أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - وجع القلوب














المزيد.....

وجع القلوب


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


وجعي يحادثني كل ليلة بلغة لا يعرفها غيري .. يخبرني انه احب البقاء معي ما دمت اعاني وحدة القلب .. قلت له يا وجعي .. القلب له صاحب فارقه منذ قديم الزمان وها انت تتربع مكانه منذ قديم الزمان .. ضحك وجعي بسخرية كانت سخريته عبارة عن نغزة الم في صدري .. قلت ما يضحكك يا وجعي .. قال .. لو تدري ان صاحبك اصبح بعيد المنال وفوضني ان اسكن بدلا عنه في قلبك .. وسأكون رفيقك في نهارك وليلك .. ثم اردف بحديثه فقال .. انصحك بالابتعاد .. فالانتظار الطويل يجلب لك متاعب مني . وانا شديد الوطئة على صاحبي ومن اسكن قلبه . واغدو غائرا في قلبه ولايمكنه المداواة مني .. فهل لك القدرة على التحمل والصبر على الالم وشدائد الاحوال ؟ !!.. ليكمل حديثه الشجن عن واقعي المزري .. ياعزيزي انه لولا التجاهل منها وعدم الاهتمام لمشاعرك لما كنت الآن معك اتمتع بتعذيبك فأنا لي عشيرتي سيسكنون معي .. منهم من يسكن في نفسك ويغور في اعماق مشاعرك .. ومنهم من يسكن في جسدك وتتلقفك الاسقام كي نحيلك الى شبح دون عنوان .. قلت له .. يبدو انك جرح عميق وعنيد لايقدر اي طبيب على علاجي منك .. تبسم وجعي بخبث وظهرت بوادر اللؤم عليه .. وقال لم يبق سوى دقائق ويأتي المساء وسوف اشعل شمعة لدموعك وانصب موكب عزاء لقلبك ثم تبدأ بوادر الضعف تظهر عليك .. والسهر لا يفارق عينيك حتى الصباح لأتركك بعد ذلك تسلك في النهار بجرعات خفيفة مني لا ينقذك سوى انشغالك بأمورك.. ثم قال كلمة اشبه بحكمة رجل كبير في تجارب الحياة .. من المؤلم أن تشعر بأنك خسرت أشياء كثيرة لم يعد عمرك يسمح باسترجاعها .. وأن تلتقي شخصا شاطرك نفسك يوما ما .. فتكتشف أن مشاغل الحياة قد غيبتك من ذاكرته تماما .. ومن المؤلم أن تصل يوما إلى قناعة أن من مر بك أخذ جزءاً منك ومضى .. وما زلت تحارب رغم انك تتلاشى من ذاكرتها اولا ثم يبدأ العد التنازلي لوضعك الصحي النفسي والجسدي .. وتأن من اوجاع غريبة .. وتستند على امل كاذب . وتأمل النفس بعسى ولعل .. وتجد نفسك تقف على رمال متحركة سوف تغرقك بسبب احلامك الوردية الخادعة.. ثم سألني بجدية وبانت عليه الصرامة والغضب .. اتريد ان اذهب عنك واختفي منك .. قلت اتمنى ذلك .. قال كلمة بعدها اهتزت لها اركان جسدي ونفسي ... انساها ..!!قلت وانا احادث نفسي .. من الصعب النسيان وقد حفرت بذاكرتي وشوم رسمت بلون الايام الجميلة واحاديث ممتعة مطرزة بالضحكات والنظرات . فهي صعبة النسيان .. قال لي وجعي بعد ان قرأ افكاري .. يبدو ان الامر سوف يظل على تلك الشاكلة لهذا اتخذت قراري انني لن افارقك ستظل نديمي اسهر معه الليالي لتحكي لي عن حب ضاع . وعن جرح ينزف ليس له قرار . وشوق بلهيب النار يستعر بالقلب بلا انطفاء .. ستموت ذاكرتك انتحارا لأنك اتخمتها خذلانا وهجرانا .. وسوف تعي يوما ما انك تحادث خيالك . انا الوجع .. انين المستضعفين على الارض .. اسير بدروب الخائبين واتصيد المغفلين واسكن من كان قلبه رقيق .. انا الوجع اعيش بين المنكسرين والمهزومين في حلبة الحب .. لا اداوي بل ازيد الالم فوق الالم . قال لي اصحى لحقيقة وجودك فمن غفل عنك انساه .. ولا تكن من الحالمين .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة نحو دائرة اليأس
- لحظة تجلي
- ابواب
- هي .. في لجة الزمن الضائع
- روح اللقاء في لقاء الارواح .. قراءة نقدية
- حوار الصمت
- المنتصف المميت
- سقوط تعسفي
- رمال الذاكرة
- رشقة حب منسية
- انهيار
- انت والمطر
- نصيحة
- طائر ووردة
- غياب
- امرأة الظل
- هندسة الحياة والحب
- رسالة متأخرة
- حب مع وقف التنفيذ
- الموعد الثاني


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - وجع القلوب