أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشهبي أحمد - الدعم… وقسمة الحظ














المزيد.....

الدعم… وقسمة الحظ


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 08:02
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما أعلنوا عن الـ500 درهم كدعم اجتماعي بالمغرب، شعرنا للحظة أننا في قلب فيلم مغربي يُعرض في مهرجان كان: "دعم مالي، تحسين حياة، مصير جديد!". ولكن الواقع كان أبسط من ذلك بكثير، وأكثر مرارة مما نتصور. الـ500 درهم ليست سوى حلم مغربي يتجسد في أسطورة "قسمة الحظ" التي طالما سمعنا عنها، لكن لا أحد فعلاً فاز فيها.

أولاً، دعونا نتحدث عن كيفية الحصول على هذا الدعم. لكي تصبح مؤهلاً، يجب أن تجيب على أسئلة معقدة، مثل: "هل لديك منزل؟" لا، لأن من لا يمتلك منزلًا يمكنه بكل تأكيد العيش من الـ500 درهم التي ستُعطى له. "هل لديك حساب بنكي؟" نعم، لكنني أنفق كل ما فيه على محاولات الحصول على الدعم الاجتماعي. وبينما تملأ الاستمارة، تشعر وكأنك تخوض امتحانًا لوظيفة وزير في الحكومة، لكن النتيجة في النهاية هي "نحن نقدر جهودك، ولكن لم تفز".

لكن لا بأس، لأنك في المغرب، لذا انتظار الرسالة "الذكية" سيكون الجزء الأكثر إثارة في هذه اللعبة. كم من الوقت ستستغرق لتصل الرسالة؟ يوم، أسبوع، شهر؟ من يدري؟ في النهاية، ستصل الرسالة حتمًا، لتكتشف أنه لا شيء قد تغير. الـ500 درهم ستمثل لك "نقطة أمل" لا أكثر، بل هي كالخيط الرفيع الذي يربطك بالأرض بينما تتحلق حولك آمالك التي كانت أكبر من ذلك المبلغ.

وإذا كنت محظوظًا حقًا، ستجد نفسك تستلم الـ500 درهم التي تمنحك شعورًا مؤقتًا بالثروة… حتى تذهب لشراء خبز وأنت تكتشف أنك قد صرفت كل المبلغ في طريق العودة. وفي تلك اللحظة، ستفهم حقيقة واحدة: الـ500 درهم لم تكن دعمًا، بل هي "قسمة حظ" فقط، كما لو أنك كنت تُسحب في سحب "مليونير المغرب"، ليفاجئك الرقم 500 درهم بدلًا من المليون.

وفي النهاية، يصبح الدعم الاجتماعي مجرد لحظة من السخرية، حيث الجميع يشارك في مسابقة من لا يستفيد منها. لأن في المغرب، الدعم الاجتماعي ليس فقط قسمة حظ، بل هو لعبة "من لا يربح فيها، يصبح أكثر حكمة".



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الانتخابات… نُمنح الحق في الحلم من جديد
- الخوف.. البضاعة التي لا تبور
- بين المساواة والنفقة… تضيع العدالة
- رحلة في الطوبيس: من الكرامة إلى الزحام
- المغرب يقود طريق السلام في الصحراء: رؤية تنموية تكشف زيف شعا ...
- خاتم من ورق وقفطان للذِّكرى… العُرس تأجيلٌ جماعي
- المجتمع الذي يربّي بسكين
- أرض النخبة وقوة القاع: رحلة في تفاوتات المغرب الاجتماعية
- صرخة أرفود: دم الأستاذة على جبين الدولة
- الأسرة التي أصبحت الآلة لتفريخ المجرمين بتفوّق
- الطماطم تحكم… والمواطن ينتخب الصبر
- الكرة في ملعبهم… ونحن في قاعة الانتظار
- الإيمان تحت رحمة الجغرافيا
- كاتب رأي... لا صحافي ولا هم يحزنون
- أعيدوها إلى السجن... حمايةً لما تبقّى من ملامح العدالة
- تازة... حين تتحول الصحافة إلى ميكروفون بلا شهادة
- جيل التسعينات: من الحلم إلى الاختناق؟
- المعلم ... من مربٍ إلى هدف
- الجزائر بين وهم الماضي وواقع المغرب المتقدم: الحقيقة التي لا ...
- طفولة المغرب بين مؤثرات الإعلام وتآكل القيم


المزيد.....




- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشهبي أحمد - الدعم… وقسمة الحظ