أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 02:52
المحور:
الادب والفن
كان إيسوب (حوالي 620-564 قبل الميلاد)()، الذي يُعتبر أبا الأسطورة، عبدًا فريجيًا عاش في القرن الخامس الميلادي. أمره أحد أسياده، زانتوس، بالذهاب إلى السوق وإحضار أفضل ما يجده من طعام لإطعام ضيوفه المهمين. اشترى إيسوب اللسان فقط، وزيّنه بأنواع مختلفة. ضاقت ذرعًا بالضيوف من تناول ما رأوه مُتعة.
وعندما تُرك وحيدًا، سأله زانتوس: ما هذا اللذة؟
قال إيسوب: "لقد طلبت مني الأفضل"، فأحضرتُ اللسان. اللغة أساس الفلسفة والعلوم، وأداة الحقيقة والعقل. تُعلّم اللغة، وتُبنى المدن والحضارات، وتُقنع، ويُقام الحوار. باللسان يُغنّى المرء، وباللسان يُصلّي، ويُعلن الحب والسلام. أيُّ شيءٍ أفضل من اللسان؟
بعد أيام قليلة، أخبره زانتوس أن بعض الزوار غير المرغوب فيهم سيصلون، وكان من المفترض أن يعاملهم وفقًا للبروتوكول، لكنه أراد التعبير عن استيائه بتقديم وجبة سيئة لهم.
"أحضروا من السوق أسوأ ما تجدونه"، أوصى.
أحضر إيسوب لسانًا وأعدّه بطعمٍ كريهٍ أثار اشمئزاز الزبائن.
"ماذا بحق الجحيم قدمت؟" سأل زانتوس.
"اللسان" أجاب إيسوب. اللغة هي أصل كل خلاف وجدال، وأصل كل انفصال وحروب. باللسان تكذب، وباللسان تقذف، وباللسان تُهين، وباللسان تُكسر الصداقات. إنها أداة الكفر والفجور. لا شيء أسوأ من اللسان.
اللسان سلاح ذو حدين.
الإنسان، الأعزل بطبيعته، ليس لديه أنياب، ولا مخالب، ولا يبصق نارًا، لكنه يمتلك موهبة اللغة، ولسانًا ناعمًا كالعسل، وحادًا كالخنجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 05/05/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