أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - غائية المُطلق














المزيد.....

غائية المُطلق


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


*أنا القريب والبعيد، ساكن السفوح والخلاء. 

• وأنتِ معصية العصيان والغفران .. 

* أنا نزق الروح لمستحيل فوضى الغيب، 

     ومالم يكن له وجود أتخيل له وجود..

• وانتِ المضمر بالقلب، بلا موج ولا مستقر.. 

* أنا الغموض تجلى منه السحر، والحقيقة فى قلب الدخان ..

٠ وأنتِ من الشقوق يظهر الخفى فى مراسم الألوان. 

* أنا مكابداتى بسعة ما بين السماء والأرض ..  

. وانت لاتؤكدين قولا، أتندر لسكون سطحك،  وأجهل من  

      أى مكان جئتِ. 

* أنا اخرج من تجديف لأدخل آخر، وأفتح المتاريس بلا حذر، 

     أدخل شوارع مسدودة، لا أهاب تلاطم شرفاتى، وجميع 

     حجراتى بلا أبواب. 

• وأنتِ أعاصيرك فى أعماقك تتصادم وأخشى شررها!! ..

* أنا فورانى، تتسلل منه رائحة قهوة تكفى لكل الأحلام.

. وأنتِ عثرتِ فى الأنقاض على صينية نحاس، انبهارك بها لم 

    يمنع رعبك من طلسم وحشة صانعها، أعطيتها لأمى، حين 

     يلامس فنجان قهوتها النحاس، عيناها تقرا ما منحه    

     للفنجان من خبايا حياة تنهى القراءة "كل حزن داخله 

      سعادة"

* أنا اعترف بذكاء أمى، ما تراه فى الغيب سبب معاناة 

    أبى، هو لا يشغله إلا وجبة طعام دسمة وعلاقة ليلية تؤكد.   

    تبعية أمى له، تتغاضى هى عن مراهقته ومحدودية فهمه،      

    يستفزها ويندد بجهلها فى السياسة وشؤون الحكم، تهز 

    راسها. وتقول نحيا الحياة بخطط مُعقدة لتدبير شؤونها  

     وتبتسم 

. وأنت ِاجاباتك تختزن السؤال، تحاورين نفسك وتسافرى بها 

    لتخلقى أخرى لا يعنيها الخلق الذى صنعتيه، تحملين هدم 

     أنقاضك الى مهمة أخرى ولا ينتهى الخلق من الهدم. 

     تبحثين عن شيئ لم يكن شيئا، معتقدة انه كل شيئ 

    وهو العالم، مؤكدة أن أخيله الصحراء واهية وخادعة 

    وتؤرقك. وتنتظري فوق أنقاض ما مررت به لتقيمى وجودا 

     ثالث يطارد هزائمك. 


* أنا أحيانا اتربص بالكلمة وأضعها متعمدًا فى موضع لا تألفة، 

   وأتمسك به لتلائم ما لا أريد قوله، تذكرنى بكِ حين رأيتك 

    وتجاهلتك، نويت أن أحدد لك موضعا واثقا أنك فى نطاق 

   حوزتى، وفشل ما رسمته، اقتربت منك بلاتمهيد، 

   تساءلت عيناكِ : ماذا تريد!!. 

   عيناى خجلت ولم تجد إجابة؟. 

   ابتسمتِ بفتور وأنا أتبعك بخيبة مانويت. 


. وأنت ِ وجهتك وجهة واحدة محدودة، لا تدركى أننا اثنان، 

   هواجس كيف أطمئن لعاهرة تؤكد أنها خلقت نفسها بنفسها     

   لايعنيها إخلاص أو أمان وهما جوهر وجودى، وعاجز عن 

    معرفة سبب مرافقتى لها. 


* أنا أبحث عن لغة تحاور، ولا أجدها، تأمرى "ابحث فى 

   ظواهر العالم المتنوعة، وتسألى: أحقا نادم على معرفتى".  

    داخلى يَوَد رجمك لأرتاح من وجودك، ومعرفة ما يدور 

    برأسى، سمعت منك ما لا أتوقع " هل الوجود خطيئة"، 

    قلت أومن بموتك وأحب الحياة، قالت" عشت أكثر من 

    حياه"، قلت ما وراء الوجود لا أقنع به، أنا الآن كل الوجود. 


.أنتِ أنكرتِ قولى "أنا كل الوجود" وقلتِ " كيف وانت     

  تخاف المجهول ويطادك ألغازه، مواجهته تؤرقك، عليك    

   تجريب طرق أخرى". 

   وانصرفت ولم تهتم بشأنى، وأنا أهملت رحيلها. 


*أنا حولى ظلام، غيابها ظلام، أفكارى ظلام، رأيت الظلام  

    قادما بالنور وطائع له، وكانت هى النور، وتتودد لما أريده، 

    أحسست أنى سيدها، عزوبة لقاء الصمت فاق كل الكلام، 

    عاهدت نفسى ألا أنطق فى حضرتها ولا أغير موضع 

    الكلمة، عواطف الصمت شهوات، تشجعت بل اشتعلت 

    واقتربت أضمها وهى هائمة طائعة ملك يداى، 

    همست هى" تريد جسدى، وانا أريد ما وراء وجوده "

صحوت مما أحلم وأحياه، 

    ما أحسه يوبخنى " تريد أن ان تحيا الواقع بالحلم    

                                 ويستمر!!"

 الآن مرتبك فمعظم ما فعلت أكذبه، وأثق فيما اعترضت عليه ولم افعله،

وسؤالى بلا إجابة : ماذا أريد وانا المتوحد فى غائية المطلق، 

                           والهائم بوحدتى.

اسمع طرق ناعم خفيف على شباكى، هل جاءت، أنا المعجزة، تهيأت ويرتب قلبى ما أقوله، فتحت الشباك ونداء الفجر يسرى فى الآفاق، وجدت يمامة وسط زرعة الريحان على التكيف تحاول الحركة، لمستها برفق دم جرح جناحها لامس يدى، اجمعنى من جديد لإنقاذ روح ودواء إصابة جناحها.



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميع للواحد والواحد للجميع
- لا تكشف سترى كى أراك
- دخلتُ محبسها
- ذبُولِها يَتقد
- ظمأ
- إنتظار
- محرمات الأسئلة
- صورة وقدرة
- أرشيف الزلزلة
- الحياة فى حيز أخر
- لستُ فى كماله
- أروقة مبعثرة
- عالق بالبهاء
- غافِل المحاذير
- ما وراء الزمن
- ويمحو ايماءات اللاجدوى
- أتسلق صهوتىه
- مُحــــــــاق
- قُبلة مارقة
- دهشة لعوب


المزيد.....




- اللغة العربية والذكاء الاصطناعي.. معركة للبقاء في المشهد الر ...
- في مهرجان كان السينمائي.. لا يجوز الصمت أمام رعب غزة
- صورة محمد بن سلمان -الأيقونية- تثير تفاعلا في سوريا بعد رفع ...
- تألق عربي لافت في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي 2025
- نجوم الفن المصري يتألقون في مهرجان كان السينمائي
- الأرض في ديوان إبراهيم طوقان
- نادين نسيب نجيم -عروسا- في مدينة كان الفرنسيّة قبيل انطلاق ا ...
- كيف تفاعل الفنانون السوريون مع قرار رفع العقوبات؟
- افتتاح كان السينمائي.. دي نيرو يهاجم ترامب والمصورة فاطمة حس ...
- -بدا تائها للغاية-.. رواية جديدة عن مأساة مارادونا قبل وفاته ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - غائية المُطلق