أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - حين تنشب الحرب بأدوات أمريكا وأموال العرب: إيران تقاتل وحدها... فمَن يقف معها؟














المزيد.....

حين تنشب الحرب بأدوات أمريكا وأموال العرب: إيران تقاتل وحدها... فمَن يقف معها؟


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أنّني أختلف فكريًا وعقائديًا مع النظام الإيراني، بل وأعارض كثيرًا من سياساته الداخلية والخارجية، إلا أنّ الواجب الأخلاقي والإنساني يُملي علينا أن نقول كلمة الحق في لحظةٍ فارقة من تاريخ الأمة. ففي زمنٍ تتقاعس فيه كثيرٌ من الحكومات العربية والإسلامية عن أداء دورها في مواجهة المشروع الصهيوني، تتقدّم إيران اليوم الصفوف لتقاتل بالنيابة عن أمةٍ بأكملها.

حرب غير متكافئة ولكنها عادلة
الصراع بين إيران والكيان الصهيوني لم يكن يومًا صراع حدود أو مصالح آنية، بل هو صراع وجود، جوهره الدفاع عن المقدسات والحقوق التاريخية لشعوبٍ طُردت من أرضها وشُرّدت في أصقاع الأرض، تحت سمع وبصر عالمٍ متواطئ أو صامت. إنّ ما تفعله إيران من دعمٍ للمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، لا يمكن فهمه إلا في سياق المواجهة التاريخية بين مشروع الهيمنة الصهيونية ومشروع المقاومة.

التريليونات... في الاتجاه الخطأ
في شهورٍ معدودة، دفعت بعض الدول الخليجية أكثر من خمسة تريليونات دولار إلى إدارة ترامب، تحت عناوين "الحماية" و"صفقات السلاح"، دون أن تطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني. والنتيجة؟ أن هذه الأموال تحوّلت إلى أدوات حرب تُشعل المنطقة بدلًا من أن تحميها.

واليوم، حين تقف إيران وحدها في وجه التحالف الصهيوني-الغربي، أليس من حقها على الأمة أن تُموَّل؟ أن تُسانَد لا أن تُشيطَن؟ أليس من الأَولى أن تُوجَّه هذه المليارات لدعم من يقاتل بالفعل، لا من يعقد الصفقات ويوقّع اتفاقيات التطبيع؟

أمريكا... من الشريك الخفي إلى القائد العلني
تصريحات دونالد ترامب الأخيرة حول "ضرورة توجيه ضربة قاصمة لطهران"، وتحرك طائرات B-52 الاستراتيجية باتجاه مياه الخليج، ليست مؤشرات رمزية، بل خطوات فعلية نحو حرب كبرى. أمريكا لم تكن يومًا طرفًا محايدًا، بل كانت دائمًا الراعي الأول للمشروع الصهيوني سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا.

ومع كل صاروخ يسقط من المقاومة، تقترب أمريكا أكثر من الانخراط الميداني المباشر. وإن حدث ذلك، فسنكون أمام مشهد جديد: الشرق الأوسط كمنصة لصراع عالمي تُعيد واشنطن رسمه بالنار والحديد، لا بالحوار والدبلوماسية.

روسيا والصين... الغياب المثير
في ظل هذا التصعيد، تلوذ روسيا والصين بالصمت. روسيا التي تتصدر المشهد في أوكرانيا، تقف على الحياد. أما الصين، التي توسطت بين إيران والسعودية، فتراقب الموقف بصمتٍ مريب، رغم اقتراب النيران من الممرات البحرية التي تُغذّي مصانعها.

هل هو صمت تكتيكي؟ أم حسابات إستراتيجية؟ الأهم أنّ غياب هذا التوازن العالمي يُتيح لأمريكا و"إسرائيل" أن تمضيا في تنفيذ مشروع إعادة تشكيل المنطقة دون مقاومة دولية حقيقية.

ليست إيران من نحب... لكنها من تقاتل
نعم، نختلف مع إيران في قضايا جوهرية: الطائفية، التدخل في شؤون الجوار، استخدام ورقة المذهب. لكنّ الموقف هو الفيصل، والحق لا يُقاس بالهوى، بل بالفعل. وإيران – رغم كل الملاحظات – اختارت خندق المقاومة لا خندق المساومة.

لا أحد يُطالب بمنحها صك غفران، ولكن من الإنصاف الاعتراف بموقعها في جبهة الدفاع عن فلسطين، يومَ غابت دول، وسكتت عواصم، واستسلمت أنظمة.

