تَرْويقَة: -الحرية-* لصوفيا دي ميلو - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 02:40
المحور: الادب والفن
    

اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

…
…
[...] حتى الهواء أصبح حانات...

هنا على هذا الشاطئ
حيث لا أثر للقذارة،
هنا حيثُ أنا وحيدًة
حيث لا أثر للبذاءة
مرحبًا بمن يسقط بلا انقطاع،
المساحة نقية والوحدة صافية،
هنا الوقتُ المُتحمّس
لحريتك.
…
…
…
[...]
حياتي هي البحر، أبريل، الشارع
داخلي هو انتباهٌ مُتجهٌ نحو الخارج
حياتي تُنصت
العبارة تلك، من مقطعٍ إلى مقطع،
تنقش كتابتها في المكان والزمان

لا أحمل الله في داخلي، بل أبحث عنه في العالم
مُدركًة أن الواقع سيُظهره

ليس لديّ تفسيرات
أنظر وأُواجه
وكمنهج، أفكاري عارية

الأرض، الشمس، الريح، البحر
هي سيرتي الذاتية ووجهي

فلا تسألوني عن بطاقة الهوية
فلا أملك سوى العالم
لا تسألوني عن آراء أو مقابلات
لا تسألوني عن مواعيد أو عناوين
من كل ما أراه، أُضيف نفسي

وتظهر ساعة موتي ببطء
كل يوم مُجهز
…
…
…
[...]
ثمة صحراء بلا ماء
ثمة ليلة بلا قمر
ثمة بلد بلا اسم
أو على أرض جرداء
مهما اشتدّ اليأس
لا غياب أعمق من غيابك.

*- صوفيا دي ميلو/ من "الحرية. الشعر"()

"الشعر من الأنشطة الإنسانية النادرة التي تسعى، في عصرنا الحالي، إلى إنقاذ روحانية معينة. الشعر ليس دينًا، ولكن ما من شاعر، مؤمنًا كان أم كافرًا، إلا ويكتب لخلاص روحه - سواءً أُطلق على تلك الروح اسم الحب، أو الحرية، أو الكرامة، أو الجمال."() (صوفيا دي ميلو)

صوفيا دي ميلو برينر أندرسن (1919-2004)() واحدة من أكثر الكُتّاب البرتغاليين شهرةً. أعمالها الشعرية الغزيرة وقصص الأطفال تجعلها من أبرز المراجع في الأدب البرتغالي، ومصدر فخر وطني، وموضوعًا للدراسة لدى الشباب في المدارس. كما تتناقله ألسنة أجيال المثقفين البرتغال.

وكما يوحي اسمها، فإن أصولها ليست برتغالية بالكامل. في الواقع، ورثت لقب "أندرسن" من جدها لأبيها. التاجر الدانماركي.. جاء جدها الأكبر، يان هاينريش أندرسن (1826-1894)()، إلى بورتو وأنشأ عائلته هناك. كانت والدتها ذات صلة وثيقة بالطبقة الأرستقراطية؛ ومن بين أسلافها بيدرو دي ميلو برينر (1751-1830)()، عضو الحركة الليبرالية البرتغالية في القرن التاسع عشر، والذي يُنسب اسمه إلى شارع روا دو برينر، وهو شارع شهير في بورتو().

تلقت تعليمًا كاثوليكيًا صارمًا. وظلت متدينة متحمسة حتى نهاية حياتها() بعد أن أمضت طفولتها في بورتو، انتقلت إلى لشبونة، حيث التحقت بجامعة لشبونة. خلال دراستها، انخرطت بنشاط في الحركات الكاثوليكية. سياسيًا،() دافعت عن الملكية الدستورية وانتقدت علانية ديكتاتورية سالازار (1889-1970)(). في عام 1946، تزوجت من المحامي والسياسي فرانسيسكو سوزا تافاريس (1920-1993)(). أنجبا خمسة أطفال، من بينهم الصحفي والمؤلف الأكثر مبيعًا ميغيل سوزا تافاريس (1952-)(). بعد ثورة القرنفل عام 1974، دخلت أندرسن معترك السياسة لفترة وجيزة كعضوة في البرلمان عن الحزب الاشتراكي (يسار الوسط)().

قضت صوفيا سنواتها الأولى في كوينتا دو كامبو أليغري، المعروفة أيضًا باسم كاسا دوس أندرسن، وهي مزرعة كبيرة في بورتو اشتراها جدها (جواو هنريكي أندرسن) عام 1895(). في عام 1949، استولت الحكومة البرتغالية على المزرعة، وبعد عامين أصبحت الحديقة النباتية للمدينة().

التحقت بدورة في فقه اللغة الكلاسيكي في لشبونة، لكنها توقفت عن الدراسة في منتصفها، وعادت بعد ذلك إلى مسقط رأسها(). ومع ذلك، أثبتت المعرفة التي اكتسبتها عن الأدب والثقافة اليونانية أهميتها البالغة لكتاباتها اللاحقة، إلى جانب تجاربها الحياتية(). خلال العطلات الصيفية، كانت عائلة أندرسن تذهب إلى شاطئ غرانغا، في فيلا نوفا دي غايا (بجوار بورتو())، حيث كان لديهم منزلهم الخاص. شكّل هذا الارتباط بالشاطئ والبحر وحدائق منزلها عقلها وأصبح أحد أكبر مصادر إلهامها.


وأوضحت قائلًة: "الشعر هو فهمي للكون، وطريقتي في التواصل مع الأشياء، ومشاركتي في الواقع، ولقائي بالأصوات والصور. ولذلك، لا تتحدث القصيدة عن حياة مثالية، بل عن حياة ملموسة: زاوية النافذة، ورنين الشوارع والمدن والغرف، والظل الذي يلقيه جدار، ووجه مفاجئ، والصمت، وبُعد النجوم وسطوعها، ونسيم الليل، ورائحة شجرة الزيزفون والزعتر"(). ولعل البحر هو الموضوع المحوري في أعماله الشعرية. ومن المواضيع الأخرى المتكررة اليونان القديمة وأفكار الحرية والعدالة.()


أُشيد بأندرسن إنها تُعرض أنغمار بعض قصائدها، ذات الصلة الوثيقة بالبحر، لوشاة الأرتباط مع القراءة الدائمة في المناطق المتبقية عزلة، مما يتيح للزوار استيعاب جرأة كتاباتها. وهم منغمسون في بيئة بحرية عميقة. ومن أعمالها؛
- الشعر (1944، 1975)()
- يوم البحر (1947، 1974)()
- المرجان (1950، 1968)()
- في الزمن المنقسم (1954)()
- البحر الجديد (1958)()
- الكتاب السادس (1962، 1991)()
- المسيح الغجري (1961)()
- الجغرافيا (1967)()
- الدرجات (1970)()
- 11 قصيدة (1971)()
- ديوان (1972، 1986)()
- مختارات (1975)()
- اسم الأشياء (1977)()
- الملاحة (1983)()
- الإله (1989)()
- موسى (1994)()
- العلامة (1994)()
- محارة الكوز (1997)()
- البحر (2001)()
- أول ديوان شعر (للأطفال والشباب) (1999)()
أ- ورفيوس ويوريديس (2001)()… وغيرها

بالإضافة إلى عملها ككاتبة، ترجمت أعمال دانتي وشكسبير إلى البرتغالية.()

- توفيت في لشبونة في 2 يوليو 2004.()
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد - 06/06/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل