أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهبي أحمد - من سيقود المغرب؟ سباق الأحزاب نحو حكومة ما بعد الإحباط














المزيد.....

من سيقود المغرب؟ سباق الأحزاب نحو حكومة ما بعد الإحباط


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمنٍ فقد فيه الشارع السياسي بريقه، وصار المواطن يرمق المشهد بعين الشك أكثر مما يتابعه بأمل، تنبعث من تحت الرماد أسئلة جديدة: من يقود المرحلة المقبلة؟ من الحزب الذي سيتصدر المشهد في الاستحقاقات التشريعية القادمة؟ ومن سيكون الأقدر على حمل عبء حكومة يتآكل فيها رصيد الثقة، وتتصاعد حولها التحديات الاجتماعية والاقتصادية؟

هذه الأسئلة لا تُطرح اليوم كتحصيل حاصل، بل كحاجة ملحّة لفهم تحوّلات الخارطة الحزبية، وقراءة مؤشرات الأداء، وتموقعات الأحزاب التي تُعيد ترتيب أوراقها على مهل. ففي الأفق لا توجد فقط انتخابات جديدة، بل امتحان حقيقي للطبقة السياسية: من سيبقى؟ ومن سيسقط؟ ومن سيحاول أن يعود؟

وسط هذا المشهد، برز تصريح نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية، باعتباره أول إعلان صريح لطموح سياسي معلن: الحزب يراهن على المرتبة الأولى، ويعتبر نفسه مؤهلاً لقيادة حكومة قادمة، سماها في لغته السياسية "حكومة المونديال"، في إشارة إلى انتخابات تشريعية ستتزامن مع حمى وطنية من نوع خاص. هذا التصريح لم يكن وليد لحظة حماس، بل يعكس يقينًا داخليًا يتغذى على تقديرات وتوقعات تعتبر أن حزب الاستقلال، بعد مرحلة طويلة من التموقع ضمن تحالفات هامشية، قد يكون بصدد العودة إلى الواجهة من باب الريادة.

لكن هل يكفي الطموح وحده؟ بالتأكيد لا. فالحزب العريق، الذي راكم تجربة تاريخية طويلة، يبدو أنه يسعى اليوم لتقديم نفسه كقوة وسطى: ليس معارضًا صداميًا، ولا حزبا إداريا تقنوقراطيا، بل "خياراً متزناً" يستطيع إقناع النخب، ولا يثير حفيظة الشارع. هذه الصيغة قد تكون مربحة في سياقات بعينها، لكنها تظل رهينة بقدرة الحزب على تجديد خطابه، واستعادة قاعدته الشعبية التي تآكلت بفعل التحالفات المتكررة، والتنازلات التي أفقدته هويته الأصلية في نظر جزء من ناخبيه.

في المقابل، لا يمكن استبعاد حزب التجمع الوطني للأحرار من معادلة التوقعات، رغم كل التراجع المسجل في شعبيته. الحزب، الذي قاد الحكومة الحالية، ما زال يحتفظ برصيد تنظيمي مهم، وبحضور واسع في الجماعات والجهات، وهي عناصر لها وزنها في الحسابات الانتخابية. لكن ما يضعف حظوظه هو تآكل الصورة التي بنى بها حملته في 2021، وتراجع ثقة جزء من الرأي العام في قدرته على تسيير المرحلة. سيحتاج الحزب إلى جهد كبير، ليس فقط في الإنجاز، بل في ترميم صورته، وإعادة تعريف خطابه السياسي بطريقة تقنع الناخب المتردد.

أما حزب العدالة والتنمية، فقد بدأ تدريجيًا يستعيد أنفاسه بعد كبوة 2021. وإن كان من الصعب تخيله في الصدارة، إلا أن موقعه في المعارضة منحه هامشًا مهمًا لإعادة بناء قاعدة ناخبيه، واستثمار الأخطاء المتراكمة للخصوم. رهانه الآن ليس فقط العودة، بل العودة بشروط جديدة: خطاب أكثر تواضعًا، حضور أقل ضجيجًا، وتواصل يُركز على ملفات ملموسة تهم معيش المواطن. وإذا استمرت الحكومة الحالية في العجز عن إقناع الشارع، فقد يكون حزب المصباح هو المستفيد الأول من هذا السقوط البطيء للثقة العامة.

الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي يبدوان كحزبين قابلين للاندماج في أي تحالف، أكثر من كونهما طامحين لقيادة المرحلة. الأول يعيش أزمة هوية داخل الأغلبية، والثاني لا يزال يبحث عن موطئ قدم داخل قواعد اجتماعية ضاقت باليسار النخبوي. لهذا، من المرجح أن يُعاد تدوير دوريهما ضمن الأغلبية القادمة، دون أن يكونا رقماً حاسماً في معادلة الصدارة.

