أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - أسرار تحت قلعة أربيل: ماذا تخبئ «أم المدن» تحت أقدامها عبر الزمن؟














المزيد.....

أسرار تحت قلعة أربيل: ماذا تخبئ «أم المدن» تحت أقدامها عبر الزمن؟


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 02:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحت قدميك، هناك تاريخ لا يُروى... صدى أقدامٍ عبرت، وأصواتٌ خافتة تنتظر أن تُسمع.

حين تقف على أسوار قلعة أربيل، وتشاهد المدينة تنبض بالحياة تحتك، يخطر في بالك سؤال قديم–جديد:
ماذا تخبئ هذه القلعة العريقة تحت أقدامنا؟
هل هي مجرد حجارة شاهدة على الماضي؟ أم أنها تُخفي في طياتها سردابًا، ممرًا، وربما مدينة كاملة لم تخرج بعد للنور؟

قلعة فوق تلّ من الحضارات
قلعة أربيل ليست بنيانًا فوق الأرض فحسب، بل بُنيت على "تل أثري" يتكوّن من طبقات حضارية متراكمة، تحمل بصمات السومريين، والآشوريين، والفرس، والعرب، والعثمانيين.
يصل ارتفاع هذا التل إلى نحو 30 مترًا، وهو مزيج من الأنقاض، المعابد، الشوارع، والبيوت القديمة التي تهدمت وبُنيت فوقها حضارات أخرى.

هل توجد ممرات أو غرف تحت الأرض؟
روايات كبار السن من سكان القلعة تحكي عن سرديبات ومخابئ تحت بعض البيوت والمساجد، كانت تُستخدم لتخزين الطعام أو الاحتماء في الحروب.
في بعض الحفريات الجزئية، ظهرت غرف مقبّبة وأقواس حجرية تشير إلى بنى دفاعية أو خدمية تحت الأرض.

قال أحد الباحثين:
إذا كانت القلعة تشبه جبلًا أثريًا، فإن كل خطوة تحتها هي قصة تنتظر من يرويها.

الدفاع في صمت: الغرف والمخازن السفلية
وجود غرف مغلقة، مخازن سفلية، وممرات ضيقة تدل على:

- مخازن للأسلحة والطعام في حالات الحصار.

- منافذ هروب أو طرق خفية للتنقل.

- آبار قديمة وقنوات صرف سرية.

لكن حتى الآن، لم تُكتشف شبكة أنفاق كبرى كتلك الموجودة في حلب أو القدس، ما يجعل من قلعة أربيل كنزًا أثريًا ينتظر الكشف الكامل.

الأبحاث الحديثة: حين تكلمت الأرض
منظمة اليونسكو، بالتعاون مع فرق أثرية محلية وأجنبية، أجرت مسوحات جيوفيزيائية متقدمة باستخدام الرادار المخترق للأرض (GPR)، وكشفت عن:

- فراغات وهياكل غير مكتشفة تحت أرض القلعة.

- إشارات لوجود منشآت مدفونة لم تُرَ منذ قرون.

مشروع الحفريات القادمة: فرصة ذهبية
تخطط الجهات المختصة لبدء حفريات عمودية في:

- المنطقة قرب مسجد القلعة القديم.

- البيوت غير المسكونة حاليًا.

- ساحة بيت بايز آغا.

ما يُتوقع اكتشافه:

- طبقات أثرية تعود لأكثر من 2000 سنة.

- أدوات، فخار، نقوش، وربما كتابات طينية.

- بقايا معمارية توضح الحياة اليومية لسكان العصور القديمة.

الذاكرة الشفوية: ما لم يُكتب بعد
في مقابلات مع سكان القلعة القدامى، ظهرت معلومات مذهلة عن:

- غرف سفلية تُستخدم كملاجئ من الحر في الصيف

- ممرات مغلقة بالطين تعود لفترات عثمانية.

- أماكن أطلق عليها الأطفال اسم "دهاليز الخوف".

هذه القصص يجب أن تُوثق وتُقارن بالدراسات الحديثة، فهي خريطة حية للبحث.

هل هناك مدينة تحت القلعة؟
هل تربط ممرات خفية بين قلعة أربيل ومدينة أربيل القديمة؟
لا توجد أدلة قاطعة بعد، لكن احتمال وجود ممرات قصيرة أو مداخل خفية قائم، خاصة مع وجود:

- آبار عميقة.

