أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.















المزيد.....

الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينتقل بنا الدكتور التل، في كتابه "الهيمنة الصهيونية على الأردن"، إلى موضوع في غاية الحساسية والأهمية بالنسبة لنا في الأردن، ونعني ما اختار له عنوان "المياه وقضاياها".
الأردن ضمن الدول الثلاث الأكثر فقرًا في المياه على مستوى العالم، ولا بد أن العدو الصهيوني يعرف ذلك. من هنا، فإن مشروعات المياه المشتركة مع الأردن، بعد اتفاقية وادي عربة هدفها الأهم، كما يؤكد الدكتور التل بالأدلة، الهيمنة على بلدنا ومقدراتنا المائية وغيرها.
يبدأ التل حديثه، في هذا الموضوع، بمشروع "قناة البحرين المتوسط- الميت"، فيقول إن هذا المشروع صهيوني 100%. ولكن بعد أن تبين للصهاينة عدم جدواه الاقتصادية(1,5 مليار دولار)، توقفوا عن تنفيذه، ونسقوا مع راعيتهم وحاميتهم أميركا لتحويله إلى مشروع اقليمي على أمل تمويله وتنفيذه عربيًّا أو دوليًّا، من دون مساهمة الكيان اللقيط، حيث المهم بالنسبة له النتيجة، أي الاستفادة من المشروع بعد تنفيذه. يضيف التل:"بعد تثبيت الأردن وفلسطين كشركاء اقليميين في المشروع، وبوشر بدراسات الجدوى الاقتصادية والبيئية، انسحب الصهاينة منه بضبابية كاملة، وأعلن الأردن أنه سينفذ المشروع ولو وحيدًا، ثم بدأت التصريحات المتناقضة تتوالى عن مشروعات يديلة. وما تزال الضبابية تكتنف المشروع بكامله".
ويضئ التل على الخلفية التاريخية لفكرة هذا المشروع، مشيرًا إلى أن الخرائط الأولى لقناة تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الميت ظهرت في القرن السادس عشر. وفي عام 1850 حاولت بريطانيا ربط البحر المتوسط ببحيرة طبريا. واقترح الكابتن وليم ألن شق قناة تربط خليج حيفا بوادي الأردن قرب بيسان، لإغراق وادي الأردن حتى البحر الميت، واستكمال شق القناة جنوبي البحر الميت حتى خليج العقبة، لتأمين إبحار السفن من حيفا إلى العقبة.
الصهاينة من جهتهم، حلموا بالفكرة حتى قبل زرع كيانهم في فلسطين. فقد اقترح مهندس سويسري اعتنق اليهودية، اسمه ماكس بوركات، على ثيودور هرتزل سنة 1899 شق قناتين في الدولة الصهيونية "المقترحة" في فلسطين المخطط لسرقتها لهذه الغاية. القناة الأولى للري، ويجب أن تكون مياهها عذبة، تخرج من بحيرة طبريا وتمر عبر أراضي فلسطين. والثانية، تربط البحر المتوسط بوادي الأردن، وتُستعمل للأغراض الملاحية والصناعية وإنتاج الكهرباء.
وفي سنة 1938 كلفت الوكالة اليهودية خبير ريٍّ أميركيًّا، هو البروفيسور لاود رميلك، الذي طار فوق فلسطين سنة 1944، وتوصل إلى ثلاث توصيات، أولها، تحويل مجرى نهر الأردن إلى المنطقة الساحلية وصحراء النقب، والاستيلاء على روافده الرئيسة، الحاصباني وبانياس، وهو ما فعله العدو لاحقًا بدءًا من سنة 1964. التوصية الثانية، الاستيلاء على مياه نهر الليطاني، لاستعمالها في الزراعة والطاقة الكهربائية. والثالثة، شق قناة تصل البحر المتوسط بالبحر الميت، تبدأ من خليج حيفا عبر نهر المقطع ومرج ابن عامر إلى العفولة، ثم وادي جالود إلى غور بيسان، حيث تمر عبر مجرى نهر الأردن وتصل إلى البحر الميت. وأخيرًا، كما يبين التل، استقر القرار الأخير على مقترح للبروفيسور يوفال نئيمان سنة 1977. وقد تحددت بداية الممر في مستعمرة قطيف على ساحل غزة، وينتهي عند عين بقيق جنوبي البحر الميت. الكيان العدو، أعلن عن المشروع للمرة الأولى سنة 1978، بعد تكتم طويل عليه، وبعد أن أنهت لجنة يوفال نئيمان دراستها بشأنه، اتخذ الكيان قرار التنفيذ. ويبسط المؤلف تسعة أهداف لهذا المشروع، نتخير أخطرها برأينا:
