أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران














المزيد.....

مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم غياب تحالف رسمي مُعلن، شكّلت العلاقة بين إيران وكلٍّ من الصين وروسيا محورًا تكتيكيًا بالغ الأهمية في مشهد الجيوسياسة العالمية. غير أن هذا المحور لم يكن مستقرًا أو متناغمًا؛ بل ظل يتأرجح بين منافع استراتيجية لا يمكن تعويضها، وأعباء ميدانية وسياسية أرهقت بكين وموسكو على حدٍّ سواء.

أولًا: الصين – شريك مُرغم.. ومستفيد بذكاء

✴️ مكاسب استراتيجية:

- حصلت الصين على النفط الإيراني بأسعار تفضيلية (بخصم يصل إلى 30%)، تُدفع خارج النظام المالي الغربي، ما وفر لها موردًا طاقويًا مستقرًا خلال الحرب التجارية مع أمريكا.

- استخدمت طهران كساحة لتجريب نظامها المالي البديل عن الدولار، مما مكّنها من توسيع تجارب استخدام اليوان وتبادل السلع.

- غياب الشركات الغربية بسبب العقوبات فتح الباب واسعًا أمام تغلغل الشركات الصينية في قطاعي البنية والطاقة، بلا منافسة حقيقية.

- الموقع الجغرافي الإيراني شكّل عقدة حيوية في مشروع "الحزام والطريق"، يسمح بربط الصين بآسيا الوسطى والخليج وتركيا.

✴️ كلفة مرهقة:

- التصعيد الإيراني المستمر (نوويًا وعسكريًا) وضع الصين في موقف حرج دوليًا كحليفة لأنظمة غير منضبطة.

- إيران لم تكن يومًا تابعًا سياسيًا لبكين، بل احتفظت بخطابها الخاص وسياساتها المستقلة، مما قيد قدرة الصين على طرح مبادرات إقليمية موحدة.

- النزاعات المتكررة في الخليج، اليمن، العراق، وسوريا شغلت الصين عن أولوياتها في بحر الصين الجنوبي وإفريقيا.

ثانيًا: روسيا – حليف ظرفي لا يمكن الوثوق به تمامًا

✴️ فوائد واضحة:

- شاركت إيران روسيا في تثبيت نظام الأسد في سوريا، وكانت ذراعًا أرضية لعمليات موسكو الجوية.

- وفرت طهران سوقًا خلفيًا لتصريف السلاح والتقنيات الروسية المحظورة غربيًا.

- التحالف ضد العقوبات الغربية شكّل مظلة تكتيكية مفيدة للطرفين لتبادل الدعم السياسي والاقتصادي.

✴️ تنافر بنيوي:

- التزاحم على النفوذ في دمشق وبغداد كان دائمًا مصدر احتكاك مكتوم، فرض على موسكو تعديل تموضعاتها مرارًا.

- التمدد الإيراني جنوب القوقاز وباتجاه بحر قزوين أثار حساسية روسيا تجاه مناطق نفوذها المباشر.

- لم تُظهر إيران انضباطًا ضمن الرؤية الروسية الكبرى، بل تصرفت كقوة مستقلة تتقاطع مؤقتًا مع موسكو لا أكثر.

ثالثًا: واشنطن.. المهندس الصامت لإرهاق الحلفاء

- استفادت الولايات المتحدة من إبقاء إيران في وضع "القوة المقيدة": قوية بما يكفي لإشغال الصين وروسيا، وضعيفة بما لا يهدد مصالحها المباشرة.

- كلما أرادت واشنطن إبطاء تمدد بكين أو ردع موسكو، كانت الأزمات الإيرانية تُستخدم كأداة غير مباشرة للضغط والتشتيت.

- سقوط إيران لا يُريح الصين وروسيا؛ بل يُجردهما من حليف ووظيفة جيوسياسية، ويفتح عليهما فراغًا استراتيجيًا معقّدًا في غرب آسيا.

خلاصة

تحالف الصين وروسيا مع إيران لم يكن زواج مصلحة دائم، بل كان أشبه بمديات متذبذبة بين الضرورة والانزعاج، بين الحاجة إلى ورقة ضغط، والخوف من الانفلات. ولذلك، فإن سقوط إيران لا يعني راحة لحلفائها، بل لحظة انكشاف استراتيجي عميق يُعيد صياغة النفوذ العالمي في غرب آسيا، على حساب الجميع.

