أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - قُنْبُلَةٌ في -جثة-!














المزيد.....

قُنْبُلَةٌ في -جثة-!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


أرصفةٌ تزحفُ من ثِقَلِ الوَجَعِ الدامي ..
جسدٌ يَتَبَعْثَرُ في الارجاءِ..
حذاءٌ مُحْتَلٌ يَرقِبُ من خلفِ جدارٍ فولاذيٍ قاتم..
رأسُ إمرأةٍ مقطوعٍ تَشْخَصُ عيناهُ لوجهِ رضيعٍ قُتِلَتْ في فَمِهِ النَشْغَةُ..
تِلفازٌ يَعْرِضُ إعلاناً للإلفةِ بينَ "العَبَوَةِ"* والطفلِ الذاهبِ للروضةِ..
لوحةُ ارقامٍ تَغمِرُها الريبةُ في أحشاءِ البقالِ المجدورِ..
أشياءٌ هالكةٌ للبيعِ تَغورُ بأجسادِ الفتيانِ المرميينَ على أكداسِ الأزبالِ..
جثثٌ ملغومةٌ..
أدعيةٌ خُضْرٌ لعبورِ المِحْنَةِ للشطآنِ المحروسةِ..
طفلٌ مشطورٌ ينزفُ وسطَ التفاحِ الشاحبِ..
راياتٌ سودٌ تكبتُ وجهَ الشمسِ .. بنادق..
كومةُ كتبٍ تنشبُ فيها النيران..
"شيخٌ" دونَ عِقال يَفْغَرُ فاهُ على قارعةِ الدربِ..
أذرعةٌ يَنْخِرُها البارودُ..
.....وثائقُ ممنوعةٌ..
أختامٌ سريةٌ.. صارتْ فُرْجَةً..
مواكبُ لطمٍ تنمو في كلِّ "القطّاعاتِ"..
حديثُ وفاءٍ ماتَتْ فيهِ الاشياءُ..
"إرهابيٌ" في الشهرِ الثالثِ من عمره.. تَقصِفَهُ الفانتوم..
قصائدُ رفضٍ من حنجرةٍ أعرِفُها..تسري فيها الريحُ..
أجهزةُ للإرسالِ إنتُزِعَتْ من أحشاءِ السلطةِ..
أسلحةٌ محضورةٌ في أكياسِ القمحِ..
زنبيلُ خضارٍ للأهلِ تََخَضَّبَ بالشريانِ النازفِ..
مِحفَضَةٌ مسروقةٌ تَعبثُ فيها الجُرذان..
أدويةٌ للأمراض القتّالةِ يَخْذِلُها الوحلُ..
سيرةُ فنانٍ مغمورٍ يَخرِمُها الموتُ..
وعدٌ زاغَتْ عنهُ الازمنةُ الخضراءُ الى القبرِ ..
طوفانٌ من نارٍ يُطْبِقُ فَكَّيهِ على يافوخِ "السَدَّةِ"**..
فتاةٌ .. خِصبٌ.. تبحثُ عن إخوتها في اكداسِ الاشلاءِ المحروقةِ..
كهلٌ ودَّعَ صاحبهُ للعودةِ ذعْراً..صوبَ نخيلِ "القُرنةِ"..
شضايا مُجْمِرَةٌ تَقْطَعُ أوصالَ السوقِ عن الاحياءِ المنكوبةِ..
فَزَعٌ صاخبٌ يَفْتِكُ بزحامِ الاقدامِ المذبوحةِ..
صُحُفٌ مُهْمَلةٌ ..
عصفٌ وصراخٌ..
وحريقٌ يُفحمُ كَلَّ الانحاءِ..
......قُنبلةٌ في "سوق مريدي"!***



*"العبوة": هي العبوة الناسفة التي صارت جزءً من ثقافة ومصادر الموت في العراق.
**"السدة": هي السدة الترابية التي تثقل يافوخ مدينة الثورة واطلق عليها بعض شباب مدينة الثورة"حافات العالم"، لكن تورم الفقر في العراق تمخض عن احياء جديدة مكتضة بالبؤساء خلف السدة كـ"حي الشيشان"!.
*** "سوق مريدي": بدء كسوق شعبي لبيع الرزق الحلال و السحت الحرام ، وتحول الى رمزا من رموز التزوير التي رعتها السلطة على مدى عقود .
خلال جلسات محكمة الدجيل اعترض صدام حسين على صدقية الوثائق المقدمة للمحكمة مخاطبا القاضي: بإمكاني ان اجلب لك آلاف الوثائق المزورة من "سوق مريدي" ، بما في ذلك هوية لك باسم وتوصيف آخر.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أينَ المَهْرَبُ ي.......ا-صويحب-؟
- ميسانُ المَسْكونَةُ بالحرمانِ!
- ويستيظُ الوحوشُ
- بغداد لاجئة!
- الظلمة والبزوغ- إلى الشهيد-سعدون-
- هل انتهى نظام صدام حقا ؟
- نص/ بين الرصافة والسجن


المزيد.....




- سيمفونية-إيرانمرد-.. حين تعزف الموسيقى سيرة الشهيد قاسم سليم ...
- الممثل الأمريكي جورج كلوني وزوجته وطفلاهما يصبحون فرنسيين
- فن الترمة.. عندما يلتقي الابداع بالتراث
- طنين الأذن.. العلاج بالموسيقى والعلاج السلوكي المعرفي
- الممثل الأمريكي جورج كلوني أصبح فرنسياً
- العلاج بالموسيقى سلاح فعال لمواجهة طنين الأذن
- -ذكي بشكل مخيف-.. وصفة مو جودت لأنسنة الذكاء الاصطناعي
- أسطورة السينما الفرنسية بريجيت باردو ستدفن على شاطئ البحر في ...
- أحدثت بجمالها ثورة جنسية في عالم السينما.. وفاة بريجيت باردو ...
- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - قُنْبُلَةٌ في -جثة-!