أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - مداهمة قلب














المزيد.....

مداهمة قلب


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7981 - 2024 / 5 / 18 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


بالصدفةِ قابلته حين دخلت متجرًا لاشتري باقة ورد لصديقتي العائدة في الأمس من سفر طويل والتي فاجأتني باتصالها المتأخر جدًا، تطلب مقابلتي عند الساعة العاشرة صباحًا، وقبل أن تغلقَ الهاتف أخبرتني بانتهاء كل شيء وأن الأمر تم مثلما ترغب.
حاولت إخفاء توتري وانفعالي في التفرج على أصص الزهور، لكن حيرتي أكبر من محاولة إخفاءها.
اقترب مني حتى كاد جسده يلتصق بجسدي فشعرت بحرارة أنفاسه وهو يقترب بفمه من أذني قائلًا:
كيف حالكِ؟!
عطره الفرنسي غطى على عبير الورود، لطالما أحب أن يكون ملفتًا للنظر خاصة لدى النساء وأظنه نجح في ذلك إلى حدٍ بعيد لأنني سمعته مرة يقول: إن أناقة الرجل تحسم أشياء كثيرة لصالحه!
التفتُ نحوه فسببت لي ابتسامته خرسًا شّل شفتيَّ .. خرج مسرعًا دون شراء شيئًا من متجر الزهور.
تناسل القلق تحت قلبي الصغير وأيقنت أنه كان يلاحقني. أبعدت هذه الفكرة كونها سخيفة لعلمي أن ما حدث لا يعدو من كونه صدفة.
رنَّ هاتفي الجوال فأنقذني مما كنت فيه . صوت صديقتي جاءني حزينًا وهي تسأل عن سبب تأخري. أخبرتها بأنكشاف أمري ولا أعرف بأيّ ذريعة أتحجج هذه المرة .
دفعتُ للبائعة النقود وخرجت أتلفت خشية ملاقاتهِ ثانية، وقد صدق حدسي إذ رأيته جالسًا في مقهى على الجانب الآخر من الشارع يحتسي قهوته السادة.
ما إن رآني حتى رفع فنجان قهوته يدعوني للجلوس معه وهو يبتسم لي بسخرية كأنه يقول لي: لن تعدي لي القهوة ثانية!
تظاهرتُ باستنشاق الباقة، وفعلًا عبيرها تسلل بنشوة إلى روحي.
أغمّضت عينيّ لثوان، شعور قوة امتلأ به جسدي مدّني بالثقة فقلت لنفسي: ليكن ما يكون، ما الذي يستطيع فعله؟
بدأت أهيئ نفسي للمواجهة.
في سيارة الأجرة، وضعت سماعة الأذن لأنصت إلى إحدى الأغاني كذلك لأتخلص من أي شعور سلبي قد يجعلني أبدو مهزوزة. بالفعل شعرت بأنها كانت خطة حكيمة اختصرتُ بها المسافةَ والوقت لأجد نفسي في بيت صديقتي التي استقبلتني وهي تبكي لتخبرني بانفصالها عن زوجها الذي ما زالت تحبه. وقد استعرضت لي صور كرمه معها إذ منحها مبلغًا ماليًا كبيرًا لتستأنف حياتها بعده، لكن ذلك لم يمنعها من ملاحظة توهاني وسرحاني.
أخبرتها بمقابلة رئيسي في العمل هذه الصباح .
الابتسامة التي ارتسمت في عينيها والقهقهات العالية التي بددت حزنًا كان مخيمًا في المكان، جعلاني أشعل سيجارة لأنفث دخانها بقوة وغضب.
أما هي، فقد وجدت صعوبة في التوقف عن الضحك أكبر من محاولة إخفاءها وهي تقول لي:
ـ هذا العنيد ثانية، لنفكر سوية في كذبة أخرى نقنع بها مديركِ أنكِ فعلًا كنتِ مريضة.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الوهم
- لمن الصورة؟
- ليلة الحفل
- حوارية بين فوز حمزة والشاعر عبد السادة البصري
- للظلام أجنحة
- في انتظار نون
- فنجان شاي
- غفوة
- عاشق الروح
- شدو اللآلئ
- ستون ثانية وثانية
- رسالة إلى الله
- رصاصة في الذاكرة
- حينما يكون للصمت لغة
- ذكرى في خزائن القلب
- حب من الرشفة الأولى
- حطام امرأة
- ثلاثة إلى اليمين
- جاري الاشتياق
- تراك


المزيد.....




- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - مداهمة قلب