أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني في رواية مرآة واحدة لا تكفي















المزيد.....



الفلسطيني في رواية مرآة واحدة لا تكفي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


هناك أعمال أدبية مدهشة، تفجر حاضر المتلقي، ليستعيد ذاكرته التي يتجاهلها متعمدا، فكثرة المآسي تدفع بنا لنسيان القسوة/الألم/الوجع الذي مررنا به، لكن "سامي اليافي، سامي مصطفى، جيفارا أبو شرار" يأبى إلا أن يعيد سيرتنا الأولى، سيرة الفلسطيني الذي أثقله الترحال، الفلسطيني المظلوم من الأشقاء قبل الأعداء، الفلسطيني الذي لا يستطيع مقابلة أهله، أسرته، بسبب القيود التي تضعها الدول والحكومات العربية، الفلسطيني الذي يحب الحياة ويعشقها، لهذا نجده يتفانى في العطاء ونكران الذات، ليخدم شعبه، عائلته، وطنه، وليكون (مرتاح الضمير) إذا ما حُوسب من الآخرين ـ هذا إذا بقي حيا، أو، وإذا لم تأكله الغربة ـ
فكرة الرواية
تقوم الرواية على فكرة محو الماضي، ومحو الشخصية التي كانت، رغم بقائها حية، ووجودها فاعلة في الأحداث، فالماضي وما فيه من ثقل جعل "سامي" السارد يتخلى عن ماضيه، ليعيش الحياة إذا ما استطاع إليها سبيلا، يقود حبيبته "لندا/كفاح" إلى قلعة الشقيف، لتجد صورة "سامي" ضمن الشهداء: "أخرجت آلة التصوير، وأخذت تلتقط صور للوحات، ولصورة شهيد القلعة، وفي طريق العودة قالت، ألم تكن أنت؟! قلت: بلى، كنت، لم أعد، ذلك الشاب استشهد في بيروت، وهنيئا له تلك الشهادة" ص44، وهنا يطلعنا السارد على مأساته، فقد تخلى عن ماضيه، لكثرة ما مر به من صعوبات وضغوطات، وها وهو يعيش بشخصية جديدة، "الدكتور سامي مصطفى" المحاضر الجامعي، وليس سامي اليافي، جيفارا أبو شرار.
إذن "سامي" بطل الرواية عاش أكثر من حياة، حياة الفدائي، حياة الدكتور، حياة العاشق الذي دفعه الواقع ليستعيد ماضيه، وهذا ما جعله يقف أمام نفسه: "عندما استلمت الكلاشنكوف للمرة الأولى، نقشت على الأخمص خارطة فلسطين، وفيما بعد أضفت داخلها اسم "كفاح" كأن قدر كفاح أن تبقى لي ما دامت البندقة بيدي، تنهدت، يا للحسرة! لا البندقية بقيت، ولا كفاح، حتى أنا لم أعد أنا!" ص83، نلاحظ الصراع بين الحاضر الدكتور الآن وبين ماضيه كفدائي، حيث كان حبه الأول "كفاح" التي استشهدت في صبرا وشاتيلا بعد مغادرة الفدائيون بيروت عام 1982 وتشتت المقاتلين في العديد من دول.
وهناك ماضي متعلق بسامي وبأسرته "سامي" قبل التحاقه بالفدائيين، فقد كان يعيش في عائلته، لكنها منعته من التعامل مع أخته "زينب" كأخت، وهذا أثر فيه كثيرا وجعله يتساءل: "لا شيء أصعب من أن يكتشف الواحد فينا أن كل ما حوله ليس حقيقيا، هناك تتداخل الأشياء، ويفقد ثقته بكل شيء، طالما وقفت أمام المرآة لأسأل نفسي إن كنت أنا أنا.. أم أنني شخص آخر، لماذا لون بشرتي مختلف؟! بل ملس شعري؟! ولماذا عندما كبرت زينب لا يسمحون لي بالجلوس معها لوحدنا؟" ص77، اللافت في المقطع الأخير أنه مثير المتلقي كما هو مثير "لسامي" فضمن أحداث الرواية لا يوجد أي إشارات على أن "سامي" ليس من أسره أبو إسماعيل، إذا ما استثنينا وصية الرجل العجوز لأم إسماعيل وهي تغادره إلى مخيم الوحدات إلى مخيم اليرموك: "بدكيش وصاه يا أم إسماعيل، سامي أمانة برقبتك" ص50، كما نجد استغراب "سامي" من مناداة الآخرين لأمه "أم إسماعيل" رغم أنه الكبير في الأسرة، ثم يتبع هاذين الموقفين، موقف آخر يتمثل بوصية أم إسماعيل لابنتها "زينب" بعدم مسك يد "سامي" رغم أنهما (أخوة) وهذا ما أثار السارد كما أثار المتلقي الذي يكتشف لاحقا ـ آخر الرواية ـ ومن خلال "زينب" أن "سامي" فقد أسرته أثناء قصف مخيم الوحدات، ولم يبقى من الأسرة إلا هو، وهذا ما جعل أبو إسماعيل ينسبه لنفسه، ويتخذه ولدا.
