أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام جاسم - الفلسفة المعاصرة، حوارات في فلسفة ما بعد الحداثة















المزيد.....

الفلسفة المعاصرة، حوارات في فلسفة ما بعد الحداثة


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7949 - 2024 / 4 / 16 - 01:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما أدركت لأول مره حيثيات الإقدام على تجربة الترجمة ترددت كثيرًا لأنها مشقة، إضافة تضاف إلى أعباء الحياة الخاصة بي ودراستي ووظيفتي ومشاغل معيشية تفرض بالحديد والنار، وقد رأيت كم من الوقت والجهد يبذله المترجم لأجل نقل المعرفة، والمسؤولية الكبرى على عاتقه لأجل حماية النص والصدق مع مكنوناته والاغراق في الذات.
تنطبع الذات مع النص تحلق بعيدًا لتكون أكثر صدقًا واتزانًا وأمانةٌ إلا أن خيانه المترجمين للنص وحقد بعضهم والقاء اسقاطاتهم النفسية والرجعية التي لا تكتفي بتلويث النص بل تصل لمرحلة الفتك به لتتحول الترجمة من نور إلى ظلام دامس يغرق الشارع بكتب تداعب عقول العامه بما تحب طرحه لا بما يوافق الحرية التعبيرية المغايرة واحترام النص مهما كان موضوعه.
ولعل أولى بدايات الترجمة هي اكتشاف الذات قبل اكتشاف الآخر وخيانه الذات تقر بخيانه النص لا محاله.

الحقد النفسي الذي يحيط بالمترجم واجواء عقليته الرجعية المحدودة أمام تدفق النص ومصطلحاته الصريحة الصارخة المنفجرة المخالفة لكل ما عايشه وتربى عليه تجعل اكتشافه لذاته المغلقة طريقًا لخيانة النص.
ولا يمكن إنكار تحكم الأيديولوجيا في الترجمة وعملية نقل النصوص والحالة العصبية لدى المترجم.

كل تلك الأمور  تعكس ذات المترجم ومكنوناته الدوغمائية لتقع على النص المظلوم وتتحول هنا عملية الترجمة إلى عملية قمع سياسي وديني وجنسي لا يمكن الإقرار به الا بالنقد والكشف والمواجهة باعادة ترجمة النصوص المظلومة واكتشاف الآخر كما يريد أن نكتشفه ونراه لا كما تريد ذات المترجم.

نقطة أخرى هي ضعف عملية التثقيف لدى بعض المترجمين حول ما يترجم،  فلا اطلاعات لديهم حول المواضيع المراد ترجمتها،  ولا تمت بقراءاتهم الا عندما ينقل النص فجأه فينصدم به ويعيش بصراع رعوي يعود لحقبه التحريم والصح والخطأ وما لا يصح من وجهة نظره وما يصح!!!!!
تتشابك لديه القيم الذاتية المقدسة المحكمة في عقله هو فقط فيسقطها على النص المخالف لرأيه.
واعتقد كل الاعتقاد بأن المترجم يجب أن يعجن ذاته بما يترجم، يصالح ذاته على النص ويتقبل النص كآخر يخالفه الرأي والقيمة والمضمون.
عملية حوار حضاري منفتح متقبل لكل الأفكار مهما كانت لكي تظهر الترجمة صادقة أمينه عابره لكل المسميات التي تحيل دون اكتشاف الآخر.
النص (الآخر) يقابل المترجم (الذات).
فكيف أمارس القمع على الآخر واريد منه الانعتاق لذاتي وان يساعدني على اكتشافها.
انها مسؤولية الامانة والكشف عن ذاتك لتذوب في الآخر وتجلس معه عاريه في سرير واحد لإنجاب المعرفة، وكم هي صعبة ومضنيه تلك المعرفة لأنها من علاقة غير شرعية بين ثقافتين لكنها ضرورية لأجل أن يصبح الإنسان وحده واحده مهما كانت أرضه او لغته.

كل تلك الأسباب جعلتني أخوض الترجمة لطرح موضوعات جديدة ودفاعًا عن المصطلحات التي زيفت وحرفت وجعلت النص يعاني بل يفقد اصالته المعرفية.
فخيانة النص تعني خيانة امة، تغرق في جهلها ولا تسمع سوى صوتها فلا تتقدم بل ستزول لا محاله من ركب الحضارة.

دخلت وانا أضع لنفسي عدة قرارات أولها أن تكون الترجمة مجانية كي لا يتدخل الاقتصاد في النص فينعكس على الاحتكار لمؤسسة ما ولكي لا اسمح لها بالتحكم في النص لتفرض عليه بما تدفعه من أموال فتكون تلك خيانه أخرى.
والقرار الثاني أن ابسط المنقول بصورة يفهمها الجميع دون التقيد بمفردات أكاديمية موجهه للنخب فقط لتدور بين اروقه مؤتمراتهم القمعية من ناحية التغريب بين المطلع والأكاديمي وبين القارئ والكاتب الممنهج لفئه معينه يناقش أفكاره فيها دون أن يسمع عنها المجتمع الواسع شيئًا!!!!
لذا اغرقت النص بهوامش ايضاحية لما ورد من مصطلحات فلسفية وشخصيات ليطلع القارئ العادي والطلبة وهما الفئة المنشودة لأجل قراءة الفلسفة وسبل تأثيرها المباشر على تطوير الشعوب نحو الحرية والعدالة والصدق.

