أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشهبي أحمد - المغاربة… يكذبون الكذبة على الفايسبوك ويؤمنون بها














المزيد.....

المغاربة… يكذبون الكذبة على الفايسبوك ويؤمنون بها


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 04:47
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كنت تعتقد أن العلماء وحدهم هم من يسعون لفهم أسرار الكون، فأنت لم تلتقِ بعد بالمواطن المغربي وهو يبحر في فيسبوك. هنا، في هذا العالم الأزرق العجيب، لا حاجة للبحث عن مصادر موثوقة أو التأكد من صحة الأخبار، يكفي أن ترى منشورًا مكتوبًا بخط عريض وبجانب صورة مهزوزة حتى تقتنع أن نهاية العالم غدًا، أو أن شرب الماء مع الليمون صباحًا سيجعلك خالدًا مثل الفراعنة.

يستيقظ المغربي كل صباح وهو على استعداد تام لتلقي الصدمات. أول ما يفعله، قبل حتى أن يفتح عينيه جيدًا، هو تصفح فيسبوك، حيث الأخبار العاجلة لا تتوقف: "إلغاء شهر رمضان بسبب الأزمة الاقتصادية"، "العثور على مخلوق فضائي في نواحي بني ملال"، أو "الحكومة توزع 5000 درهم لكل مواطن، لكن بشرط مشاركة هذا المنشور". وبطبيعة الحال، لا يطرح أحد السؤال البسيط: من أين أتى هذا الخبر؟ لا يهم، الأهم هو أن "العالم كامل كيهضر عليه".

أما الظاهرة الأعجب، فهي تصديق المغاربة لأي منشور يبدأ بجملة "عاجل وخطير". هذه الجملة كفيلة بتحويل أي كذبة إلى حقيقة مطلقة. يكفي أن يكتب شخص مجهول منشورًا يقول فيه: "إغلاق جميع الأسواق بسبب انتشار فيروس نادر لا يظهر إلا في الظلام"، حتى تجد الناس يتهافتون على المحلات التجارية وكأن المجاعة ستبدأ غدًا. وهكذا، في غضون دقائق، يتحول الفيسبوك من مجرد منصة اجتماعية إلى مصدر رسمي للأخبار، ينافس وكالات الأنباء العالمية، بل ويتفوق عليها بفضل تقنياته الحديثة في نشر الرعب الجماعي.

ولا يمكن الحديث عن فيسبوك المغربي دون التطرق إلى ظاهرة "الخبراء في كل شيء". اليوم، تجد أحدهم يناقش السياسة الدولية، وغدًا يصبح خبيرًا في الطاقة النووية، وبعده بأسبوع يقدم لك تحاليل دقيقة عن الاقتصاد العالمي. أما عند انتشار وباء أو كارثة طبيعية، فالجميع يتحول إلى طبيب مختص، يصف لك علاجات سحرية تتراوح بين شرب ماء الحلبة إلى النوم ورأسك مغطى بالبصل. العلم هنا لا قيمة له، ما يهم هو أن "خالتي فتيحة جربات الطريقة وفعلا نجحات معاها".

لكن لا شيء يتفوق على القصص الخرافية التي تظهر بين الفينة والأخرى. فجأة، تجد منشورًا يتحدث عن شخص رأى اسم الله مكتوبًا على قطعة خبز، أو فيديو لسيدة تؤكد أن الجن سرق منها قنينة الغاز ولم يعدها حتى الآن. العجيب أن التعليقات تحت هذه المنشورات تكون دائمًا متحمسة: "سبحان الله، هذا دليل على اقتراب يوم القيامة"، أو "هاد الشي خطير وخاص المسؤولين يتدخلو!". في هذه اللحظة، تدرك أن التفكير النقدي هو آخر شيء يمكن أن تجده في هذا العالم الافتراضي.

وفي النهاية، بعد يوم طويل من تصديق الإشاعات، يقرر المغربي أن يشارك منشورًا يقول: "المغاربة شعب ساذج، يصدق أي شيء"، دون أن يدرك أنه هو نفسه ضحية لهذه السذاجة. وهكذا، تستمر الحلقة المفرغة، ويبقى فيسبوك هو المصدر الأول للحقائق المطلقة، حيث الكذب يصبح حقيقة، والمنطق مجرد خيار جانبي لا يحتاجه أحد.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاكسيات في المغرب: تقدر توصل وتقدر ما توصلش
- المغربي: بطل الأساطير في مسرح الحياة اليومية.
- صوتٌ يصدحُ من بين القيود: رؤيةٌ نقديةٌ ل-تحرير المرأة- مع قا ...
- شوبنهاور والعيد: سعي بلا نهاية نحو السعادة الزائفة
- التطرف السياسي والخيانة: عندما يصبح المبدأ عرضة للتغيير
- عندما تصبح الصحافة صراعاً شخصياً: هل نعيش عصر -الفرجة الإعلا ...
- صفعة تمارة: السلطة والمواطن بين القانون والثقة المفقودة
- الوعي المثقف: مرض ودواء في قبو دوستويفسكي
- -أصداف الدهور-: حين يصبح الزمن قفصًا، والماضي لؤلؤة مفقودة ف ...
- أصداف الدهور: حين يصبح الزمن قفصًا، والماضي لؤلؤة مفقودة في ...
- الليل لنا: تأملات في الغياب والحضور في رواية محمد مباركي
- السياسي والمؤرخ: صراع الزمن والقلم
- مزهوون بمتلاشيات الآخرين
- أنقاض الروح والكلمة: قراءة في مجموعة - تحت الركام- القصصية ل ...
- التعليم المغربي: حلم يتهاوى بين فوضى السياسة وصمت الجميع
- عبارات ملهمة: قراءة نقدية وتحليلية في أعماق الكلمة والوجود ل ...
- -ياسمين الخريف- لأحمد الشهبي: قراءة نقدية وتحليلية في المتاه ...
- -عبارات ملهمة-: سلطة الكلمة في مجموعة جواد العوالي القصصية
- عبارات ملهمة: تأثير الكلمة على أعماق الوجود الإنساني - قراءة ...
- كيكو: اغتصاب الطفولة في ظلّ ثقافة الإفلات من العقاب – مأساة ...


المزيد.....




- بخلاف القوانين..نجمات ارتدين فساتين جريئة في مهرجان كان السي ...
- مسقط تحتضن معرضا لأسلحة القياصرة الروس
- المؤرخ حسام أبو النصر يشارك في ندوة حول إبادة التاريخ والآثا ...
- القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية -بين أوسلو وعدوان أ ...
- مهرجان كان.. فيلم إسرائيلي -صادم- بشأن حرب غزة
- هجوم واشنطن.. هل يصنع نتنياهو رواية جديدة عن معاداة السامية؟ ...
- مصر.. محمد رمضان يعلن تسديد عشرات ملايين الجنيهات تنفيذا لحك ...
- -عرس الجن-.. فنان كويتي شهير يدعو الأهالي لتجنب اصطحاب أطفال ...
- بعد أكثر من 14 عاما من الغياب .. مسرح الغرفة إلى الواجهة مجد ...
- أفلام صيف 2025.. منافسة ساخنة بين توم كروز وبراد بيت وسوبرما ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الشهبي أحمد - المغاربة… يكذبون الكذبة على الفايسبوك ويؤمنون بها