من هنا نجد "سامي" عاش اكثر من حياة، أكثر من شخصية، وفي أكثر من أسرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تبعه بفقدان حبة الأول "كفاح" التي استشهدت في صبرا وشاتيلا، مما جعله يعيش حالة فقدان أخرى، فقدان الأسرة بعدما التحق بالفدائيين، وفقدان الحبية، لكن وجود "ليندا" في حياته جعلته يستعيد ماضيه وأكثر، جعله يعيش حاضره ضمن الماضي، بعد أن قررت "لندا" تغير اسمها إلى "كفاح" لعيش سامي حبه الأول، واقعه الذي بدأ كفدائي، لكن مع شكل ووجه جديد، وهذا يؤكد علاقة المرآة بالعنوان، مرآة واحد لا تكفي، بمعنى حياة واحدة لا تكفي، شخص واحد لا يكفي، فالفلسطيني يحتاج إلى أكثر من حياة، إلى أكثر من شخصية ليستطيع أن يستمر في الحياة، ويكون فاعلا مؤثرا فيها، وهذا ما فعله "سامي" الذي أبدع كأحد أفراد الأسرة حيث دافع عن "زينب" ووقف بوحه (أخيه) "إسماعيل" حينما منعها وضربها لمنعها من محادثة ابن الجيران، وأبدع حينما أخذ في إرسال المال لأسرته في مخيم اليرموك وهو في الجزائر، دون أن تعلم الأسرة من هو المرسل، أو حتى أنه حي، وأبدع حينما حمل البندقة ودافع ببسالة عن قلعة الشقيف، وأبدع وتألق وأبدع حينما قرر تكملة تعليمه، ليكون محاضرا في الجامعة، وأبدع حينما أحب "ليندا" وعرفها على ماضيه وأسرته، وما تغيير اسمها إلى "كفاح" إلى من باب الأثر الذي تركه عليها.
من هنا، يمكننا القول نحن أمام عمليات نجاح متعددة الأوجه، فرغم تغير الظروف، وتغيير لمكان، واختلاف الزمان، وصعوبة الأحوال، وحتى تغير الإنسان الذي فقد حيوية شباب ويعيش في واقع جديد متغير ومتقلب، إلا أن الإبداع والتألق والتكيف استمر كمسار لازم حياة "سامي"
الفلسطيني
إذن، الرواية تتحدث عن نموذج لأحد الأسر الفلسطينية، والأحوال التي مرت بها، وهذا ينعكس على العديد من الأسر الأخرى، بمعنى أن هناك مرآة/مرايا أخرى علينا رؤية الصورة التي تعكسها، يتحدث "سامي" عن كونه فلسطينيا بقوله: "عاشق فلسطيني وجد نفسه منذ نعومة أظافر، يحلم بوطن وبندقية، فوجد الثانية ولم تكتحل عيناه برؤية الوطن...وفي لحظة استيقاظ لجسد أهمله طويلا حتى حسب أن الشهوة فيه ماتت، قرر أن يتزوج، أراد أن يكون ككل الرجال، لكنه لم يستطع ذلك، فما هي إلا شهور حتى كان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982ـ ورغم الصمود الأسطوري للمقاتلين هناك، خرجت القوات إلى منافيها الجديدة...وما كان الخروج يحدث حتى استيقظنا على مجازر صبرا وشاتيلا، كانت الجثث من فظاعات لا يرتكبها بشر، لكننا نسينا أن وراء كل جثة في تلك المجزرة قصة، حالة إنسانية" ص16، السارد لا يتحدث عن تاريخ المأساة الفلسطينية، بل يتحدث عن مرحلة الثمانينيات التي عاشها، من هنا لم يتطرق إلى الماضي الفلسطيني وما فيه من مجازر، وهذا ما نجده في (الحلم) الذي يتمناه وطن وبندقية، اللافت في هذه الثنائية أنها تحمل مضمون/فكرة الطريق للوصول إلى الوطن، واستعادة الكرامة العربية والفلسطينية بعد زوال الاحتلال وتحرير فلسطين، أما لغويا، فنجدها مكونه من ذكر/وطن، وأنثى/بندقية، وهذا يشير إلى طبيعة الحياة التي لا تكون ولا تستمر إلا بهما، ذكر وأنثى، كما أننا نجد ـ من خلال أحداث الرواية ـ أنه فقد الذكر/الوطن، ولم يقدر أن يكون فيه أو يصل إليه، وهذا ما جعله يستعيض/يستبدله بشخصية (سامي) التي حملت ثلاثة أسماء: سامي مصطفى، سامي اليافي، جيفارا أبو شرار" وإذا ما علمنا أن رقم ثلاث يحمل معنى الاستمرار والقدسية، نصل إلى أن هناك قدسية واستمرار لحياة "سامي، لحياة الفلسطيني.
