أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - هندسة الحياة والحب














المزيد.....

هندسة الحياة والحب


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7791 - 2023 / 11 / 10 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


كنت اسأل نفسي مرارا وتكرارا .. لماذا اتى بك القدر لي ولم يكمل مهمته وتكوني لي ؟ .. بعيدا عن القسمة والنصيب .. اليس من حقي انا من نلت الفاكهة اولا علي ان آخذها لنفسي اولا .. لماذا يلعب القدر هذه اللعبة مع بعض الاشخاص في الحياة .. فهل القدر محترف خداع .. ؟ .. كانت يدها تضغط يدي حين تشابكت الايادي ونحن نسير معا في احد شوارع العاصمة وكأننا نريد نعلن للعالم اننا ملك بعضنا ولن يفرقنا القدر .. ولكن القدر كان يضحك بسخرية من احلامنا .. بعدها توقف زمننا .. وذهبت احلامنا ادراج الرياح .. كسراب ظمآن يحسبه ماءا .. يقول ديستويفسكي " لاتوجد لقاءات عبثية في الحياة ..كل انسان تصادفه اما اختبار او عقوبة او هدية من السماء " .. لو اختار بينهم فأختار ان لقاءنا كان عقوبة .. كنت احبها بصدق لعفويتها وبراءتها التي لم اشهد لها مثيل بين بنات الكلية .. كانت ( معدن خام ) في العلاقات الاجتماعية . وهذا النوع ان احب يحب بعمق وان يكره فيكره بعمق .. تطرف في المشاعر .. لاتوجد منطقة رمادية في حياتها .. ولكن بعد ذلك كانت صدمات الحياة منحتها نفسا قاسية وروح سوداوية لم تعد تثق بالاخرين .. تطلق احكامها المتسرعة دون تفكير .. كانت الحساسات والمجسات تعمل بدقة عالية اضافة الى الهورمونات التي تعمل عملها .. مما شكل عبئا على حياتها .. وعلى طبيعة علاقتها بالبشر .. حين التقينا مرة ثانية بعد سنوات .. كنت احسبها هي نفسها تلك الفتاة التي تحمل تلك البراءة .. ولكن بعد محادثات اكتشفت ان الفتاة التي كنت احبها لصفاتها لم تكن هي .. فقد تغير كل شيء فيها . حتى مزاجيتها المتقلبة طاغية على سلوكها .. لاتوجد منطقة واضحة وثابتة فيها يشعر الشخص معها بالامان .. فهي تجيد اطلاق نار الكلمات .. من اين اتت بهذه المهارة الاحترافية في بعثرت كيان كل انسان يخالفها الرأي ؟ .. اهو الزمان ؟!! ام تغير الحال .. ام امور تتعلق بالشهادات والالقاب والصعود المادي والصدمة الحضارية .. هي لم ترحل لانك اخطأت في حقها .. هي فقط تنتظر منك ان تخطأ لكي ترحل .. هكذا هو الحال .. فهي في وضعية وجدت ماتريده .. فلن تراع الود والحب فهي كسرتك ودهست قلبك .. قلبك الذي بنيت لها وطنا لها فيه .. لم يخذلني وداعها لقد خذلني ظرف الوداع نفسه كان اقل من حجم محبتي .. كان باهتا لا استحقه .. هكذا قالها نجيب محفوظ .. اصعب مافي الحياة ان تترك الكل من اجله .. والقسوة ان يتركك وتتذكر انك تركت الكل من اجله .. حياة الانسان عبارة عن الوان تنظر وفق نظرته واحتياجه .. قد ظهر لك اللون الابيض والوردي في مرحلة من حياتها ..ويظهر الاسود في مرحلة معينة وفق تقنية نفسيته ومكانتها ووضعها . ونظرتها للحياة .. فهي تبدو تركت كل الالوان وظلت متعلقة بالاسود .. فهو لون يناسب ماهي فيه .. هكذا تتغير هندسة الانسان .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة متأخرة
- حب مع وقف التنفيذ
- الموعد الثاني
- خيبة .. أمل
- الى اربعينية
- اصيلة
- الى نرجسية
- صديق ملغوم
- جسور أمل
- ثلاث نساء
- اوجاع هزيلة
- الفرصة الاخيرة
- اليك
- تجارب في الحياة
- لاتقتلوا الجياد .. كي نرتقي بأصالة المشاعر
- افتش عنها
- توبة
- حقائق وأوهام
- زمن الصعاليك
- خدعة اسمها الحب


المزيد.....




- مهرجان -المواسم الروسية في الدار البيضاء- يجمع بين المواهب م ...
- شم النسيم: ما هي قصة أقدم -عيد ربيع- يحتفل به المصريون منذ آ ...
- فنانة أرجنتينية تستذكر ردة فعل البابا الراحل على لوحة بورتري ...
- لوحات تتحرك.. شاهد كيف بدت هذه الأعمال الفنية التفاعلية في د ...
- سعيد البقالي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ضيف ...
- جورج كلوني يثير الجدل باعتراف حول زواجه من أمل علم الدين
- الأديب نزيه أبو نضال.. أيقونة أدبية وسياسية أثرت المشهد العر ...
- دار النشر -إكسمو- تطلق سلسلة كتب -تاريخ الجيش الروسي-
- قبل نجاح -Sinners-.. مخرج وبطل الفيلم يتحدثان عن علاقتهما ال ...
- نعي الصحافي والأديب والناقد المناضل نزيه أبو نضال (جميل غطاس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - هندسة الحياة والحب