أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - حالة( اسكات النيران ) ..مهله مراجعه النظام الايراني














المزيد.....

حالة( اسكات النيران ) ..مهله مراجعه النظام الايراني


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عملية "مطرقة منتصف الليل" الأمريكية، وما تلاها من رد إيراني محدود حمل اسم "بشائر النصر"، بدا أن وقف إطلاق النار قد جرى دون أن يتبعه أي إعلان واضح للمرحلة القادمة. لم يكن هناك بلاغ رسمي يُحدّد نهاية الحرب أو بداية مفاوضات، ليظل الوضع يراوح في منطقة رمادية تُوصف بدقة أكبر بـ"إسكات النيران" لا "نهاية التصعيد".

هذا الوصف تزداد وجاهته في ضوء التصريحات الإيرانية، خصوصًا من جانب المرشد الأعلى علي خامنئي وقادة الحرس الثوري، الذين سارعوا إلى التأكيد على عدم تضرر البرنامج النووي. في المقابل، جاءت التصريحات الأمريكية والإسرائيلية متقاربة في اللهجة، وإن اختلفت في الدوافع، لتُوحي بأن صفحة المواجهة العسكرية قد طُويت مؤقتًا، وأن الجهد الدبلوماسي هو عنوان المرحلة المقبلة.

لكن هذا المنعطف يفتح سؤالًا جوهريًا لا يملك الجانب الأمريكي على ما يبدو إجابة مقنعة له: إذا كانت الضربة العسكرية قد حققت أهدافها، فلماذا تستدعي المرحلة القادمة الدخول في مفاوضات؟
ألا يُفترض أن الإنجاز العسكري يغني عن تقديم تنازلات على طاولة التفاوض؟
أم أن ما تحقق عسكريًا لم يكن كافيًا، وأن العودة إلى المفاوضات هي اعتراف ضمني بأن الضربة لم تُنهِ المشروع النووي الإيراني، بل فقط أجّلت صدامًا أكبر؟

لكن ميزان المنجز الحربي خلال الأيام الاثني عشر من المواجهة لا يدع مجالًا للالتباس: إيران لم تخرج سالمة.
لم يتعرض برنامجها النووي لأضرار جسيمة فحسب، رغم الإنكار الرسمي، بل إن القدرة القتالية الردعية التي لطالما كانت تُلوّح بها قد تلقّت ضربة قاصمة. تشير التقديرات الأولية إلى أن طهران فقدت أكثر من نصف بنيتها الصاروخية المخصصة للردع، فضلًا عن مراكز القيادة والسيطرة التي تم تدميرها بدقة عالية في الضربة الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة.

وبذلك، لا يعود السؤال المطروح هو: لماذا تعود إيران إلى طاولة المفاوضات؟، بل: هل تملك خيارًا آخر بعد أن كُسر ميزان الردع جزئيًا؟

لقد كانت الضربة، على ما يبدو، مصممة لإحداث شلل تكتيكي دون استفزاز استراتيجي شامل، أي أنها لم تستهدف قلب النظام الإيراني، لكنها أرادت إعادة ضبط قواعد الاشتباك، وسحب ورقة القوة العسكرية من يد طهران قبل الدخول في مرحلة تفاوض جديدة، تكون فيها اليد الأمريكية هي الأعلى.

هذا ما يفسر غياب "المرحلة الثانية" من الرد الإيراني، واكتفائهم بـ"بشائر" غير مكتملة، وأيضًا ما يفسر إحجام واشنطن وتل أبيب عن إعلان النصر الكامل، لأن ذلك قد يحرج خصمًا لا يزال في موقع السلطة، ولا تزال قدرته على إشعال الجبهات قائمة، وإن تقلّصت.

وما الذي يُضفي على استنتاجنا هذا صفة الصواب؟
الصوت الإيراني الدبلوماسي.
ذلك الصوت المُكلف بنطق ما لا يرغب خامنئي بقوله علنًا، لأنه لا يليق بنبرة النهج "الثوري" أو يُظهر التراجع عما رُوّج له طويلًا كعقيدة صلبة.
هنا يظهر وزير الخارجية الإيراني بدور الواجهة البراغماتية للنظام، ممسكًا العصا من المنتصف بين ثورية خامنئي وبين براغماتية ترامب المفتضحة.

ولعل واحدة من أبرز العبارات التي أطلقها في هذا السياق، والتي تنسف الخطاب التعبوي الصاخب الذي ساد أيام التصعيد، كانت قوله:
"ومتى كنا قد غادرنا طاولة المفاوضات؟"

عبارة كهذه لا يمكن قراءتها إلا باعتبارها إعادة تموضع ذكية في لحظة انكسار، بل إقرار ضمني بأن كل ما جرى لم يكن سوى حلقة داخل سيرورة تفاوضية طويلة، وأن الخطاب المتشنج، والضربات المتبادلة، والمزايدات الإعلامية، لم تُخرج طهران يومًا من مدار التفاوض، وإن بدت عكس ذلك.

