أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - الانتصار الكاذب وصناعة الوهم المدفوع














المزيد.....

الانتصار الكاذب وصناعة الوهم المدفوع


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يتحوّل التضليل إلى وظيفة؟

لا أحد يملك رفاهية السذاجة بعد اليوم. لا أحد يمكنه الاختباء خلف حماسة شعبية غريزية أو انفعال آنيّ في تبرير الأكاذيب الاستراتيجية. فما يُقال عن "النصر الإيراني الكبير" أو "هزيمة إسرائيل"، بعد حرب الـ12 يومًا ثم عملية "الأسد الصاعد"، لا يصدر عن مغفّلين بل عن مورِّطين، مأجورين، منخرطين بوظيفة الأمل الكاذب.

لأن الإنسان عندهم رخيص القيمة، ولأن القيمة العليا في كوامن نفوسهم تنحصر في إرادة السلطة وما تبتغيه، ولأن الانفعالية هي التي تتحكم في رسم سلوكهم، ولأنهم ينامون ويستيقظون تحت وطأة الشعور المذل بالدونية… لكن هذه المرة لا نتحدث عن متوهمين، بل عن موهِمين. عن كتبة مدفوعي الثمن، يعتاشون على تحويل الهزيمة إلى إنجاز، والضربة القاصمة إلى إنذار "مهيب"، والتراجع الاستراتيجي إلى لحظة "صبر إلهي".

في الحرب الأخيرة، كشفت "عملية الأسد الصاعد" كيف أصبحت إيران مكشوفة جوياً، مخترقة استخباريًا، عاجزة عن الرد الجدي، ومتضررة بعمق في منشآتها الحساسة. لم تحرّك حلفاءها، ولم تستطع فرض معادلة ردع جديدة. بل اكتفت بخطاب دفاعي، وانسحبت تحت غطاء التهدئة الأمريكية. فمن أين جاء هذا "النصر" إذن؟ من دفتر أي بروباغندا خُطّت هذه الخرافة؟

الحقيقة أن من يروّج لهذا الوهم لم يُخدع، بل يُخادع. ولم يخطئ الحساب، بل يبيع تضليله لحساب جهة ما. هؤلاء ليسوا جمهورًا حائرًا، بل مشروع أيديولوجيّ قائم على استغباء الجمهور وسحق الحقيقة، وخلق سرديّة انتصارية بائسة تعيد الشرعية للأنظمة وتطيل أعمارها القمعية.

إنها كوميديا سوداء فعلًا… كوميديا لا تُضحك، بل تُحزِن، لأنها تُدوِّن سردية الدم بلغة مزوّرة. كوميديا تنبع من هشاشة المنطق الذي يحرك كتّابها، وسوداء لأنها تنتمي إلى منظومة لا تنظر إلى الحقيقة إلا بوصفها مادة للتسويق، لا للبناء.

إذا أردنا مساءلة الواقع، فلنبدأ من الأرقام:
– من امتلك زمام المبادرة؟
– من اخترق المجال الجوي؟
– من تضرر فعليًا على الأرض؟
– من قبِل وقف إطلاق النار بشروطه؟
الإجابات واضحة، والنتائج أوضح.

لكن هناك من لا يهمّه الواقع. هناك من كلّفوه بأن يصوغ النكبة على هيئة نصر. وهؤلاء… لا يُعذرون.

اللافت للنظر – حدّ الفضيحة – أن إسرائيل، سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي، في معسكر الحكومة أو المعارضة، لم تتشدّق بـ"النصر"، ولم تُغرق المشهد بهتافات أو ادعاءات مبالغ فيها. بل تعاملت مع ما جرى كجزء من صراع طويل، مركّب، يتطلب المتابعة والتحليل والتقدير الاستخباراتي، لا الهتاف والتطبيل. في المقابل، يتصدر المشهد الإعلامي الإيراني ومن يلتصق به من أبواق "الممانعة" مهرجان تهليل هستيري، يعلو فيه صوت "النصر العظيم" و"تحقيق الردع"، إلى درجة تُحرج الوقائع وتُهين عقل المتلقي.
إنهم لا يكتفون بتزوير ما جرى، بل يصرّون على فرض وهمهم على الجميع. أولئك ليسوا مجرّد متحمسين؛ بل أدوات حرب نفسية، يُستخدمون لضمان بقاء الصورة البطولية التي تحتاجها طهران والضاحية والضفة، كي لا تنكشف الهشاشة، وحتى لا يُسأل أحد: ماذا بعد؟ ومن يدفع الثمن



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران كقوة كولونيالية ناعمة: الاقتصاد المقاوم بوصفه أداة إخض ...
- حول نضج شروط الانتفاضه الشعبيه الايرانيه..
- كفة ميزان الحرب..بين الاسد الصاعد وبين الوعد الصادق 3
- رقصة على حافة الانفجار: صراع أميركا وإسرائيل في كبح إيران
- الهلال الخصيب المأزوم..بممكنات التأزيم
- رهينة اليورانيوم المخصب..هدنه تكتيكيه وملامح تموضع جديد
- انبعاث مركزية الهلال الخصيب على انقاض الهلال الشيعي
- النانو..قبضة اسرائيل القاتله..لماذا تتم تعمية رصدها
- مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران
- إيران بعد تدمير قدراتها النووية: بين الردع المنهار وسيناريو ...
- أنقره تتموضع مبكرا في شرقا اوسطيا جديد
- ساعة الصفر..ممكن ان توجه ايران ضربه نوويه لأسرائيل
- 48 ساعه فرصه محور (المقاومه)..لتكتيك ميداني محوري
- عمال التصاريح..ورغيف الحزن المخبوز بوجع الكرامه
- انعكاسات المواجهة الاسرائيليه-الايرانيه على واقع الطبقه العا ...
- هل يتجرّع خامنئي كأس السم كما تجرّعه الخميني؟
- أيران..من هندسة الخوف الى ادارة الخسائر
- هرمز..بين ارتجال التوظيف وحكمة التلويح
- التوقيت المرحلي للمواجهه الاسرائيليه - الايرانيه..لحظة توافق ...
- الموقف الجماهيري في المواجهة بين اسرائيل وايران..عبء أم رصيد ...


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - الانتصار الكاذب وصناعة الوهم المدفوع