أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 01:26
المحور:
الادب والفن
في أوائل عام 1935()، بدأ الرسام "الغني عن التعريف" بابلو بيكاسو (1881-1973)() (الذي كان آنذاك في الرابعة والخمسين من عمره) كتابة الشعر() - وهي كتابة استمرت، أحيانًا كهدية يومية، حتى صيف عام 1959(). في أسطورة بيكاسو الشائعة الآن، يُقال إن بداية الشعر تزامنت مع أزمة مادية خانقة، توقفت بسببها أعماله كرسام لأول مرة في حياته.
أصبحت الكتابة - كشكل من أشكال استخدام الشعر - منفذه البديل. يبدأ تدفق الكلمات فجأةً أثناء اعتكافه في بواسخيلوب (سيخسر مكان إقامته في الريف في العام التالي في تسوية قانونية)(). الإيقاع سريع، عنيف، يدفع وينتقل من صورة إلى أخرى، لا يُبالي بعلامات الترقيم، وغالبًا ما يتحدى قواعد النحو، مُعبّرًا عن أسلوب كتابة/لغة لم يجربه من قبل.
لا يكتب بيكاسو كزوجٍ مُنهك أو عاشقٍ مُضطرب فحسب، بل كرجلٍ، مثل جويس، عالقٌ في "كابوس التاريخ"() الذي يحاول مرارًا وتكرارًا الاستيقاظ منه.
إنه الزمان والمكان اللذان يُصبح فيهما الشعر - له ولنا - اللغة الوحيدة ذات المعنى.
17 أغسطس 35()
فنجان قهوة يُغازل رائحةً أبدية
يُفسد اهتزاز جناح الهارمونيكا
يداعب جسدها الأبيض الخجول بينما
تُداعب القبلات النسيم من النافذة
تملأ الغرفة بكلمات طائر الحسون. ترفرف
في الأذن
صامتةً تُغني
ويضحك ضحكاتٍ جنونية
في عروقه.
24 نوفمبر 35()
لسان النار يُهوي
الوجه داخل الناي
الذي يُغني
يقضم جرح السكين الأزرق
بخفة
يجلس في عين التورو*
مُنقوشٌ داخل رأسه المُزين بالياسمين
ينتظر انتفاخ الحجاب
شظية الكريستال.
الريح مُغلفةٌ
بطية عباءة سيف ذو مقبضين
المداعبات تتدفق
يُوزع الخبز على الأعمى
والحمامة ذات اللون البنفسجي
شره مُكدسٌ بإحكام
على شفتي الليمون المُحترق
بقرنه مُلتوي
يُخيف الكاتدرائية
بـ إيماءات الوداع.
———
*قطعة تونة شاحبة ودسمة تُستخدم في السوشي والساشيمي.
للمزيد الاطلاع:
- "دفن الكونت أورغاز وقصائد أخرى" لبابلو بيكاسو. قام بتحريره كل من : غِروم روتنبرغ ، بيير جوريس، ميشيل ليريس - 352 صفحة. صادر عن دار: اكسلنت جِنخ. 2004.()
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 05/15/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