أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - الشهبي أحمد - صرخة أرفود: دم الأستاذة على جبين الدولة














المزيد.....

صرخة أرفود: دم الأستاذة على جبين الدولة


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 13:31
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


وهل كنّا ننتظرُ غير هذا؟
وهل الفاجعة كانت مفاجئة حقًا؟
قلنا، كتبنا، حذرنا، صرخنا، لكن صرخاتنا ضاعت وسط صمتٍ رسميٍّ مطبق، وسط وزارة تقود قطاعًا يحتضر بلا بوصلة، بلا كرامة، بلا أمان.

الأستاذة التي سقطت في أرفود لم تسقط وحدها، سقطت معها صورة التعليم، هيبة القسم، حرمة المدرسة، وسقطت معها آخر خيوط الأمل في أن هذه البلاد قد تنتبه يومًا لما يحدث داخل أسوار مؤسساتها. دمها ليس حادثًا عرضيًا، بل نتيجة منطقية لمسلسل طويل من التجاهل والتواطؤ والتساهل مع المجرمين.

اليوم نُسائل الدولة: هل ما زالت المدرسة فضاء للتربية والتعليم؟ أم أصبحت مسرحًا مفتوحًا للجريمة؟
هل أصبح الأستاذ هدفًا مشروعًا في عرف القانون؟
أي قانون هذا الذي يمنح القاتل حرية مبكرة لأنه "قاصر"، "مراهق"، "جاء من بيئة هشة"؟
منذ متى كانت البيئة مبررًا للقتل؟
ومنذ متى صار المجرم ضحية؟ والأستاذ متهمًا لأنه تجرأ على تربية من لا يريد أن يُربّى؟

الذي قتل الأستاذة لم يكن وحده،
الذي قتلها هو التلميذ الذي رفع السلاح،
والمجتمع الذي يصفق له،
والوزارة التي ترفض الاعتراف بأننا في حالة طوارئ تربوية،
والقانون الذي يساوي بين الجلاد والضحية،
والقضاء الذي يُشفق على المجرم وينسى المظلوم.

لا حل مع هذا الانفلات إلا بإجراءات صادمة ترد الهيبة قبل أن يغرق المركب.
رجعوا العصا، نعم، رجعوها! لأن هذا الجيل لا يسمع إلا لغة الخوف.
أطلقوا يد الأمن، بالرصاص الحي إن اقتضى الحال، لأن السكوت صار مشاركة في الجريمة.
طبقوا شرع الله، لأن القوانين الوضعية فقدت معناها، وتحولت إلى أدوات لحماية البلطجة.

نحن لا نعيش أزمة تربية فقط، نحن في قلب انفجار قيمي وأخلاقي وأمني.
والذين يتحدثون عن حقوق التلميذ وبيئته النفسية، نسألهم:
وأين حق الأستاذ في الحياة؟
وأين بيئة الأستاذ الذي يدخل القسم كمن يدخل حقل ألغام؟

رحم الله الأستاذة.
وليعلم الجميع أن استمرار الصمت هو مشاركة في الجرائم القادمة.
وليعلم من في موقع القرار، أن الكأس امتلأ، وأن القادم سيكون أدهى،
ما دامت هذه البلاد تقتل أفضل من فيها، ثم تمضي كأن شيئًا لم يكن.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرة التي أصبحت الآلة لتفريخ المجرمين بتفوّق
- الطماطم تحكم… والمواطن ينتخب الصبر
- الكرة في ملعبهم… ونحن في قاعة الانتظار
- الإيمان تحت رحمة الجغرافيا
- كاتب رأي... لا صحافي ولا هم يحزنون
- أعيدوها إلى السجن... حمايةً لما تبقّى من ملامح العدالة
- تازة... حين تتحول الصحافة إلى ميكروفون بلا شهادة
- جيل التسعينات: من الحلم إلى الاختناق؟
- المعلم ... من مربٍ إلى هدف
- الجزائر بين وهم الماضي وواقع المغرب المتقدم: الحقيقة التي لا ...
- طفولة المغرب بين مؤثرات الإعلام وتآكل القيم
- المغاربة… يكذبون الكذبة على الفايسبوك ويؤمنون بها
- الطاكسيات في المغرب: تقدر توصل وتقدر ما توصلش
- المغربي: بطل الأساطير في مسرح الحياة اليومية.
- صوتٌ يصدحُ من بين القيود: رؤيةٌ نقديةٌ ل-تحرير المرأة- مع قا ...
- شوبنهاور والعيد: سعي بلا نهاية نحو السعادة الزائفة
- التطرف السياسي والخيانة: عندما يصبح المبدأ عرضة للتغيير
- عندما تصبح الصحافة صراعاً شخصياً: هل نعيش عصر -الفرجة الإعلا ...
- صفعة تمارة: السلطة والمواطن بين القانون والثقة المفقودة
- الوعي المثقف: مرض ودواء في قبو دوستويفسكي


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - الشهبي أحمد - صرخة أرفود: دم الأستاذة على جبين الدولة