لينة وربما نافلة.
وفي ختام هذا المشهد، لا بد من الإشارة إلى تصريحات ترامب التي أكد فيها أن المفاوضات لم تنتهِ بعد، وكذلك تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين أكّدوا هذا الموقف، لكنهم ربطوا عودة إيران إلى طاولة المفاوضات بضرورة الانتهاء من الرد على العدوان الإسرائيلي. هذا الربط يوضح أن المسار السياسي لا يزال رهينًا للتطورات الميدانية، وأن التوافق المرحلي مرهون بقدرة الأطراف على إدارة تصعيدات المواجهة ضمن حدود معينة
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