عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 00:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين جدران القصور العالية في بغداد، وفي ظل حراسة مشددة وشعارات جوفاء عن "الأمن الإقليمي" و"الاستقرار"، انعقد اجتماع يمكن أن يُطلق عليه دون تردد "اجتماع السفهاء". ليس لأنّ المجتمعين يجهلون الحقائق، بل لأنهم يعلمونها جيدًا ويسيرون بعكسها، خيانةً لشعوبهم وبيعًا لأوطانهم.
1. قمع الشعوب... ولكن بأساليب "حديثة"
لم تعد الهراوات ولا الرصاص كافية، فهناك حديث عن استخدام أحدث الأساليب في قمع الثورات الشعبية: الذكاء الاصطناعي لمراقبة المعارضين، جيوش إلكترونية للتضليل، تقنين التعبير بحجة "محاربة الكراهية"، وقوانين تُجَرّم كل من يرفع صوته مطالبًا بالحرية أو العدالة. هكذا يُخنق المواطن قبل أن يتنفس، وتُجهض الثورة قبل أن تولد.
2. سرقة المال العام... باسم "القانون"
في مشهد عبثي، يُبحث في تشريع قانون يمنح الحاكم والمسؤولين "الحق" بسرقة المال العام تحت مسميات مثل "امتيازات"، "مخصصات سيادية"، أو "قانون الحصانة". أصبح الفساد مؤسسياً، بل شرعيًا، فالمجرم لا يُحاسب، بل يُكافأ على خيانته.
3. التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني
ليس مجرد "سلام"، بل تطبيع كامل وشامل مع الكيان الصهيوني: اتفاقيات أمنية، تبادل استخباراتي، تعاون اقتصادي، وحتى تبادل ثقافي لطمس الذاكرة. كأنما فلسطين أصبحت "عبئاً" على العرب لا قضية شرف، وكأنّ دماء الشهداء مجرد تفاصيل قديمة.
4. التخلي عن الإسلام... والعودة إلى الجاهلية
في الخطاب، لا ذكر للإسلام إلا للتجميل. أما في الواقع، فهناك عودة صريحة إلى الجاهلية الأولى: القبلية، الأصنام الحديثة، عبادة الزعيم، وتقديس السلطة. تُمحى القيم الإسلامية وتُستبدل بأجندات غربية أو مصالح سلطوية لا تعترف إلا بالكرسي.
5. بيع الوطن... وتقسيمه قطعة قطعة
لم يعد بيع الأرض خيانة سرية، بل قانونًا معلنًا. خور عبد الله للكويت، بئر مجنون لإيران، وغداً لا نعلم من سيشتري ماذا. يُدار الوطن وكأنه مزاد علني، والشعوب مغيّبة، تُدار بالوهم والتخدير الإعلامي.
6. الاعتماد على أمريكا لحمايتهم لا شعوبهم
لم تعد الشعوب مصدر الشرعية، بل الحماية الأمريكية. يتفاخر بعض الزعماء علنًا بأن بقاءهم مرهون برضا واشنطن، لا برضا شعوبهم. الجيش الوطني مهمش، والمؤسسات تُختطف لصالح مصالح خارجية.
الطاولة المستديرة... أم مائدة الخيانة؟
ما يُطبخ في بغداد ليس مشروع نهضة، بل مشروع خراب. اجتماع لتقاسم ما تبقى من خيرات الأمة، لإحكام السيطرة على الشعوب، وتدشين مرحلة جديدة من الذلّ والخضوع. لكنها ليست النهاية...
فالشعوب التي تُقمع اليوم، ستثور غدًا.
والأوطان التي تُباع الآن، ستُستردّ بأيدي الأحرار.
والتاريخ لا يرحم الخونة، مهما طال الزمن.
#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