أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - ليلةُ الغدر ب -محجوب-














المزيد.....

ليلةُ الغدر ب -محجوب-


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


كُنّا تِلكَ الليلةَ نَجلسُ في بئرٍ من خوفٍ ووعيدٍ..
نُصغي لرفيفِ طيورِ الذاكرةِ المَحفوفةِ بالممنوعاتِ..
أقدامُ التفتيشِ تَدُقُّ الأبوابَ الخلفيةَ للمدنِ المَذهولةِ..
وفريقُ الإعدامِ يُكَبِّلُ"محجوبَ" قُبَيْلَ بُزوغِ الفَجرِ..
************
"فاطمةٌ" تَسألُ عَن : سِرِّ العَقربِ ..يسري فَوقَ بَريقِ المرآةِ..
الـ كانَ "شفيعٌ" يأتي مِنها..بَعدَ غروبِ السُلطةِ..
طِفلُ جائعٌ من أطرافِ الخُرطومِ يُقَلِّبُ صفحاتَ التاريخِ..
يَبحثُ عن كِسرة خُبزٍ بين نِيابِ العَسكَرِ..
............................وضجيجِ الوعّاظِ "المُنْقَرِضينَ"..
*************
طابورُ نساءِ يَلْبَسْنَّ الليلَ نَهاراً..
نيلٌ أحمر يَغمِرُهُ السَمَكُ النافِقُ..
يَدبي قَهْراً..
من "حي المكيِّ"(1) بأم درمان...
....لعيونِ الفقراءِ المرصوفينَ على شطآن الألواحِ الطينيةِ..
... وشوارع "باكو"(2)الخلفية..
***********
عجوزٌ من "كَسَلا" قالَت لِحفيدَتِها..
حَبُوبَة..
........ما كانَ القُطنُ بلونِ الثَلجِ قَديماً..
لكنْ..
......مِن فَرطِ الظُلْمِ تَداعى شَيْباً..
************
و"أبو شلال"(3) يُمسِكُ فروتهُ الفُضِيَّةِ..
................يُشْبِكُها بأصابعِ غَيْظٍ مقروحةٍ..
يَسألني:
.......ما كانَ الأجدَرُ بالقتلةِ أن يبقوا نبضاً في جسدِ السودانِ المعلولِ..
.......كي ينهضَ غَبَشاً في هذا الزمنِ المحمومِ؟!
ويتمتم كالغارقِ في غيبته..
...............هَلْ يَعرِفُ أهلي في "أمْ درمان"..
................إنَّ نزيف الوجعِ الفاتِكِ فيهم ..
................يَخْرِمُ قَلبَ نَخيلِ البَصرةِ..؟!
*************
أمَمٌ تمضي وقرونٌ تَعقِبُها خاويةً..
وأنا أجلسُ مُنْفَرِداً في مُفترقِ الدَربِ إلى غاباتِ الإعصارِ..
أرمُقُ جَرَيانَ الأزمنةِ المنحورةِ قُرْباناً لأميرِ مَصائِرِنا..
تَمرَحُ حولي أوراقُ الشَجَرِ القُدْسيِّ..
غُيومٌ داكنةٌ تَقْطِرُ مِزْناً يَغسلُ أحزانَ الأرضِ..
...........................................وتبكي..
دموعٌ تَنسابُ بفيضٍ فَوقَ خدودِ المُدُنِ المَهجورةِ..
تَفتحُ غِدرانَ يَبابٍ في جسدِ القَمرِ المَيِّتِ عِندَ رُموشِ العَينِ..
أُلَمْلِمُ أصواتي المنثورةَ في أعشاشِ الطيرِ..
............ واسري في مدياتٍ يَعرِفُها الغاوون!
(1)حي المكي:الحي الذي ولد فيه (المغدور) محجوب بأم درمان.
(2) باكو:المدينة التي عقد فيها أول لقاء للحركة العمالية لشعوب الشرق في مطلع القرن الماضي.
(3) القائد النقابي العراقي (الفقيد)عبد الأمير عباس.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحوش يغتالون الإبداع
- نَخلةٌ طَريدةٌ على الخليجِ!
- الحوار المتمدن و-الجريدة-!
- -هَلْ نَشهدُ إطفاءَ الظُلْمَةِ..وَشيوعَ رَغيدَ العَيشِ؟!-
- -نصبُ الحريةِ- يُسْتَعبَدُ بالخوفِ!
- -سومرُ- تَصْطَّفُ إلى طابورِ الأيتامِ!
- لوحةٌ عاريةٌ في مجلسِ المساءِ!
- مَنْ مِنّا لَمْ يَدفِنَ قَتلاهُ بحَقلِ الحِنْطَةِ؟!
- المَقابرُ تَشْفِقُ علينا؟!
- تَشهَدُ الشوارعُ في يومِ الحَشْرِ!
- نساءٌ عراقياتٌ..وبُرْكَة الدَمِ..!
- تباً لَكُمْ ..أوْرَثتُمْ دجلةَ كُتباً ورؤوساً مقطوعة!..
- -عبير- والجيش المحتل!
- أفولُ الصَنَمِ.. وبزوغُ فَجرِ الأصنامِ
- -نقطة تفتيش-* في رأسي!
- فاطمةٌ ..والسلطة
- -نزيهةٌ-*و-سُلْطَةِ النَزاهَةِ-**
- مفردات التوحش في العراق(1)*
- يُمْنَحُ العمالُ العَقاربَ بديلاً للدنانيرِ!
- شظايا عراقية


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - ليلةُ الغدر ب -محجوب-