أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الشهبي أحمد - حين تُطل الحرب من نافذة كشمير: العالم على حافة الزر النووي














المزيد.....

حين تُطل الحرب من نافذة كشمير: العالم على حافة الزر النووي


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 07:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أراقب وأتابع أخبار الصراع القائم بين الهند وباكستان، وأنا أضع يدي على قلبي لا خوفًا على شعوبهما بقدر ما هو قلق على منطق العالم. شيء ما في هذا التصعيد لا يُطمئن، لا لأن النيران قد تندلع فتهلك البلاد والعباد، بل لأن الشرارة هذه المرة تخرج من داخل النفوس، من رغبة جامحة لدى كل طرف في إثبات الهيبة، ولو كان الثمن هو الانفجار النووي الكامل.

في 22 أبريل 2025، سقط 26 سائحًا قتلى في منطقة باهالغام بكشمير الهندية، في هجوم مسلح قيل إن منفذيه ينتمون لجماعة تُدعى "ذا ريزستنس فرونت"، تتهمها نيودلهي بتلقي الدعم من إسلام آباد. لم تنتظر الهند كثيرًا. ففي فجر السادس من ماي، أطلقت عملية عسكرية سمتها "سيندور"، استهدفت بها تسعة مواقع باكستانية، قائلة إن من بينها "بنى تحتية إرهابية" تقع داخل كشمير الباكستانية، بل وفي عمق البنجاب.

الهند ليست في وضع داخلي مريح، والزعيم "مودي" يعرف أن خطاب العدو الخارجي هو أسرع طريق للتمويه على تعثرات الداخل، وأن رفع علم الرد العسكري فوق كشمير كفيل بتحويل أنظار الفقراء عن أوجاعهم، والمستثمرين عن شكوكهم. لكن باكستان لا تملك ترف الغضب المنضبط. دولة مأزومة سياسياً، متأزمة اقتصادياً، ممزقة اجتماعياً، لا ترد ببرود الدبلوماسية، بل بحرارة الجراح. والرد حين يصدر من نزيف يكون عادة غير محسوب ولا منتظم، بل أقرب للانفجار العشوائي الذي لا يعرف من سيتحول إلى ضحية.

ثمانية قتلى وثلاثة وثلاثون جريحًا، بينهم أطفال، تقول باكستان إنهم سقطوا جراء الغارات الهندية. تتحدث عن استهداف مساجد ومناطق مدنية. وفي المقابل، تعلن إسقاط طائرتين هنديتين، بينما تنفي نيودلهي ذلك بصمت بارد. هكذا تبدأ الحروب عادة: طرف يصرخ وآخر يتجاهل، والنتيجة حريق لا يختار ضحاياه.

هذه ليست مناوشات عابرة على خط السيطرة، هذا اختبار وجودي للعقل الآدمي، هل ما زال يملك كوابح أم صار يسير على إيقاع الغريزة المجنونة؟ العالم يراقب بخجل، القوى الكبرى توزّع بيانات القلق مثل منشورات فارغة. أمريكا التي كانت تتدخل بالهاتف في مثل هذه الأزمات، مشغولة الآن بتمويل الحروب البعيدة. الصين تضع رجلًا في اللعبة ورجلًا في الحياد. إيران تعلن الوساطة، لكنها تعلم أن لا أحد يسمع لها. الخليج يراقب النفط لا الدم. أما الشعوب، فتعيد نشر الفيديوهات وتحصي عدد الضحايا كما تُحصى نتائج المباريات.

ما يحدث بين الهند وباكستان ليس صراعًا على كشمير، بل هو انعكاس لانهيار فكرة الحدود العقلانية في السياسة. العالم كله صار نسخة موسعة من كشمير: هش، ملتهب، وقابل للانفجار. والمشكلة أن لا أحد يملك اليوم زر التهدئة. حتى الأمم المتحدة لم تعد أكثر من متفرج يرتب بيانات الشجب بلغة ركيكة.

في هذا الصراع لا يوجد طيبون وأشرار. هناك فقط دول تقف على حافة الجنون، كلٌ منها يظن أن الآخر سيخاف أولًا. لكن ماذا لو لم يخَف أحد؟ ماذا لو قرر الطرفان أن يسيرا حتى آخر الطريق، والرصاصة الأخيرة؟ ماذا لو جاء يوم لن نجد فيه من يكتب البيان الختامي؟

قد لا تقع الحرب، لكن رائحة البارود كافية لتسميم الجو. قد لا تنفجر القنبلة، لكن مجرد وجود إصبع مرتجف فوق الزر يكفي لشلّ العالم. وأنا، من مكاني هذا، لا أملك إلا أن أقول: لا تبحثوا عن المنتصر إن اشتعلت الحرب. فالهزيمة ستكون مشتركة... والانهيار لن يوفّر أحدًا.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان الصهيوني: مشروع اغتصاب لا وطن
- الجابري... عقل لا يُنسى
- في حضرة صاحبة الجلالة
- شكراً بنكيران… لقد بلغت من الشعب مبلغ الميكروبات
- طنجة: مرآة الروح المكسورة - قراءة نقدية وتحليلية لرواية -الس ...
- ربة البيت: عاملة بلا أجر في وطن لا يعترف بها
- العيد الذي لا يخص أحدً
- مفقوص على الأساتذة؟ ليتك وقفت معهم بدل أن -تتألم-
- نقابتنا العزيزة... رفيقة درب الأتراك
- ملتحٍ؟ إذن أنت مشتبه فيه
- حين يُمسك التراب بالذاكرة: قراءة في وجع الإنسان وهشاشة المصي ...
- حَفْرُ الذاكرة في جدار الصمت: تزمامارت وتشريحُ الإنسانيّ عبر ...
- تشريح الصمت: قراءة نقدية وتحليلية لرواية المريضة الصامتة
- معرض الكتاب... جنازة ثقافية بكاميرات عالية الجودة
- حين تكشف الرقمنة المستور: الأمن السيبراني في عطلة مدفوعة الأ ...
- من أسامة مسلم إلى أحمد آل حمدان: حين يكتب التيك توك الرواية
- من التوقيف الى التصفيق
- الدعم… وقسمة الحظ
- موسم الانتخابات… نُمنح الحق في الحلم من جديد
- الخوف.. البضاعة التي لا تبور


المزيد.....




- الإمارات ردا على قرار السودان بقطع العلاقات معها: -سلطة بورت ...
- هيئة البث الاسرائيلية: إصابة 3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة ب ...
- محاولات يامال وتصديات سومر وهدف أتشيربي القاتل يلخصون ملحمة ...
- تنديد أممي وأوروبي بتوسيع الهجوم على غزة وحظر دخول المساعدات ...
- اليمن.. -أنصار الله- تعلن استهداف مطار رامون الإسرائيلي وحام ...
- نتنياهو في أول تصريح له بعد القرار الأمريكي بشأن الحوثيين: إ ...
- استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مطار موسكو
- اتفاق مصري يوناني بشأن فلسطين وإسرائيل
- 50 شركة ألمانية تحيي ذكرى جرائم النازية وتقر بمشاركتها في ال ...
- رهانات ماكرون باستقبال الشرع؟


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الشهبي أحمد - حين تُطل الحرب من نافذة كشمير: العالم على حافة الزر النووي