الشعوب لا تُهزم إن نطقت
الشعوب العربية والإسلامية اليوم أمام امتحانٍ حاسم: هل تستمر في الصمت وركوب قطار التطبيع؟ أم ترفع صوتها وتعيد توجيه بوصلتها نحو القدس؟ إن كان الحكام قد اختاروا الوقوف في الصف الخاطئ، فإن الشعوب قادرة على إعادة رسم الخريطة الأخلاقية والسياسية للمستقبل.

التاريخ لا ينسى من صمت، ولا من باع، ولا من قاتل. واللحظة الآن تكتب أسماءها بالنار والدم والكرامة.

طائرات أمريكية... ضد من؟
حين تنطلق طائرات B-52 العملاقة من قواعدها، وتتحرك نحو المنطقة، فإن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو: ضد من؟ ضد إيران؟ أم ضد كل مشروع مقاومة؟ أم ضد الأمة بأكملها التي قررت أن تُقاوم رغم الانكسار؟

إننا أمام لحظة مفصلية. الحرب لم تعد نظرية. لقد بدأت. إيران لا تُقاتل فقط باسمها، بل باسم الغائبين، باسم المقاومة، باسم الذين خذلتهم أنظمتهم.

معركة الوجود... لا المجاملة
من لم يقف اليوم مع إيران، في مواجهتها ضد المشروع الصهيوني-الأمريكي، فليصمت على الأقل. لأن التخاذل لم يعُد خيارًا أخلاقيًا، بل مشاركة في الجريمة. نحن لا نؤيد النظام الإيراني بكل تفاصيله، ولكننا نؤيد من يُطلق صاروخًا، لا من يوقّع على خيانة.

إنها حرب وجود، لا مجاملة. ومن اختار أن يتفرج، فليعلم أنّ دوره آتٍ، لأن المشروع الصهيوني لا يعرف حدودًا، ولا يُبقي أحدًا خارج دائرته.

كلٌّ إلى موقعه
أمريكا تدخل الحرب. "إسرائيل" تقصف. إيران تقاتل. الشعوب تترقّب. والمال العربي يُستخدم ضد من يجب أن يُحمى.

فمن يقف في صفّ المقاومة؟ من يقول "لا" بصوتٍ واضح؟ من يرفض أن تُحكم هذه الأمة بطائرات لم تُصنَع في أرضها، وتُطلَق من قواعد على أراضيها، وتُوجَّه ضد أطفالها باسم "الأمن" و"الاستقرار"؟

إنّ الكلمة اليوم ليست فقط بيانًا سياسيًا، بل موقفًا أخلاقيًا يحدّد من نحن... وإلى أين نريد أن نذهب.



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة أربيل بعيون الرحالة: مرآة الزمان وتحوّلات المكان
- الاستفتاء الكردي في العراق: قراءة في ضوء علم الاجتماع السياس ...
- أسرار تحت قلعة أربيل: ماذا تخبئ «أم المدن» تحت أقدامها عبر ا ...
- غزة تُذبح على الهواء مباشرةً... نحن نُكبّر للعيد… وهم يُكبّر ...
- الاتفاقات الغازية بين كردستان والشركات الأميركية: بين الطموح ...
- اتفاقية الغاز بين أربيل والشركات الأمريكية: خطوة استراتيجية ...
- طيف سامي محمد في الميزان: ميزانية انتقائية وأضرار ممنهجة بحق ...
- قمة عربية ب600 مليون دولار... يا حسرة على وطن يُبدد أحلامه ب ...
- ما الذي يُطبخ على الطاولة المستديرة لزعماء العرب في بغداد؟ ا ...
- زمن التفاهة: قمة الخليج مع ترامب بين المليارات والمهانة
- خريف الثورات الكردية: من اتفاق الجزائر 1975 إلى تخلي حزب الع ...
- صرخة المرضى في إقليم كردستان: عندما تُباع الرحمة وتُشترى الك ...
- عمليات التجميل في مجتمعنا الكردي: بين وهم الجمال وضياع القيم ...
- سورة يوسف تحت عدسة علم الاجتماع
- الرواتب المعلقة.. أزمة مزمنة بين بغداد وأربيل: إلى أين؟
- الأحزاب التركمانية في الميزان: أزمة القيادة والهوية في إقليم ...
- نحو قلعة نابضة بالحياة: مشاريع استراتيجية لتحويل قلعة أربيل ...
- في عصر الغابة: لماذا يجب على الدول الإسلامية أن تمتلك القوة ...
- تراث كردستان في الميزان: تقرير حول التغييرات الإدارية الكارث ...
- الغش في المجتمع: آفة تهدد القيم والأخلاق


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - حين تنشب الحرب بأدوات أمريكا وأموال العرب: إيران تقاتل وحدها... فمَن يقف معها؟