أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - -عبير- والجيش المحتل!














المزيد.....

-عبير- والجيش المحتل!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 05:15
المحور: الادب والفن
    


رجلٌ مأسورٌ بحبالِ القِنَّبِ يَدوي..
أمٌ ثاغبةٌ شُدَّتْ لعمودِ البيتِ..
....................دَفَنَتْ طِفلتَها الصُغرى بينَ وَجيبِ القَلبِ وعَبَقِ الشيلةِ..
...........................و"عبيرٌ"(1) تَوْأمةَ البَدْرِ..
...........................تُساقُ إلى المَقْصَلِ..
*****
عَبَرَ "ستيفن "(2) كُلَّ محيطات الأرضِ جَنوحاً ..
..........................كي يَقتُلَ "أسرةَ قاسم"(3) بالمحموديةِ..
أفرغَ بارودَ "الحريةِ" في أحشاءِ الأجسادِ الجوعانة..
فإصطَخَبَ الصمتُ ذُهولاً..
.........فيضَ دماءٍ يَنبضُ فوقَ تُرابِ الارضِ البكرِ..
...............................يَتَدَفَقُ وَجَعاً..
..........................................سيلاً ..
................................للحاناتِ الموبوءةِ بالمدنِ الصماءِ..
*****
أرْكَنَ مِدفَعَهُ لجدارِ الحجرةِ ..
..................... يَنزفُ طيناً ودماءً..
ومشى يَتَرَنَّحُ.. من فرطِ النشوةِ لأنينِ الطفلة المخنوقة..
يَتباهى ..
ويَخورُ جَموحاً حولَ الجثةِ....
يَمْحو الجُثَةَ بالجُثةِ..
تَرْتَّجُ الأرضُ ..
ينهضُ إنكيدو مِنْ رَقدتهِ الأبديةِ ..
يوقِدُ ناراً من اكفانِ الموتى في عالمهِ السُفليِّ ليوقظَ كلكامش..
مَذهولاً:
يا هذا الباحثُ عن سِرِّ الكونِ:
........هاهُمْ في قلبِ "المحموديةِ" فَكّو أسرارَ الأبديةِ..
........ماتَ المغدورونَ وإبنَتَهُم ظَمْئ..
.......دَمهَم يَشربهُ المغتصبونَ بأقداحِ الموتِ..
*****
يَمرقُ طابورُ الدباباتِ المكفوفةِ فوقَ ضُلوعِ الناسِ المذعورينَ بأكواخٍ من طينِ....
يَغتصبُ الجُثَّةَ أبنُ الـ".....باركر"(4)..
يَسبحُ سكراناً بالضحكاتِ الدمويةِ..
يَسكبُ نَفْطاً عربياُ فوقَ الجُثَّةِ ..
يوقدُ فيها ناراً أزلية..
...................تسري بهشيمِ التاريخِ وأنفاسِ المستقبلِ..
*****
من أنيابِ "الرجلِ العقربِ"(5) في بابِ الكهفِ المُظلمِ جاءت أقوامٌ تحملُ نَبتَة..
كي تُحيي أُسرتَنا المحروقةِ في "المحموديةِ"..
قالوا لإبنَتِنا:
شُمّي رائحةَ المَجْدِ تَفيقي..
مَدَّتْ كومَ رمادٍ.. كانتْ يَدَها..
.................................لأبيها..
ما كنتُ لأهزِمَ شَيْبَتَكَ الجُلّى بين رجالِ قبيلتنا..
لكِنَّ الدباباتَ الموبوءةَ هَتكتْ أستارَ مَحَبَتِنا..
عاثَتْ بالعمرِ فساداً..
"خمبابا"(6) مَرَّ بقريتنا..
الثَلجُ يُداهِمُنا..
لا تَحزَنْ يا أبتي .. لا تَطلب دِفئاً مِنْ غادِرٍ ..
فـ(-البردي*- يَكفِلُ دِفْئاً مِنْ قَرِّ البَردِ)(7)
---------------------------------------------
(1)عبير:طفلة عراقية في الرابعة عشر من العمر اغتصبها الغزاة وقتلوها مع اسرتها ثم حرقوا جثثهم.
(2)ستيفن غرين :جندي امريكي مخمور قتل الاسرة واغتصب الطفلة وحرق جثثهم حسب افادة شريكه "باركر".
(3)قاسم الجنابي: رب اسرة مكونة من زوجة وطفلتين الكبرى عبير والصغرى في الخامسة من العمر.
(4)باركر:جندي محتل اعترف باغتصاب الطفلة والمشاركة بحرق جثث الاسرة وهو في حالة سكر ، وحُكم عليه بالمؤبد فيما حُكم على عائلة قاسم بالفناء!.
(5) الرجل العقرب:مخلوق اسطوري من ملحمة جلجامش كان يحرس بوابة الكهف المظلم الذي اقتحمه جلجامش بحثا عن نبتة الخلود.
(6)خمبابا:اله الشر في ملحمة كلكامش.
(7)نص ماخوذ من ملحمة كلكامش.
*قصب البردي.
 يقول باركر في افادته امام المحكمة العسكرية للجيش المحتل:زميلي دفعها نحو الأرض وتوليت شل حركتها وتجريدها من ملابسها ثم شرعنا في اغتصابها.
ويضيف في افادته: أكره أي شخص في العراق.
 يقول الطبيب الامريكي الذي كشف على الجثث في افادته امام المحكمة:كان مشهداً مروعاً، بقيت أسابيع وأنا مريض نظراً لبشاعة ما رأيت.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفولُ الصَنَمِ.. وبزوغُ فَجرِ الأصنامِ
- -نقطة تفتيش-* في رأسي!
- فاطمةٌ ..والسلطة
- -نزيهةٌ-*و-سُلْطَةِ النَزاهَةِ-**
- مفردات التوحش في العراق(1)*
- يُمْنَحُ العمالُ العَقاربَ بديلاً للدنانيرِ!
- شظايا عراقية
- قَتلةُ الحلاجِ!
- ذبابُ السُلطةِ!
- قُنْبُلَةٌ في -جثة-!
- من أينَ المَهْرَبُ ي.......ا-صويحب-؟
- ميسانُ المَسْكونَةُ بالحرمانِ!
- ويستيظُ الوحوشُ
- بغداد لاجئة!
- الظلمة والبزوغ- إلى الشهيد-سعدون-
- هل انتهى نظام صدام حقا ؟
- نص/ بين الرصافة والسجن


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - -عبير- والجيش المحتل!