ونلاحظ وجود الأنثى/البندقية، ووجود "كفاح، ولندا" بمعنى أنه استخدم مرايا/صور بديلة ليستطيع الاستمرار في الحياة، وهذا له علاقة بعنوان الرواية "مرآة واحدة لا نكفي" صورة/حالة/شكل واحد لا يكفي لحياة الفلسطيني.
الفلسطيني لم يستسلم لواقعه كلاجئ/مشرد/طريد، بلا وطن، بلا أمان واستقرار، بلا حرية وبلا كرامة: "كأننا نحمل في أعماقنا الخوف من النسيان، ودون وعي بدأنا نجابه ذلك بعفوية الفلاحين، فأطلقنا أسماء المدن والقرى على كل شيء في حياتنا، أسماء أولادنا، الشوارع الطينية في المخيم، بقالة أو روضة أطفال، أو أي شيء يحمل اسم العودة، وإذا ما انطلقت الثورة بدأت أسماء جديدة تنتشر، مثل كفاح، ونضال، وجهاد" ص18، نلاحظ أن السارد يؤكد رفض الفلسطيني لواقعه كمشرد، ومقاومة هذا الواقع حسب الظرف، ففي البداية اقتصر الرفض على التمسك بالمكان من خلال وجوده في الشوارع والدكاكين والمدارس، لكنه طور هذا الرفض بعد انطلاقة الثورة، وانعكس ذلك على الأسماء، فبقت أسماء الشوارع والدكاكين والروضات كما هي، وتطور أسماء الأشخاص، وهذا يخدم فكرة بقاء المكان وحضوره، وتغيير (أشكال)/أسماء الناس، بمعنى أن مضمون/جوهر الوطن ثابت، لكن الناس تطور/تبدل/تغير في أسماء، لترتقي، ولتصل إلى المضمون/الجوهر الكامن في الوطن، وهذه الفكرة وطريقة عرضها، والصورة التي جاء بها، منسجمة تماما، وتتطابق مع سابقتها، بقاء الوطن، وتغيير الأسماء.
التنقل/النزوح/الهجرة
الفلسطيني (احترف) التنقل وعدم الثبات في مكان واحد، فبعد خروجه من وطنه، رفضته بقية الأمكنة، لأنه غريب عليها وهو غريب فيها، وهذه ظاهرة لا نجدها إلا في الفلسطيني، فبقية الشعوب العربية يمكنها العيش في وطنها، وإذا ما رغبت بالرحيل تستقر في دولة أخرى، وإذا لم تنسجم فيها، تعود إلى مكانها، إلى وطنها، لكن الفلسطيني لا يستطع العودة إلى وطنه المحتل.
هذه المعضلة تناول السارد بعد أن غادر مخيم الوحدات الذي نشأ فيه وكان بالنسبة له وطن، لكنه غادره مكرها، ودون أن يعرف حقيقة سبب تركه، فقد كان طفلا: "في الذاكرة مرض أسمه الخوف، تعثرت به طفولتي ذات عمر وذات حرب وذات سفر، فاستوطنني، كانت الطريق طويلة حد الرهبة، لم اكن أدري لماذا، أو كيف حشرت في السيارة التي تنهب الشارع نهبا! وعيناي عبر النافذة تتطلعان إلى اللاشيء، وعرفت إذ كبرت أن ذلك الدرب كان مخيم الوحدات إلى مخيم اليرموك" ص48، فكرة المقطع واضحة، لكن الطريقة التي قدم بها هي اللافتة، فقد استخدم السارد: "ذات عمر، ذات حرب، ذات سفر" ثلاثة ذاتات، وهذه يقابلها ثلاثة أسماء "سامي مصطفى، اليافي، جيفارا أبو شرار" وهذا يشير إلى أن تغيير الأسماء لم يأت من باب الترف، بل من باب الواقع القاسي، فكان لا بد من أن ينعكس الواقع على صورة المرآة، ومن ثم على (الشكل/الاسم) الذي يتعامل به ويُعرف به الفلسطيني.