ولأن قرارك الفردي لا يعني له التحقق وفرضه على الواقع دون صراع او مقاومة، ضج الضجيج ومنعت النصوص الصريحة المغايرة من النشر ووجدت صعوبة في إيصالها إلى القارئ في بداية الأمر الا ان الإصرار والمقاومة حجبت المنع ووجدت أجنحة النصوص مخرجًا خارج وطني. لم يتقبل اي موقع او جريدة او مؤسسة عراقية تلك النصوص الفلسفية لعدة أسباب منها ان أسمي تحت قوائم المنع من النشر داخل الوطن منذ 2013 ولا اعرف سبب محدد سوى أنه تجرؤ غير مطلوب وسباحة ضد التيار وإثارة جدل وغيرها من المسميات التي تحدد حرية التعبير وكذلك لعدم استقلالية تلك الجهات عن السياسة المتحكمة القمعية وأدلجتها!!!!!!

ورغم كل هذا وذاك فتحت أبواب النشر في أماكن كبرى المؤسسات الثقافية العربية في مصر والسعودية والمغرب وليبيا وبرلين والسويد وغيرها.

وها هي النصوص تتجمع لتعلن عن نفسها في كتاب (الفلسفة المعاصرة، حوارت في فلسفة ما بعد الحداثة)
الذي صدر منذ أيام عن دار عدنان بالتعاون مع جمعية المترجمين العراقيين في بغداد.
تتميز دار عدنان بالتأني ودراسة المشروع قبل أن تتبناه، لقد عرضت الكتاب سابقًا على ست دور نشر مشهورة منذ أكثر من سنة ولكنهم أسرعوا بالرد والسؤال عن الأموال التي املكها رغم علمهم بمجانية الترجمة!!!! سرعة الرد تمت بعد يوم واحد من إرسال الكتاب دون أن يفهموا مضامينه لأن العملية لديهم تجارية بشكل تام.
ويجب على الكاتب او المترجم ان يسكن القصور ويغدق على نشر كتبه بالملايين فلا يمكن تقبل فقير يكتب أو جائع يفكر !!!!
بينما دار عدنان اخذت النصوص لتدرسها وتحدد قرارها وقد تم التعاون بشكل يجعل الأمل مستمر لأجل حرية الفكر والتعبير في العراق.

اتمنى ان يصل الكتاب إلى الطلبة والمهتمين بالفلسفة من عامة الشعب بشكل أساسي قبل أن يصل إلى الأكاديميين والنخب المختصة بالفلسفة. حيث وضعت دار عدنان سعر بسيط ومناسب متاح لكل طبقات المجتمع لاقتنائه.

تضمن الكتاب مجموعة متنوعة من المداخل الفلسفية المعاصرة وحوارات مهمة قمت بها مع نعوم تشومسكي ورونالدو مونك:
١. النيوليبرالية والسياسة، وسياسة النيوليبرالية / رونالدو مونك.

٢. الحداثة والحرب: النهج الأنثروبولوجي في البوليمولوجيا / آلا اناتوليفنا كرافشينكو، أولينا ستاروفويت.

٣. المثلية الجنسية في الفلسفة / برنت بيكيت.

٤. آراء جورج أورويل الفلسفية / مارك ساتا.

٥. التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية / ميشيل فوكو.

٦.هربرت سبنسر / ديفيد واينستين.

٧. السلطة والقيم الأخلاقية والمثقف / حوار مع ميشيل فوكو.

٨. النبوءة فلسفيًا / سكوت دافيسون.

٩. النيوليبرالية فلسفيًا / كيفن فاليير.

١٠. أنا ما بين نعوم تشومسكي ورونالدو مونك / حوارات.

١١. حول التمشكل / ميشيل فوكو.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير / 36
- سهد التهجير/ 35
- سهد التهجير/ 34
- سهد التهجير/ 33
- سهد التهجير/ 32
- سهد التهجير / 31
- سهد التهجير / 30
- سهد التهجير/ 29
- سهد التهجير/ 28
- سهد التهجير/ 27
- سهد التهجير /26
- سهد التهجير / 25
- سهد التهجير / 24
- سهد التهجير/ 23
- سهد التهجير/ 22
- سهد التهجير/ 21
- سهد التهجير / 20
- سهد التهجير / 19
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام جاسم - الفلسفة المعاصرة، حوارات في فلسفة ما بعد الحداثة