أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - يوميات سائق كيا














المزيد.....

يوميات سائق كيا


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


الأربعاء .. الثانية عشرة ظهرًا وسبع دقائق
أصاب سيارتي عطلًا مفاجئًا، طلبت من الركاب النزول واستئجار سيارة أخرى، بعضهم أبدى تذمره وأعلن تشاؤمه من هذا اليوم. آخرون لم يعلقوا بشيء، اكتفوا باسترداد النقود، أما أنا، فقد لعنت الحياة واليوم الذي ولدت فيه.
الأربعاء .. السابعة والربع صباحًا
اتخذ الركاب مقاعدهم في السيارة، لم يتبقَ إلا مقعدًا واحدًا فارغًا. دعوت الله أن يظل هكذا إلى أن تحضر حبيبتي. للمرة الأولى يستجيب الله لدعائي، رأيتها من بعيد مقبلة تحمل كتبها وحقيبتها، جلست خلفي مباشرة، عطرها أسكرني! قدتُ السيارة وشعور جميل يقودني حتى أنني لم أتذمر من الازدحام ومن صوت منبه السيارات، كل الأشياء تغيرت ألوانها.
الأربعاء .. الخامسة فجرًا
شعرت بإحراج كبير حين طلب جاري إسماعيل الحلاق استئجار السيارة هذا اليوم بسبب وفاة شقيقه.عليّ أن أقوم بالواجب في نقل الناس المشاركين في عملية الدفن. أخذ موافقتي وتركني حائرًا في إيجاد الجواب المناسب لصديقي عدنان الذي سيتزوج هذا المساء وعليّ أن أكون معه!
الأربعاء .. الثالثة ظهرًا وعشرون دقيقة
هذا النهار هادئ نسبيًا، الشوارع تكاد تخلو من المركبات لأنه يوم عطلة. أحد الركاب طلب مني أطفاء جهاز الراديو الذي كان يبث أغنية لأنه يتوجب عليّ كما قال احترام الشهر المقدس الذي نحن فيهِ، امتثلت لما أراد ولم أعلق. استأنف حديثه ناعتًا الجيل الجديد بقلة التهذيب. رجل مسن، لن أرد عليه. بهذا الجواب أقنعت نفسي، لكن الحقيقة غير ذلك.
الأربعاء .. الساعة الرابعة ظهرًا
لم أتمالك نفسي حين وجهت لسائق آخر ضربة على وجههِ تسببت في إحداث نزيف له .. فالكلمات البذيئة التي قالها بحق أمي أفقدتني صوابي. تدخل لفض النزاع عدد من سائقي السيارات وطلبوا منا نحن الاثنين كحل مؤقت مغادرة المكان. لم نمتثل لكلامهم وبقينا أنا وهو مصرين على أن الآخر هو المخطئ، وبقي الأمر على ما هو عليه.
الأربعاء .. الحادية عشرة قبل الظهر
اضطررت لتغيير وجهتي واتخاذ من شارع فرعي طريقًا لي بسبب وقوع حادث اصطدام كبير بين شاحنة وسائق سيارة أجرة.
الأربعاء .. الثانية والنصف ظهرًا
لم يكن خانقًا فحسب، بل قاتل الزحام في تلك الساعة، أصوات المنبهات لم تتوقف لحظة، عَلِقتُ بين السيارات، وأنا في هذه الحالة، حانت مني التفاتة إليها، رؤيتها جعلت قلبي ينتفض من مكانه ونبضاته أخذت في التسارع.
مسحتُ دمعتين متمردتين سالتا على خدي، لم أعد أشعر بشيء مما يحيطني. هربت معها إلى الضفة الأخرى. ناجيتها: هل للزمنِ عودة لأرتمي في أحضانكِ ثانية؟
هل أعود للأحلام والأماني التي خلعتها ما إن غادرتكِ وأنا أحمل شهادة منكِ وحفنة من ذكريات رائعة؟
آه يا جامعتي! أربعة أعوام مضتْ من عمري معكِ كأنها أربع ساعات .. ما زلتِ جميلة، شامخة، لم يشوه منظركِ سوى أحجار صماء وضعت حول مدخلك لتحميكِ من أيدي الأشرار وحارسين يرتديان ملابس عسكرية يحملان السلاح يحققان مع كل داخل.
لوحت لها من بعيد وانطلقت بسيارتي الكيا!



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشط منذ ساعة
- نافذة على الخريف
- مداهمة قلب
- موت الوهم
- لمن الصورة؟
- ليلة الحفل
- حوارية بين فوز حمزة والشاعر عبد السادة البصري
- للظلام أجنحة
- في انتظار نون
- فنجان شاي
- غفوة
- عاشق الروح
- شدو اللآلئ
- ستون ثانية وثانية
- رسالة إلى الله
- رصاصة في الذاكرة
- حينما يكون للصمت لغة
- ذكرى في خزائن القلب
- حب من الرشفة الأولى
- حطام امرأة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - يوميات سائق كيا