أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمود حمد - الوحوش يغتالون الإبداع














المزيد.....

الوحوش يغتالون الإبداع


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 10:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إلى أسرة وأصدقاء الشهيد الفنان – النحات- "كامل سعيد" الذي اغتالته قذائف الوحوش في الاعظمية "منطقة-سبع أبكار"ببغداد في 28 نوفمبر 2006.

"كامل" طفلٌ لم يُكمل لُعبتهُ بَعدُ..
و"سعيدٌ" كان سعيداً ..ان يولدَ كامل قُربَ ضفافِ النهرِ..
يَقطفُ طيناً حُرّاً من وجناتِ الكَرْخِ ..
يَصبحُ زهواًً لشواطئِ دجلة..
تَنمو حباتُ الطينِ الحُرِّ بأطرافِ أصابعَ "كامل"..
تَغدو مُدُناً يَقصدُها العشاقُ وزهرُ السوسنِ..
يَدخلُ "كامل" من جرحٍ نازفٍ في جسدِ "المَشْغَلِ"..
يبحثُ عن مقذوفٍ قاتِل يَتجَوَلُ في إرجاءِ المنزلِ..
يُلقي كُلَّ سِنيِّ العُمرِ بجوفِ الغادِرِ..
كَيْ يُنقِذَ طِفليهِ..
تتناخى بِضعُ تماثيل كانت طَيَّ الكِتمانِ..
وأخرى ..
تتصدى للمقذوفِ القاتِلِ كي لا يجرحَ "كامل"..
يَتَخَبَطُ رأسُ المَقذوفِ اللاّبِسِ لِحيّة ..
................بفضاءاتِ الأملِ الغامِرِ للمَشْغَلِ ..
................ودفاترَ رسمٍ للأطفالِ المشغوفينَ بأحداقِ ابيهم..
يَتَعقبُ شيطانُ الموتِ السافرِ أقدامَ الفنانِ العريانةِ ..
...................................أنّى تَهربُ في أرجاءِ الكَوْنِ المُحتَلِّ..
يَبحثُ عن سَيلٍ عارمٍ في أفقِ الفنانِ الزاهدِ...
سيلٌ..
يَكسحُ أدرانَ الوطنِ المُنتَهَكِ الحُجُراتِ..
يَتفاقمُ في رأسِ الفنانِ الحالمِ..
يسقطُ – مشروعاً للموتِ العاجلِ - في فخِ الأدمغةِ الفَحميةِ..
يَنهشهُ المقذوفُ القاتلُ..
يقرأُ سيرتَهُ في رحمِ الأعمالِ المرصودةِ للزمنِ المُقبِلِ..
يَتَذكرُ ما أوصاهُ "الرجلُ العقربُ" قبلَ صَلاةِ الفَجرِ:
.........................أن يتسلل..
........................يَتَوغَلَ تحتَ أديمِ المَجدِ ويَقتلَ "كامل"..
.........................ليحررَ عَدَماً يَكمُنُ فيهِ..
........................وآخرَ يَتَشظى حَوله..
ثَغَبَتْ شرفاتُ "الأبكارِ السَبعةِ" تَنْعى الطينَ الحُرَّ..
............................................ واللحمَ المتناثِرَ ..
......................................................غَضَباً..
........طوفانُ استفهامٍ لا محدودٍ ..
........في وجهِ العابدِ والمعبودِ..
يَسقطُ طيرٌ مذبوحٌ من موقِ الغَيمِ إلى أزميلٍ يافعٍ ..
......بجوارِ الطفلينِ المأسورينِ ببركةِ مَوتٍ ساخنٍ..
................................كانِتْ قَبلَ رفيفِ العينِ ..
......................................نداءَ ابيهم!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَخلةٌ طَريدةٌ على الخليجِ!
- الحوار المتمدن و-الجريدة-!
- -هَلْ نَشهدُ إطفاءَ الظُلْمَةِ..وَشيوعَ رَغيدَ العَيشِ؟!-
- -نصبُ الحريةِ- يُسْتَعبَدُ بالخوفِ!
- -سومرُ- تَصْطَّفُ إلى طابورِ الأيتامِ!
- لوحةٌ عاريةٌ في مجلسِ المساءِ!
- مَنْ مِنّا لَمْ يَدفِنَ قَتلاهُ بحَقلِ الحِنْطَةِ؟!
- المَقابرُ تَشْفِقُ علينا؟!
- تَشهَدُ الشوارعُ في يومِ الحَشْرِ!
- نساءٌ عراقياتٌ..وبُرْكَة الدَمِ..!
- تباً لَكُمْ ..أوْرَثتُمْ دجلةَ كُتباً ورؤوساً مقطوعة!..
- -عبير- والجيش المحتل!
- أفولُ الصَنَمِ.. وبزوغُ فَجرِ الأصنامِ
- -نقطة تفتيش-* في رأسي!
- فاطمةٌ ..والسلطة
- -نزيهةٌ-*و-سُلْطَةِ النَزاهَةِ-**
- مفردات التوحش في العراق(1)*
- يُمْنَحُ العمالُ العَقاربَ بديلاً للدنانيرِ!
- شظايا عراقية
- قَتلةُ الحلاجِ!


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمود حمد - الوحوش يغتالون الإبداع