- قنوات سرية

- أبواب صغيرة داخل الجدران القديمة.

دعوة للباحثين والمجتمع
نحن اليوم أمام فرصة ذهبية لكشف وجه جديد لأربيل، مدينة تُعدّ من أقدم المدن المأهولة في العالم.
ندعو إلى:
- إنشاء مجلس استشاري يضم نخبة من الخبراء في المجالات ذات الصلة.
- إنشاء أرشيف رقمي للذاكرة الشفوية.
- إطلاق صندوق دولي لدعم الحفريات الأثرية.

تصميم مسار سياحي تحت الأرض على غرار بودابست وبلجراد

تحت أقدامنا... مدينة أخرى
كل حجر في قلعة أربيل لا يحكي قصة، بل يُخفي مدينة.
حين تزور القلعة، لا تكتفِ بالنظر إلى أسوارها، بل أنصت لصوت الأرض تحتك…
فهناك، في الأعماق، مدينة أخرى تنام منذ قرون، تنتظر من يوقظها... ويمنحها حياة جديدة.



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تُذبح على الهواء مباشرةً... نحن نُكبّر للعيد… وهم يُكبّر ...
- الاتفاقات الغازية بين كردستان والشركات الأميركية: بين الطموح ...
- اتفاقية الغاز بين أربيل والشركات الأمريكية: خطوة استراتيجية ...
- طيف سامي محمد في الميزان: ميزانية انتقائية وأضرار ممنهجة بحق ...
- قمة عربية ب600 مليون دولار... يا حسرة على وطن يُبدد أحلامه ب ...
- ما الذي يُطبخ على الطاولة المستديرة لزعماء العرب في بغداد؟ ا ...
- زمن التفاهة: قمة الخليج مع ترامب بين المليارات والمهانة
- خريف الثورات الكردية: من اتفاق الجزائر 1975 إلى تخلي حزب الع ...
- صرخة المرضى في إقليم كردستان: عندما تُباع الرحمة وتُشترى الك ...
- عمليات التجميل في مجتمعنا الكردي: بين وهم الجمال وضياع القيم ...
- سورة يوسف تحت عدسة علم الاجتماع
- الرواتب المعلقة.. أزمة مزمنة بين بغداد وأربيل: إلى أين؟
- الأحزاب التركمانية في الميزان: أزمة القيادة والهوية في إقليم ...
- نحو قلعة نابضة بالحياة: مشاريع استراتيجية لتحويل قلعة أربيل ...
- في عصر الغابة: لماذا يجب على الدول الإسلامية أن تمتلك القوة ...
- تراث كردستان في الميزان: تقرير حول التغييرات الإدارية الكارث ...
- الغش في المجتمع: آفة تهدد القيم والأخلاق
- تحليل نقدي لسوق نشتيمان(بازار نشتيمان) في أربيل من منظور الت ...
- لا حياة لمن تنادي: واقع العراق وإقليم كردستان بين التحديات و ...
- أربيل في ظل الاحتلال البريطاني (1918-1920): قراءة في كتاب -س ...


المزيد.....




- -مرسل بمهمة من الرّب ولا شيء يمكنه وقف ما هو قادم-.. ترامب ي ...
- من الاتجار بالمخدرات إلى التبرع بالملايين للمحتاجين.. قصة مج ...
- محكمة مصرية تُقرّ ملكية دير سانت كاترين للدولة... وأثينا قلق ...
- لماذا يشعر إيلون ماسك بالإحباط؟
- الملك السعودي يتلقى رسالتين من بوتين والسيسي
- مديرة حملة ترامب الرئاسية ضحية لاختراق بتقنية الذكاء الاصطنا ...
- كيم جونغ أون يشرف على مسابقة مدفعية عسكرية: التدريب المكثف ط ...
- الناشطة السويدية ثونبرغ تعتزم الإبحار لغزة على متن -أسطول ال ...
- شرطة الاحتلال تعتقل زوجة الأسير الشهيد وليد دقة
- في أقل من 24 ساعة.. كيف عادت رسوم ترامب إلى حيز التنفيذ بعدم ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - أسرار تحت قلعة أربيل: ماذا تخبئ «أم المدن» تحت أقدامها عبر الزمن؟