أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - الحرب الحالية وحرية التعبير














المزيد.....

الحرب الحالية وحرية التعبير


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلقت أجواء الحرب الدائرة بين إسرائيل وامريكا من جهة وإيران من جهة أخرى، خلقت أوضاعا اجتماعية مأزومة، وكلما طال امد الحرب وتوسعت رقعتها كلما تأزم أكثر الواقع الاجتماعي، بسبب ان هذه الحرب تم تفسيرها على انها حرب دينية او طائفية او قومية، وهذا التفسير لم يأت اعتباطا، لكنه جاء وفقا لمصالح الأطراف المتنازعة، فلكي يحشد ويحرض ويدعو كل طرف جماهيره واتباعه لمعسكره، عليه ان يستخدم التفسير الديني او القومي او الطائفي لهذا الصراع.

العراق هو البلد الأكثر تأثرا بهذا الصراع، فمن فوقه تمر الصواريخ والطائرات والمسيرات من طرفي الصراع، وداخله يغلي بصراع خفي على المستوى الاجتماعي وأيضا على المستوى الحكومي، فالمجتمع يشهد انقساما حادا على هذه الحرب، ما بين مؤيد ومعارض، ما بين ناصرا لهذا المعسكر او خاذلا لذاك المعسكر، وهذا الانقسام سببه الجوهري تفسير شكل الصراع على أساس ديني-قومي-طائفي، وابعاد الجوهر الحقيقي لهذا الصراع.

مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف اشكالها هي الساحة المثلى لتجلي ذلك الانقسام، وهي ساحة مؤقتة، إذا ما بقي الصراع في حدود معلومة، لكن معدي سيناريوهات الحروب لديهم الكثير من الخيارات، ومعروف ان حروبا كهذه من الممكن ان تتطور وتتوسع جدا، فهي حرب نفوذ ومصالح كبرى؛ وأي توسع من شأنه ان يجر العراق والمنطقة الى الساحة الواقعية وليس الافتراضية.

اسلاميو السلطة في بغداد يدركون جيدا انهم في قلب العاصفة، هم أيضا يشهدون انقساما واضحا فيما بينهم، فهناك من يريد النأي بالعراق من هذا الصراع، ويكتفي بالتنديد والشجب ومساعدة الجمهورية الإسلامية ب"الدعاء وإقامة صلاة موحدة والخروج بتظاهرات ضد العدوان الإسرائيلي"؛ وهناك من يريد "الدفاع عن الجمهورية الإسلامية بقصف القواعد والسفارة الامريكية"؛ وهناك من بقي متفرجا منتظرا ما يؤول له الصراع، و"التفرج والانتظار" هما أيضا موقف سياسي محدد.

في خضم كل هذا الصراع وهذا الانقسام، صار لزاما على السلطة في بغداد ان تخفف وتكبح فوضى التصريحات والتغريدات وحروب مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية؛ فذهبت الى اصدار أوامر من اعلى السلطات بمراقبة ومعاقبة من "يحرض او ينشر اخبارا كاذبة" أو مثلما امر رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ب "يوعز بمتابعة من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي للإساءة إلى الدولة وحرف الحقيقة الموجودة على ارض الواقع".

هذه الأوامر القضائية تكشف عن عمق الازمة التي تعيشها السلطة جراء هذه الحرب، انها تريد ان تسيطر على ذلك الانقسام الاجتماعي والحكومي، لهذا فقدد اتخذت قرارات بمراقبة "مواقع التواصل الاجتماعي"؛ لأن العاصفة كبيرة، ويمكن ان تتحول الى إعصار جارف.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول التصريحات القذرة للمستشار الألماني ميرتس
- موقف السلطة في بغداد من الحرب
- الحرب والطرافة
- في انتظار القصف!
- حوار متخيل بين سفيرين
- اسلاميو السلطة والسياسة الخارجية
- عبد الهادي الحسناوي والمحتوى الساقط
- الشرطة والأخلاق... نقيضان لا يجتمعان
- في الانتخابات...مجلس نواب جديد.. ما الجديد؟
- الكهرباء والصيف
- المرأة ... المأزق
- اسعد العيداني والحرب على الفقراء والانتصار في الدعاية
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي .... القسم الأخير
- مرة أخرى مع الصديق رزكار عقراوي
- الحياة في سجني التاجي وهالدن
- ما أصعب الكتابة عن غزة
- في ذكرى ماركس
- ملاحظات على مسيرة الأول من آيار
- زلماي في ضيافة فخري
- بصدد تصريحات الرئيس اللبناني


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق فتحي - الحرب الحالية وحرية التعبير