أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - جنون الخيال














المزيد.....

جنون الخيال


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


هنالك مقولة جميلة للأديب البريطاني "جورج برنارد شو" تقول : إن الخيال هو بداية الإبداع، إنك تتخيل ما ترغب فيه، وترغب فيما تتخيله، وأخيرا تصنع ما ترغب فيه ".. هذه خاصة تلهم الوجدان وتؤجج المشاعر .. في احد الايام وجدت حبي القديم بأمرأة تحمل المقولة تعكس ما اقوم به من كتابة على مدار عامين .. فقد رغبت ان اكون عاشقا في كتاباتي ولكن لاتوجد امرأة في حياتي استطيع من التغزل بها واعيش شباب قلبي الذي تآكل بفعل العمل في الكتابة عن مشاكل الحياة في مهنتي الصحفية .. كان قلبي يبحث عن امرأة بمواصفات تلك المواصفات المطلوبة التي تلهم المشاعر ووضعت عقدة الفراق والهجران والدموع في جزء من خيالي معها .. فكانت ارضا خصبة تزدهر فيها كلمات العشق والهجران تارة والصدود تارة اخرى وكل مايحمله الحب من ارهاصات ومعاني .. فكانت ايقونة لخيالي .. بدأت بالكتابة عنها من علاقتي بها والى ان حكم الفراق ثم تلاقينا في احدى دروب الحياة بعد سنين ثم افترقنا .. كان للخيال دور كبير في الكتابة كما فعل الشاعر العبقري "أحمد رامي" مع (القلة ) .. يذكر ان الشاعر كان متجه إلى عمله يوما في احد الصباحات يمر على بيت من البيوت ، له شرفة (بلكونة) منخفضة ،يضع سكانها (قلة) لتبرد بفعل تيار الهواء البارد . وكانت ربة البيت تضع على رأس ( القلة ) إيشاربا ، وهي قطعة من القماش تضعها المرأة المصرية على رأسها ، حتى لا يدخل في ( القلة ) غبار فضلا عن حشرة من الحشرات ..
تصور أحمد رامي أن هذه القلة ذات ( الإيشارب) فتاة جالسة في البلكونة تنتظر كل يوم قدومه ، وما منعها أن تنظر إليه إلا الحياء والخجل ، فازداد حبه لها ، وتعلق قلبه بها ، وتصور أنه أخيرا وجد من يغرس في طريقه وردا ، ويضيء له قنديلا ، فلم يشغل باله بالبحث عمن يطفئه ! وظل على هكذا الحال اياما يكتب شعرا يتغزل ب(فتاة- القلة ) في البلكونة . وفي يوم من الأيام ، وقبل أن يمعن النظر في جمال وانسيابية رأس الفتاة التي لا تتحرك حياءً من فتاها ، وجد ربة البيت انتزعت الإيشارب من أعلى ( القلة) وتبخر شكل الفتاة المزعومة في خيال الشاعر لتظهر قلة دون مضيفات اخرى . فأنهار من شدة الصدمة وعم خياله الفوضى .في الواقع ما وصل إليه من إبداع لأحمد رامي كان نتيجة ( ملكة التصور والقدرة العالية على التخيل) فقد تصور أن ( قلة ) تعشقه ، كما تصور أن أم كلثوم مغرمة به لكنها تتمنع ، فراح ينشد الأشعار المفعمة بعذوبة الكلمات ورقة الإحساس ! . لولا الخيال لما انشد الشعراء قصائدهم المفعمة بالحب والشوق والحنين وما كان هنالك فن ادبي يسمى القصة والرواية وغيرها . لكن عادة مايشطح بنا الخيال الى مطبات نقع نحن ضحيتها ونصدق كل ما نشعر به .. الخيال عالم اثيري كالاحلام نراه ولكن لانتمكن من لمسه لانه لايمت بصلة للواقع ولكنه يزهر في العقول ويقول مايقول .. من جميل ما قال "آينشتاين" ( إن العلامة الحقيقية على الذكاء ليست المعرفة بل القدرة على التخيل) هكذا نحن يخدعنا الخيال عادة بصوره الجميلة لكنه يوصلنا الى الابداع . ومنهم من يوصله الى الجنون وقد اكون انا احد المجانين كما قالت عني تلك المرأة الوحيدة التي احببتها في الواقع وعشت معها في الخيال .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قارورة عطر
- ميدوزا
- اتركي لي جنوني وارحلي
- وجع القلوب
- خطوة نحو دائرة اليأس
- لحظة تجلي
- ابواب
- هي .. في لجة الزمن الضائع
- روح اللقاء في لقاء الارواح .. قراءة نقدية
- حوار الصمت
- المنتصف المميت
- سقوط تعسفي
- رمال الذاكرة
- رشقة حب منسية
- انهيار
- انت والمطر
- نصيحة
- طائر ووردة
- غياب
- امرأة الظل


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - جنون الخيال