أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - غافِل المحاذير














المزيد.....

غافِل المحاذير


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


فى الصمت تتعدد العوالم، وتنكمش الحجارة رهبة من يدى، واكون عملاقا وقزما بسعة خيالى وضالة تجربتى.. تسقط نجوم وتتوالد ادخنة غيوم. وتتوالد أنهار السماء. أقوم بكل شيئ مكانى ولا أكون شيئ.
حين يغمض النوم جفونه يتحرر معى الليل وأصعد بكتبى الصفراء وصورها ،الى السماوى وأبثه اغترابى من نهار يُشعل الجميع ولا غير الجحيم، احلق بخرافاتى المقدسة التى تعرفها معابد الالهة القديمة، والليل رفيق هلاوس نجومى..
حائر بسؤال كيف يتم الاتصال بالحقيقة، صناديقها السوداء خلف جدران هلامية تعددت، أقسى الشرور حجبى عن عبورها..
دوامة تحذف وتضيف على هواها بمنطق الترويض.
فى كهفى أعيد الأحداث على هواى لأبدو حكيم ..
ساحات الحرمان اهتدى بلون الرمال وخيمة،
وتضيع الملامح فى ذرات الضوء وهو نثار غبار.
***

لم تحمل يوما قناعة الاشفاق على ابنها ، خطوها القاسي الفظ كتحجر مشاعرها، اسجن ما أحسه، يداها خشنة لاتحسن اللمس أبدا.
تمنح الطريق وتجيد شرح وصفه لغيرى!! . وتنفر من كلامى وأبتعد عن محاورتها، لا أحتمل فطريتها الجارحة، قادرة على الجدال ولا تحيد عنه، أحس ضألتى حين تسير على الماء بخطا واثقة.
حين أبكى عجزى تستهين بى ولا تشارك ما أحسه ،
بينى وبينى أحاول خوص الماء ويلفظنى.
عقلها يحتل عقلى ويسبق ما افكر فيه.
احساسى بعدم اكتمالى الا بها أبغضه.
صوت سجين داخلى يلعنها ولست أنا،
فى لحظة ضعف تحرر وخرج بصراخ يعترف بما سجنته.
ووجدتنى أروى به مناطق عتمتى التى واجهتها،
ولغرابة فعلها أقامت حجابا سميكا بين الأرض وبينها، وظلت المتناهى، واستعين عليها باللامتناهى كى يتم خلاصى من أثرها.
***
جاءت دون توقع تاخذنى من دواماتى وتنعتنى بالغباء،
أحاول وافشل وتتباعد مداراتى بين الوجود واللاوجود، وأبدا لا تمنح قدرا من حياة، ولا يكتمل الخلاص.
أتوكأ بأفعالها، وتمحو أى بادرة انتصار، وتظل هزائمى معلنة.
بعد سنوات موتها والغياب رأيتها على الماء تحرث حقل قمح أبيها!! وقبل محاورتها صعدت أمامى كنسر يخوض الفراغ حتى إختفى فى الغيم، وسجد من رآها من افراد قريتى وبعدها لم تعد أبدا.
وظل حلم الماء أرق نهارى وهلاوس ليلى..
***

أخيرا سمعت صوتها فى الليل يهز سريرى وزلزل سكينتى. تجرنى ولا أراها، ظللت اتبعها طائعا مستسلما،
يداها الخشنة خلعت جميع ملابسى ولم تترك يدى تستر عورتى، دفعتنى بقسوة إلى الماء، أتراجع وتدفعنى، أقع وأقوم ،اسمعها "باسم سيد الوجود الذى استوى على الماء، وفاطر الضفاف، بك اهتدى عليه"حتى استويت على الماء أخطو بثقة وتمهل مثلها، أقاوم التباهى كى لا أفسد خطو انتظار سنين، روعة المصير لم تكن الهدف بل السبيل إليه، وأظل أهاب الظلمة .

قبل نزوح معراج الصعود ألعنها، الآن تسكننى عاطفة خالصة تقود روحى وجسدى تطلب لها المغفرة، واتنقل بين موانى أراها لأول مرة، روحها الحية معى، رأسى فى صدرها ونخطو بخطو راقص على الماء أفرح بموتها وأبكى..
***
ابحر مع الألهة لوصول مقصدي، هل يدوم سفرى فى البحر؟ استكنت عاريا ارتجف اسفل ظلام الماء وشيخى يطوح راسه ثملا يسبح للمولى ويشكو الهجران ويعدد محاسن العديد من أجساد النساء، يأمرنى أبحث عن عصاه، يردد "اهده صراط الرؤية" وعيناه تختزل العتمة بأشكال نور العشق ..
ويظل مربطى مع حاملى النذور وغير المغضوب عليهم ولا الضالين، ‏هل علي الاعتذار لشيخى من وجهة فقهية أم دستورية لأثر ما تركه وصفه فى عقلى ولا أقوى على محوه. وهبوط جسمها كاملا من شرفة عينى إلى عمقى أحسه..
وشيخى يردد آمين آمين آمين.



#هدى_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء الزمن
- ويمحو ايماءات اللاجدوى
- أتسلق صهوتىه
- مُحــــــــاق
- قُبلة مارقة
- دهشة لعوب
- إنشاد صخرى
- قلب العــــــارف
- شاطئ اللامتناهى
- قرابين المؤانسه
- مراوغة
- ظهرى رياح
- تداعيجات جلجلة
- اللا...هو
- -ولم اعد الىّ-
- دفئ دخاندفئ دخان اسود
- هلاوس الصمت!!
- رعد
- خرج ركض ليعود
- الضعف الأخرى


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - غافِل المحاذير