-إقامة مفاعلات نووية على امتداد القناة، لانتاج الطاقة والصناعات النووية وتحلية المياه، يقدر عددها بأربعة مفاعلات.
-إقامة مجمعات سكنية تستوعب آلاف المهاجرين الجدد، وتزودهم بالطاقة الكهربائية والنووية المولدة.
-استغلال الصخور الزيتية وانتاج 20 ألف برميل زيت يوميًّا.
أما أكثر الأهداف مدعاة للغرابة، فمرتبط بتحقيق نبوءة يتضمنها سفر حزقيال التوراتي(الإصحاح 47، الآية رقم 10) تتنبأ بصيد السمك في البحر الميت "ويكون الصيادون واقفين عليه من عين جدي إلى عين عِجلايم يكون لبسط الشِّباك ويكون سمكُهُم على أنواعه كسمك البحر العظيم كثير جدًّا".
أما سلبيات المشروع بالنسبة للأردن، فكثيرة، أولها ذات طابع اقتصادي اجتماعي، ومنها:
-إغراق الأراضي الأردنية، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.
-إغراق أجزاء كبيرة من طريق سويمة- غور الصافي العقبة.
-غمر منشآت ومرافق سياحية ومواقع أثرية.
-إلحاق أضرار كبيرة بشركة البوتاس العربية، التي أقامت منشآتها بعد تحويل مجرى نهر الأردن من قبل العدو إلى النقب، أي على المستوى المنخفض للبحر الميت. ومن هذه المنشآت، الأقنية والملَّاحات والسدود ووحدات الضخ، وأقنية التصريف والمرافق المُقامة عليها. ومن المخاطر أيضًا، بحسب التل، تأثر مشاريع استغلال المعادن سلبًا، مثل صخور البوتاس والصخر المحلي واستخراج البترول والغاز الطبيعي من شبه جزيرة اللسان، وستتأثر أيضًا صخور القار من وادي عسَّال. وستنعكس الآثار السلبية على مشروعات سلطة المصادر الطبيعية في استغلال الطاقة الحرارية الجوفية للمياه الحارة في منطقة الزارة. ويشير التل إلى احتمال أن تغمر المياه بعض التجمعات السكانية مما يستوجب تهجير سكانها، ناهيك باحتمالات تزايد النشاط الزلزالي. ويتناول المؤلف بشئ من التفصيل الأضرار البيئية على الأردن من هذا المشروع الصهيوني، والتأثيرات السلبية على المياه الجوفية. والأخطر، أبعاده السياسية والاستراتيجية. وفي طليعة هذه الأخطار بناء المستعمرات لغايات استيطانية، وجلب المزيد من المهاجرين، وخلق واقع ديمغرافي جديد في المنطقة، ورافد بشري مستمر لقوى العدو العسكرية بكل ما يرتبط بذلك ويتعلق به ويترتب عليه.
باشر الكيان تنفيذ المشروع سنة 1983، وما أن ثبت له بالوجه القطعي عدم جدواه الاقتصادية، قرر صرف النظر عن المشروع نهائيًّا. ويرجح التل أن العقلية اليهودية وكما يُعرف عنها إجادة حسابات الربح والخسارة، قررت بدعم أميركي تحويل المشروع إلى الأردن، حيث يطمع أحفاد شيلوك بضغط أميركي على عرب النفط، كي يمولوا تنفيذه ويجنون هم ثماره...يتبع.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحول في مسار المواجهة لغير صالح الكيان اللقيط
- لن يُفلح قوم يفكرون على هذا النحو !
- الحل
- الكتابُ الصَّيْحَة (8) مشروعات مشبوهة للتغطية على الهيمنة ال ...
- الكتابُ الصَّيْحَة (7) التواجد العسكري الأميركي في الأردن.
- الكتابُ الصَّيْحَة (6) *منظمة صهيونية لشراء أراضٍ في الأردن. ...
- العقد الاجتماعي
- الكتابُ الصَّيْحَة (5) أساليب دنيئة لإثبات حقوق موهومة!
- هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!
- الكتابُ الصَّيْحَة (4) -الهيمنة الصهيونية على الأردن
- مسطرة العقل
- جذور الحج في التاريخ*
- هندسة المقدس في خدمة المُدنَّس
- سيد قطب بلا قناع
- أساطير عربية (الجن)*
- خماسي على صباح ماكرون!
- الكتابُ الصَّيْحَة (3) -الهيمنة الصهيونية على الأردن-.
- بصراحة عن الاستقلال!
- الملائكة تقاتل !!!
- الكتابُ الصَّيْحَة (2) زرع الكيان في فلسطين وتوطين اللاجئين!


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.