إنها محاولة لإعادة صياغة المشهد بصيغة تحفظ ماء وجه النظام، وتبرر العودة إلى الحوار من دون إعلان التراجع.
فالثابت في سياسة إيران، منذ سنوات، هو أنها تفاوض دائمًا — حتى وهي تقاتل، وتقاتل دائمًا — كي تفاوض بشروط أفضل.

خلاصة المشهد: بين حرب لم تُكمل مهمتها، وسلم لم يُعلن بعد

ما جرى بين إيران والولايات المتحدة – عبر الذراع الإسرائيلية – في الاثني عشر يومًا الماضية ليس حربًا شاملة، لكنه بالتأكيد أكثر من مجرد اشتباك موضعي.
كانت الضربة الأمريكية تحت عنوان "مطرقة midnight" بمثابة بيان عسكري صريح: الردع الإيراني قابل للكسر، والمواقع السيادية لم تعد عصية على الاستهداف، والردود المنضبطة والمحدودة من طهران لم تغيّر شيئًا في ميزان القوى.

إيران، بدورها، حاولت أن ترد، لا لتردع، بل لتبقي الصراع مفتوحًا ضمن شروطها هي، حتى لو كانت تلك الشروط قد تقلصت بفعل التفوق التكنولوجي والجراحي للضربات الأمريكية–الإسرائيلية.

لكن أهم ما يكشف طبيعة هذا المنعطف هو أن الطرفين لم يعلنا نهاية ولا بداية. لم يُقل إن الحرب انتهت، ولم يُعلَن بدء مفاوضات. بل اختارا التمركز في منطقة رمادية، صيغتها الأدق: إسكات النيران مؤقتًا.

في هذه المنطقة، تُعاد صياغة الاصطفافات، وتُعاد قراءة الأوراق.
إيران تُرمم ردعها، وتحاول ألا تظهر مهزومة.
أمريكا تُوظف نجاحها العسكري لإعادة فتح الملف النووي بشروط أكثر صرامة، دون أن تتورط في حرب استنزاف مفتوحة.
وإسرائيل تنسحب تكتيكيًا للوراء، بعد أن حصدت الهدف الأهم: نزع شوكة الردع الإيراني دون تفجير حرب إقليمية.

أما التصريحات الدبلوماسية من الجانبين، فليست إلا كلمات تُغلف ما لا يُقال علنًا:
أن الضربة لم تنهِ شيئًا، لكن استمرار التصعيد قد يُنهي كل شيء.

وعليه، فإن ما نعيشه اليوم ليس "نصرًا إيرانيًا" كما يزعم الإعلام الرسمي في طهران، ولا "عملية ناجحة مكتملة" كما توحي دوائر واشنطن، بل لحظة مؤقتة هشة، عنوانها الأبرز:
النظام الايراني يداوي جرحه بصمت، بانتظار جولة تفاوض... أو انفجار قادم



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتصار الكاذب وصناعة الوهم المدفوع
- إيران كقوة كولونيالية ناعمة: الاقتصاد المقاوم بوصفه أداة إخض ...
- حول نضج شروط الانتفاضه الشعبيه الايرانيه..
- كفة ميزان الحرب..بين الاسد الصاعد وبين الوعد الصادق 3
- رقصة على حافة الانفجار: صراع أميركا وإسرائيل في كبح إيران
- الهلال الخصيب المأزوم..بممكنات التأزيم
- رهينة اليورانيوم المخصب..هدنه تكتيكيه وملامح تموضع جديد
- انبعاث مركزية الهلال الخصيب على انقاض الهلال الشيعي
- النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها
- مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران
- إيران بعد تدمير قدراتها النووية: بين الردع المنهار وسيناريو ...
- أنقره تتموضع مبكرا في شرقا اوسطيا جديد
- ساعة الصفر..ممكن ان توجه ايران ضربه نوويه لأسرائيل
- 48 ساعه فرصه محور (المقاومه)..لتكتيك ميداني محوري
- عمال التصاريح..ورغيف الحزن المخبوز بوجع الكرامه
- انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العا ...
- هل يتجرّع خامنئي كأس السم كما تجرّعه الخميني؟
- أيران..من هندسة الخوف الى ادارة الخسائر
- هرمز..بين ارتجال التوظيف وحكمة التلويح
- التوقيت المرحلي للمواجهه الاسرائيليه - الايرانيه..لحظة توافق ...


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - حالة( اسكات النيران ) ..مهله مراجعه النظام الايراني