ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 14:10
المحور:
الادب والفن
كانت الريح تُغنّي فوق التلال، تحمل معها همسات الأزمنة الغابرة. "كل لحظاتنا حانت، وها هي الآن تذهب"، هكذا قال لها وهو يمسك بيدها، كأنه يحاول أن يوقف الزمن. لكن الفصول لا تخشى الحاصد، ولا الشمس ولا المطر. فلمَ لا نكون مثلهم؟
نظرت إليه، عيناها تعكسان نور الشموع المتذبذب. كانت ليلة حزينة، ليلة الوداع الأخير. شعرت بأنها لم تعد تقوى على الاستمرار، لكن الباب انفتح فجأة، ودخلت نسمة باردة. انطفأت الشموع، وتطايرت الستائر، وهناك وقف الحاصد بثوبه الأسود، يبتسم. "لا تخافي"، قال بصوت هادئ كحفيف الأوراق في الخريف.
أمسكت بيده دون تردد. شعرت وكأن الأرض تذوب تحت قدميها، ثم بدآ بالتحليق. نظرت إلى الوراء، إلى العالم الذي تركته، إلى الألم الذي لم يعد يمسها. "لقد أصبحتُ مثلهم"، همست في أذنه. روميو وجولييت، وأربعون ألف روح كل يوم، كلهم هنا، في عالم لا يعرف الخوف، حيث الحب لا يموت.
حلّقا عاليًا، فوق السحب، حيث لا شيء يفصل بينهما سوى اللانهاية. "تعالي يا حبيبتي"، قال وهو يضمها بقوة. لم تعد هناك حدود، لا زمان ولا مكان، فقط هو وهي، مثل الريح، مثل الشمس، مثل المطر. ما أحلى القدر.
النهاية
________________________________________
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