الفلسطيني والمكان
الفلسطيني يتعامل مع المكان كجزء من تكوينه، من ذاته، ودونه لا يكون، من هنا نجد يقرن اسمه بالمكان، تقول أم إسماعيل عن هذا الأمر: "عندما سكنا مخيم الوحدات، لم يكن الجيران يعرفون الكثير من تفاصيل حياة بعضهم بعضا، كان الجيران يعرفون بعضهم بعضا ببلدتهم الأصلية: أبو محمد الياسوري، أبو عبد الله العجوري، وأرملة أم محمد الغزاوية، وهكذا" ص91، هذا كانت بداية شكل الرفض الذي أظهره الفلسطيني، وهو شكل يتناسب وطبيعة مأساته، طبيعة الخطر المحدق به، فالعدو لا يريده أن يكون موجودا أو مرتبطا بوطنه فلسطين، فكانت الأسماء المقرونة بالمكان أفضل وسيلة لإثبات وجود الذات، ولإبقاء حضور المكان في وجدانه وفي ذاكرته.
محطات عربية
هناك مفاصل أساسية في حياة الفلسطيني، لأن لها من تحويلات، وانعكاسات على الواقع، من هذه المحطات، حرب السبعين، أيلول وما أحدثته من تراجعات في مسار الثورة الفلسطينية، ابتعاد عن الوطن جغرافيا، وابتعاد عن تحقيق الحلم والطريق في الوصول إليه، كما أن هذه الحرب مزقت الفلسطينيين أكثر، فقبل أيلول كانت غالبية العائلات منقسمة بين من هم في الداخل المحتل، ومن هم في الأردن، لكن بعد أيلول، أمست العائلات موجودة في أكثر من مكان، سوريا، لبنان، الأردن، الداخل المحتل، إضافة إلى دولة عربية وغربية، مما جعل عملة لقاء الأسرة أشبه بالمستحيل، خاصة إذا علمنا أن التنقل بين الدول العربية لا يتم إلا بجواز سفر.
يتوقف السارد عن هذه المحطة في أكثر من موضع في الرواية، منها المشهد السابق الذي تحدث فيه "سامي" عن الخروج من مخيم الوحدات إلى مخيم اليرموك، يتناول السارد هذه المحطة بقوله: "الفدائيون من جهتهم مانوا أناسا طردوا من وطنهم وحملوا السلاح طريقا للعودة، والحكومة الأردنية رأت أن من حقها أن تدافع عن وجودها وسيادتها على أرضها، لم تكن حربا بين جبهتين، هي حرب خلقت جبهتين، عبر التاريخ كانا شعبا واحدا لا يعرف إلا ما هو شاسع في المجتمعات العربية من تفرقة بين مدني وبدوي وفلاح، لكن هذه الحرب أوجدت شرق الأردن وغربه" ص73، اللافت في هذا المقطع الحيادية والموضوعية التي جاءت به، فسارد الأحداث التزم ـ كونه أديبا ـ عدم الوقوف إلى أي جهة، متناولا الحدث كمراقب منتمي لقضايا أمته، مبدي وجهتي النظر، وكلاهما على صواب، كما تناول الأثر السلبي على واقع الشعب الواحد الذي تمزق بين شرق النهر غربه.
ومن المحطات الأخرى التي عاشها "سامي" حرب بيروت عام 1982، وما لحقها من حرب والمخيمات التي استمرت حتى عام 1986، فبعد بيروت ليس كما قبلها، وبعد حرب المخيمات أشتد التضيق والحصار على الفلسطيني وعلى ثورته أكثر مما كان عليه، وهذا ما أدى إلى الانزلاق الهائل الذي حصل في أوسلو، وما أحدثه من تغييرات جذرية في الوصول إلى الحلم الفلسطيني وتحقيقه، فالتحرير والعودة الكاملة أمست منقوصة، منقوصة جغرافيا، ومنقوصة سياديا واجتماعيا، فأصبح الفلسطينيين في وطنهم منقسمون إلى أربعة أقسام، الضفة الغربية، غزة، القدس، ال48، وهناك تقسيم أخر لمن هم في الضفة الغربية، مناطق ألف، وباء، وسي، ولكن منطقة قوانين خاصة بها، مما جعل عملة التواصل تحتاج إلى إجراءات معقدة، وجهود تتماثل بنقل باخرة عملاقة عبر الوديان والجبال وبطرق بدائية.
يتحدث السارد عن معركة بيروت بموضوعية كما تحدث عن أيلول: "نقول انتصرنا في بيروت، ويزعم العدو أنه انتصر، الحقيقة أننا صمدنا ولم ننتصر، وعدونا كذلك أخرجنا ولم ينتصر" ص26، فرغم أن السارد من الذين شاركوا في الحرب، إلا أنه ـ كأديب ـ التزم بالحياد، لكي يكون صادقا مع نفسه، ومع القارئ الذي لا يعرف حقيقة ما جرى في عام 1982.
وعن حرب المخيمات وما أحدثته من أوجاع وألام وفراق يقول: "عندما عاد الختيار لطرابلس وتحالف مع حركة التوحيد عاد لنا يعض الأمل، لكنه كان حصار أمر مرة أخرى، وشتاتا جديدا نحو المجهول... لماذا نحن دون شعوب الأرض قاطبة علينا أن نعيش حياة المنافي؟!" ص92و93، نلاحظ أن "سامي" تناول المحطة (الأخيرة) كفدائي، لم يكن حياديا تجاه (المجموع الفلسطيني) بل كان منحاز (لذاته/لشخصه) من هنا وجدناه يحمل الانكسار، اليأس، وكأنه بهذا القول (ينهي) دوره كثائر، وما السؤال حول المنافي إلا إشارة لحالة (الاستسلام) التي وصل إليها.
فهل أراد السارد بهذه المحطة (تبرير) أوسلو؟، أم أنه يتحدث كأي مواطن فلسطيني (عادي) وجد الخذلان العربي والتآمر، حتى فقد الأمل حتى في العيش بحياة عادية/سوية؟
النساء وفلسطينيتهن
يتحدث السارد عن اكثر من امرأة أثرت في "سامي"، أمه، أم إسماعيل، كفاح، لندا، زينب، سنتوقف عند كل امرأة منهن ونبدأ من امه الحقيقة التي لم يعرفها، ولا يذكرها بالعقل الواعي، لكنه يعرفها في اللاوعي: "سألتني عن تلك التي أراها في نومي، فقلت: هي امرأة طويلة، طويلة جدا، أرى وجهها كأنه في السماء، شعرها كأنه شلال ماء، أكثر من مرة كنت أمسك بشعرها أريد أن أتسلق لأرى ملامح وجهها، لكنها كانت تنزلني برفق، ثم تطلب مني أن أغمض عيني، وتقبل جبيني وتختفي، أتصدقين يا أمي أنني كنت أشعر بأنفاسها وهي تقبلني؟! وأخفيت عن أمي أنها ذات مرة أخرجت ثديها وأرضعتني كما الطفل الصغير، كان حليبها لذيذا، وعندما أفقت صباحا كنت اشعر بالشبع، وظللت حتى المساء دون أن أتناول أي شيء حتى مجرد قطرات ماء، خفت أن يذهب طعم حليبها من فمي" ص51، إذا ما توقفنا عند هذا المشهد نستنتج وجود حالة اللاوعي التي تؤثر على الإنسان حتى لو كان لا يتذكر ماضيه، لكن أثر الأشخاص، المكان، الأحداث يبقى عاقا فيه، وحتى لو أنه نسيهم/تجاهلهم/لا يذكرهم، يبقوا حاضرين في عقله الباطن، وهذا ما جعل " أم سامي" حاضرة فيه، في العقل الباطن، بحيث تأتي أمه لتمده بطاقة تساعده على مواصلة الحياة وتجاوز الواقع وقسوته.
"أم أسماعيل" التي تعرف حقيقة "سامي" تتحدث "لزينب" عن العقل الباطن لسامي، وكيف أنه متعلق بأمه دون أن يعرف أنه ابنها: "أتراه حدثك عن المرأة التي يراها في أحلامه؟! أنها امه، هكذا قالت لي أمي، كانت سيدة فارعة الطول، وشعرها يميل لونه للأشقر كأنها خوجاية، كان أثر الثراء واضحا عليها، والدها كان من كبار تجار يافا، كما كانت تقول أمي، لكن النبكة وبعد حرب 67، لم تترك فرقا بين الثري والفقير، خرج الجميع لا يملكون شيئا" ص92، هذه الإشارة عن "أم سامي" تؤكد أن حالة اللاوعي تؤثر في الإنسان حتى لو أنه لا يتذكر ما كان، لكن أثر الأشخاص، المكان، الأحداث يبقى عاقا فيه، حتى لو أنه نسى/تجاهل.
أما امه "أم إسماعيل" فقد كانت أما حقيقية له، أما بكل معنى الكلمة، فلم تفرق بينه وبين أبنها "إسماعيل" ، واكثر من هذا كانت تتعاطف معه أكثر من "إسماعيل" نفسه، وكأن العقل الباطن يعطيها إشارات إلى أن "سامي" يحتاج عاطفة خاصة، تعوضه عن فقدان أسرته، من هنا خصته برعايتها وحنانها وحبها، مما جعلها تقفت في وجه زوجها "أبو إسماعيل" حينما طرد "سامي" من البيت بسبب وقوفه إلى جانب "زينب" مدافعا عنها، لأنها تقف مع ابن الجيران: "أخرج لا ترني وجهك بعد اليوم، لا أريد أن أراك، كأنه بركان يلفظ حممه على رأسي، لم تفلح أمي بتهدئته، وقفت أمامه وقد فتحت ذراعيها قائلة: "وحد الله يا حج، اخز إبليس، وين بدو يروح؟! لكنه أزاحها بعنف من أمامه، فسقطت وارتطم رأسها بطرف الطاولة الصغيرة التي تتوسط العرفة وركل زينب التي تعلقت بساقه وبدموع سخية تتوسل إليه، لكن هذا كله يزيد من غضبه، ورفع يده وصفعني بقوة صائحا: "هذا الكلب لا مكان له في بيتي" المرة الأولى التي ينعتني فيها بالكلب، ويشير إلي ب:"هذا! وتلك الصفعة التي أحسس أنها سببت لي الدوران وكدت أسقط" ص79، هذه الأم لم تكن أما (ثانية) بل الأم الأولى، الحقيقية، لهذا وقفت ضد "إسماعيل، وزوجها" مدافعة بقوة عن "سامي"
أما "زينب" فقد كانت الأخت التي تعلق بها "سامي" وتعلقت به، حيث كانت علاقتهما تتجاوز علاقة أخوين، لتكون علاقة صديقين، من هنا كانا يفضان ما فيما من مشاعر لبعضهما، وأكثر من هذا كانت "زينب" تشعر به وبوجود "سامي" رغم (تأكيد) خبر استشهاده في قلعة الشقيف: "من يومين كنت في النادي، رأيتك، أقسم بالله لقد عرفتك، ورأيتك تقف أمام صورتك طويلا، عندما عدت للبيت لم يكن في البال سواك: أتراه هو؟! أما زال حيا كما حدثني قلبي؟! إن كان لا يزال حيا فلماذا انقطعت أخباره؟! أعدتني لذات الدوامة التي عشناها عندما وصلنا خبر استشهادك، لقد أقمنا لك خيمة تهنئة، كان أبي يريد أن يقيم لك قبرا في قبرة الشهداء، يومها كنت أقضي الليالي بالبكاء، لم اكن مقتنعة أنك رحلت، رفضت أن تصبح مجرد اسم على حجر في المقبرة" ص65، إذا ما توقفنا عند هذا المشهد سنجد أن "زينب" لم تتعامل بما هو (حقيقي/معروف) بل اعتمدت على مشاعرها/عاطفتها/إحساسها الذي جعلها ترفض فكرة موت "سامي"، من هنا كانت تشعر بوجوده، رغم كل (الحقائق) التي تؤكد استشهاده.
وتحدثنا عن العقل الباطن الذي يؤكد بقاء "سامي" حيا بقولها: "أتعرف عندما جاء خبر استشهادك وبكيت، زرتني في منامي، ومسحت دمعي بيديك، لطالما كنت الحنون يا أخي! وقلت لي: لا تصدقيهم أنا راجع لك، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظرك، لكنك عدت ولم تأت.
سأقول لك سرا، لم أكن أدري أن أبي وأمي يحبانك لهذه الدرجة، أبي ظل يذكرك حتى توفى، وكان يردد: أنا السبب، أنا السبب، ولو لم أطرده ذاك المساء لما ذهب لبيروت والتحق بالثورة، وكأنه يريد التكفير عن ذنبه طلب من الجميع استبدال كنيته بأبي سامي، وقال: أليس سامي ابني الأكبر؟! وكان كلما ناداه أحدهم بهذا الاسم دمعت عيناه" ص67، اللافت في هذا المشهد حضور العقل الباطن، من خلال الحلم، وكأن السارد من خلال علاقة "زينب وسامي" يؤكد ميل الذكر للأنثى، من هنا وجدنا "زينب" يرفض عقها الباطن موت سامي، كما نجد في المشهد وجود الجوانب الإنسانية التي تؤكد أن الفلسطيني إنسان، يمكن أن يخطئ، لكنه يتراجع عن خطئه مباشرة، ويعمل على تصحيح خطئه، فقد عكف الأب طويلا وهو يبحث عن "سامي" بعد طرده، حتى انه كان يعود متعبا من كثرة البحث والسؤال: "عند مغيب شمس اليوم الثاني لرحيك تجرأت أمي وطلبت من أبي أن يبحث عنك، وتفاجأت بقوله إنه لم يترك مكانا في المخيم يمكن أن تكون قد قصدته، كان يبحث عنك بصمت، أراه يعود متعبا، يتحاشى نظرات أمي وسؤالها الدائم" ص82، الجمع بين الجوانب الإنسانية والجوانب العاطفية، وانعكاسها على حالة للاوعي، تشير إلى أن شخصيات الرواية من لحم ودم/ وليسوا (سوبرات) وهذا ما يجعل أحداث الرواية تؤثر في القارئ، وتجعله يشعر بحالة الألم التي تمر بها الشخصيات، وأيضا شعوره بالعاطفة التي تتفجر فيه كلما قرأ صفحة/قول/مشهد من الرواية، فالرواية مترعة بالعاطفة، بالحب، بالعطاء، بالوفاء الإنساني، قبل العطاء الوطني.
أما "كفاح ولندا" فلم يقتصر الحديث عن كونهما أناث، يمنح الحب والهدوء والحنان، بل تعداه كونهما يمرسن الحياة بواقعية ونظرة مستقبلة، من هنا تطال "كفاح" من "سامي" تكملة تعلميه: "قالت لي: لماذا لا تكمل دراستك؟ أنت معك البكلوريا وبمعدل عال، الكفاح ليس بالبندقية فقط...في تلك الليلة ولدت فكرة إتمام الدراسة" ص28، فما وصل إليه "سامي" من مكانة علمية كان بفضل "كفاح" التي أعطته الفكرة ليكون مقاوما بشكل جديد.
أما "لندا" فقد أمدته بالحياة من جديد، ليس لأنها جميلة فحسب، بل لأنها عملت على جعله يعيش الحياة كما يجب، فمن خلال تغيير اسمها إلى "كفاح" أكد له أن الحياة يجب أن نتكيف معها لنكون فاعلين ومؤثرين فيها: "مدت يدها إلى حقيبتها واخرجت جواز سفرها، أخذته مستغربا! فقالت: افتحه على صفحة البيانات الشخصية، فلبت الأوراق وتسمرت عند الاسم "كفاح"!" ص41، وبهذا لم يقدم السارد النساء على أنهن للمتعة ولتفريغ الشهوة، بل قدمهن إنسانيات، فاعلات، يتقدم الرجل في العطاء وفي الإبداع.
العنوان "مرآة واحدة لا تكفي"
وهنا نتقدم من جديد إلى العنوان: "مرآة واحدة لا تكفي" فن خلال ثنائية الشخصيات "أم سامي وأم إسماعيل" وقيامهما بعين العمل "أم لسامي" وإعطاءه مشاعر الحب والحنان، والحرص عليه والعناية به، نصل إلى أن دورهما يتماهي مع بعضهما، بحيث (لا نقدر على التميز بين أدوارهما.
وهذا الثنائية أيضا نجدها في "لكفاح ولندا" حيث كان فعلهما وأثرهما واحد على "سامي" "فكفاح" من مهدت الطريق أمام سامي ليكمل تعليمه، وهي من عرفه على أهمية ومكانة ودور الحب في الحياة، وبعد رحيلها جاءت "لندا/كفاح" لتكمل ما لم تقدر عليه "كفاح" التي أمدت سامي ببارقة أل جديدة ليواصل الحياة، وما طلبه الزواج منها إلا من باب تعويض خسارته الأولى لكفاح ولجنينها اللذان قتلا في صبرا وشاتيلا.
فاتحة السرد وخاتمته
ضمن هذه الأحداث الدامة كان لا بد من وجود شيء يخفف على السارد تلك الآلام التي ر بها، فكان المرأة هي من ساعده على تجاوز المحن والشدائد، رغم أنها كانت جزءا من مأساته، ابتعاده عن امه وأخته "زينب" وفقدانه نهائيا زوجته "كفاح" ومع هذا كان الحديث عن النساء يضفي لمسة ناعمة عليه، وأيضا على المتلقي الذي كان ينتعش عندما يكون الحديث عن النساء أو عندما يتحدثن بأصواتهن مباشرة، من هنا ارتأى السارد افتتاح الرواية بصوت "لندا/كفاح" وختمها بصوت "زينب، وكفاح، وسامي، والسارد الذي جعل نهاية الرواية تأتي بمشهد رومنسي عاطفي وطني: وقال لا تعجبي مما سأقوله الآن، لقد قررت أن أبقى.
نظرت في عيمه وهمست، جملتك محظورة أيها الأستاذ، عليك أن تقول، ينبغي لليافي ولا لكفاحه أن يغادرا المخيم إلا للوطن!
"وعانقته من جديد، وبكينا" ص94و95، فالسارد من خلال فاتحة الرواية مهد/سهل/ على المتلقي تلقي الأحداث الدامة، كما أن خاتمتها التي (خرجت) عن نسق السرد الروائي الذي جاء بغالبته من خلال "سامي" أراد به من خلال مشاركة كل الشخصيات الأساسية "سامي/لندا(كفاح)/ زينب، والسارد العليم القول: أن المغادرة للوطن تحتاج كل هؤلاء، لما فيهم وعندهم من حب ونكران الذات في سبيل الآخرين، في سبيل الوطن والناس.
أبو عمار
ضمن هذه الأحداث تناول السارد شخصيات مؤثرا فلسطينيا وعربيا، منها "ياسر عرفات" الذي قدمه بصورة القائد المثالي: "وكان الجميع يتساءلون كيف تكون يساريا حتى النخاع وتحب عرفات، فكان الجواب حاضرا دوما: الختيار حالة استثنائية في كل شيء، حتى في الحب" ص22، كما يقدمه بصورة الأب الحريص على أبناءه، فأثناء حصار طرابلس الذي انتهى بخروج المقاتلين، وإبقاء بعضهم فيها،، طُلب ممن بقوا أن يعلنوا: "انشقاقه حفاظا على حياته" ص39، وهذا يعطي صورة عن حرص قيادة فتح على حياة عناصرها.
وبعد أن حصل الانشقاق وأصبح أمرا واقعيا، يحاور "سامي" أحد المنشقين حول حجم العداء لعرفات: "أيامها أطلقوا على فتح اسم "عرفات الوزير" المضحك في الأمر أنني يومها سألت شابا في المخيم:
هل هناك من يكره أبا عمار؟ فرد: ومن قال لك أنني أكرهه، أنا أكره جماعة عرفات الوزير" ص70، وهذا صورة أخرى تؤكد مكانة عرفات في الشعب الفلسطيني، فرغم كل ما فعلته الأنظمة العربية لتشويهه، بقى الأمل والرمز لكل فلسطيني.
الحكم
بما أن الرواية تتحدث عن الواقع الفلسطيني، فقد استخلص السارد مجموعة من تجربته كفدائي وكفلسطيني عاشق يريد الحياة هذا الحكم: "تجربة الثائر الإنسانية لا تعود ملكه إن أفضى بها لغيره" ص17، ندوب الجسد أهون من ندوب الروح" ص35، ما أصعب أن ترى حلمك يبتعد" ص36، الذاكرة لا ب من شحنها دوما لتبقى متقدة" ص37، الأنثى تغار من غريمتها حتى في الحلم" ص55، وهذا ما يجعل الرواية تجمع بين جمال الفكرة/المضمون، والحدث، ونقاء الشخصيات وتفانيها، وبين جمالية التقديم والأسلوب والشكل الأدبي الذي قدمت به الرواية.
الرواية من منشورات الآن ناشرون وموزعون، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2019.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع العربي في رواية -اللجنة- صنع الله إبراهيم
- -حكايات خريفية-* للفلسطيني حامد حج محمد رواية الغياب بامتياز
- -خبايا الرماد- لجهاد الرنتيسي ... رواية الأحداث السياسية
- الواقع اللبناني والعربي في كتاب -هذه وصيتي- كمال جنبلاط
- حول كتاب -المثقف في صورة نبي-* للكاتب فراس حج محمد
- التغريب في قصيدة -قصر طائر!- سامي البيتجالي
- صدى الأصوات في قصيدة -أصرخ- أحمد الخطيب
- أدب المقاومة في مجموعة -وقال الطائر الذبيح لا- سمير عزت نصار ...
- المخابرات في رواية -من جبل الجرف إلى تل أبيب- أشرف مسعي
- الطبيعة والمجتمع في قصيدة -البازلت- سامر كحل
- صكوك غفران للأموات
- ثورة الدروز وتمرد دمشق، الجنرال اندريا، ترجمة حافظ أبو مصلح
- الإيجابية في رواية -أحلام القعيد سليم- نافذ الرفاعي
- ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري
- المعرفة والعرب في رواية ثورة القبور علي شلق
- أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب
- الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب ...
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...


المزيد.....




- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- فنانة شهيرة توجه رسالة إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول ...
- مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ...
- ظهور سينمائي مفاجئ.. تركي آل الشيخ ينشر فيديو -مسرب- لزيزو ب ...
- نقابة الفنانين تنعى الفنانة غزوة الخالدي
- ” اضبطها وشوف أفلام العيد” تردد قناة روتانا سينما الجديد 202 ...
- توم كروز يدخل -غينيس- بمشهد مرعب في فيلم -المهمة المستحيلة - ...
- أوبرا دمشق تنتظر تغيير اسمها الرسمي وعودة نشاطاتها الدورية
- أفلام عيد الأضحى في السينما.. منافسة فنية بين كريم عبد العزي ...
- استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات وعرب سات وتابع ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني في رواية مرآة واحدة لا تكفي