بناء على هذه المعطيات، يمكن القول إن الصراع على قيادة الحكومة القادمة سينحصر بين ثلاثة فاعلين أساسيين: حزب الاستقلال، حزب الأحرار، وحزب العدالة والتنمية. الأول يراهن على التوازن، والثاني على البنية التنظيمية، والثالث على استثمار أخطاء الآخرين. أما من سيفوز، فسيكون ذلك رهينًا بثلاثة شروط: نسبة المشاركة، مزاج الناخب، والقدرة على إقناعه بأن هناك بديلًا حقيقيًا لا مجرد تبادل للكراسي.

المرحلة المقبلة لن تكون مجرد محطة انتخابية. إنها لحظة مفصلية، لاختيار من يملك الحد الأدنى من الكفاءة، والحد الأعلى من المصداقية، في بلد صارت السياسة فيه مرادفًا لخيبات متكررة. ومن يُحسن قراءة هذا المزاج، قد لا يحتاج إلى الكثير من الوعود، بل فقط إلى قدر من الصدق... وهذا وحده، قد يصنع الفرق.

وأختم بالقول إن كل ما ورد أعلاه مجرد تخمينات وتحليلات شخصية لا تمتّ بصلة لأي معلومات رسمية أو توجهات حزبية. أنا مجرد مدوّن مستقل، أتابع المشهد السياسي بعين المهتم، ولا أنتمي إلى أي حزب سياسي أو جهة تنظيمية، ولا أدّعي امتلاك الحقيقة، بل أطرح تساؤلات من واقع مواطن لا يزال يؤمن – رغم كل شيء – أن السياسة قد تعود يومًا لما يجب أن تكون عليه: خدمة الناس، لا التنافس عليهم.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن كيران: سياسة -الزواق- بخطاب -بلا نفاق-
- سبعة دراهم لفنجان قهوة... والقدرة الشرائية في غرفة الإنعاش
- الضباع تلتهم قيمنا
- سردٌ يُنصت لصوت الإنسان العربي بين جذور الماضي وتقلبات الحاض ...
- -شيء من بعيد نادني-: بين الهويّة المتجددة والاغتراب الوجودي
- -متتالية حياة-: نشيد الصبر في زمن الانكسارات الصغيرة
- حكايات الهدوء النبيل في زمن الاضطراب: تأملات الناصر التومي ف ...
- -الوقوف على عتبات الأمس-: كتابة ضد النسيان في زمن القطيعة
- -المتشابهون-: احتجاج ناعم على صمت الأجيال
- قراءة في -عيد ميلاد ميت- لأحمد طايل: حين يتحوّل الموت إلى طق ...
- حين يرقص التعليم على جراحه
- الوطن ككابوس وحلم: تأملات في تناقضات الرواية المغربية «الوطن ...
- حين انفجرت الدار البيضاء... واهتزّ قلب الوطن
- -الطلياني: عندما يصبح العقل آخر ملاذ للبقاء- ـ قراءة نقدية و ...
- الأستاذ... من القسم إلى تيك توك
- حين تُطل الحرب من نافذة كشمير: العالم على حافة الزر النووي
- الكيان الصهيوني: مشروع اغتصاب لا وطن
- الجابري... عقل لا يُنسى
- في حضرة صاحبة الجلالة
- شكراً بنكيران… لقد بلغت من الشعب مبلغ الميكروبات


المزيد.....




- ترامب يكشف إن كان يستحدث مع إيلون ماسك بعد تفجر خلافاتهما
- جدل كبير في سوريا بسبب سجادة الشرع خلال صلاة العيد.. ما القص ...
- بعد سنوات من الانتظار.. ديفيد بيكهام على مشارف نيل لقب -فارس ...
- نتنياهو يقرّ بتسليح جماعات معارضة لحماس اتُّهمت بنهب المساعد ...
- مسيرة إسرائيلية تلقي قنبلة صوتية على منزل في كفركلا في جنوب ...
- روسيا ووكالة الطاقة الذرية يعقدان اجتماعا طارئا حول سلامة مح ...
- لقطات من RT تفضح جرائم نظام كييف بحضور مصر ودول أوروبية
- الشرع يزور درعا وسط استقبال شعبي ورسمي واستنفار أمني (صور + ...
- سيناتور روسي يقدم عرضا لماسك على غرار ما حدث مع سنودن
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إعادة تشغيل محطة زابوروجيه ال ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهبي أحمد - من سيقود المغرب؟ سباق الأحزاب نحو حكومة ما بعد الإحباط