خاتمة: لماذا تتردد أمريكا في توجيه الضربة القاصمة؟

كل ما سبق ليس استطرادًا تحليليًا مجردًا، بل يمثل مدعاة جوهرية لتفسير الموقف الأمريكي المتردد تجاه توجيه ضربة قاصمة لإيران. فالولايات المتحدة، التي تدرك هشاشة التوازن الإقليمي والدولي، لا تسعى إلى هدم بنية إيرانية قد تكون عدوًا، لكنها تؤدي وظيفتها بفعالية: إنهاك الخصوم دون أن تنهار. إن ضرب إيران بشدة قد يفتح أبوابًا لفوضى غير قابلة للضبط، ويُفقد واشنطن ذريعة استمرار حضورها العسكري في المنطقة، ويُجبر الصين وروسيا على التدخل المباشر بدل الإرهاق غير المباشر. ولهذا، فإن خيار الحسم الشامل – رغم توفر القدرة – يبقى آخر ما تفكر فيه واشنطن، ليس حرصًا على إيران، بل حرصًا على معادلة عالمية معقدة تُديرها بهدوء من خلف الستار.

لكن المعضلة الأمريكية الآنية تتمثل في سقف مطالب إسرائيل المتصاعد، والتي تتجه بوضوح نحو إغلاق ملف إيران كقوة ردع – سواء نووية أو غير نووية – بشكل نهائي. هذه المطالب لا تترك لواشنطن هامش المناورة التقليدي، بل تدفعها نحو خيارات أكثر حسمًا، قد لا تنسجم مع مقاربتها الاستراتيجية طويلة الأمد. وهكذا، تجد أمريكا نفسها اليوم عالقة بين الحفاظ على إيران كأداة لإرهاق خصومها، وبين إرضاء الحليف الإسرائيلي الذي لم يعد يقبل سوى النهاية الكاملة للتهديد الإيران



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران بعد تدمير قدراتها النووية: بين الردع المنهار وسيناريو ...
- أنقره تتموضع مبكرا في شرقا اوسطيا جديد
- ساعة الصفر..ممكن ان توجه ايران ضربه نوويه لأسرائيل
- 48 ساعه فرصه محور (المقاومه)..لتكتيك ميداني محوري
- عمال التصاريح..ورغيف الحزن المخبوز بوجع الكرامه
- انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العا ...
- هل يتجرّع خامنئي كأس السم كما تجرّعه الخميني؟
- أيران..من هندسة الخوف الى ادارة الخسائر
- هرمز..بين ارتجال التوظيف وحكمة التلويح
- التوقيت المرحلي للمواجهه الاسرائيليه - الايرانيه..لحظة توافق ...
- الموقف الجماهيري في المواجهة بين اسرائيل وايران..عبء أم رصيد ...
- باتريوت إلى أوكرانيا: إسرائيل تُفكك ظلال موسكو في المشرق
- تداعيات الخيار العسكري لغلق الملف النووي الايراني على كيان ا ...
- المعنى الاخر لاستثناء العراق من فعاليات اسرائيل العسكريه
- العداء الروسي- البريطاني : ترف الوهم
- الحرب الروسيه- الاوكرانيه...قابلة الشرق الاوسط الجديد
- صفقة العار...التضحويون يرقصون على اشلاء الابرياء
- حينما يستولد الموقف من ( كرشة ) ساق واقع غزه
- اللاعقلانيه في خطاب حماس والجهات الاعلاميه الداعمه لها
- مقارنه بين اداء المخابرات الاسرائيليه في ميدانين ..تثير الري ...


المزيد.....




- شاهد.. أمطار غزيرة تتسبب بفيضانات عارمة اجتاحت منطقة بأمريكا ...
- السعودية.. رد تركي آل الشيخ على انتقاد أنه -لا زال بدويا- يث ...
- وفد من حماس في القاهرة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، ونت ...
- 100 يوم على حكومة المستشار ميرتس .. تحولات في السياسة الألما ...
- قاضية أمريكية تلزم إدارة ترامب بإعادة جزء من تمويل اتحادي لج ...
- كيف محت الإبادة في غزة الحقول وأنبتت خياما؟
- تحالف دول الساحل.. تكتل أفريقي يتحدى النفوذ الفرنسي
- إنجاز جراحي.. أول عملية دقيقة من نوعها في قطر لعلاج تشوه خلق ...
- مصر.. حسني مبارك والشتم بسبب القضية الفلسطينية ولماذا لم يهر ...
- مصدر لـCNN: الأردن رفض مرور مساعدات إسرائيلية عبر أراضيه إلى ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران