أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير/ 27















المزيد.....

سهد التهجير/ 27


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


بدأت المشاكل تظهر وتعلن عن نفسها.
لا شيء يرضي صهوهو، كأنها تحارب نفسها والظروف عندما تهاجم أطفال اختها وترعبهم أو تفتعل المشاكل بعد أن اخذت تسيطر على مخزون الطعام العام للأسرة واخذ الأب على عاتقه الشراء وتوفير المتطلبات الأسرية.

متطلبات الأسرة تختلف بحسب الطبقة فلكل طبقة متطلباتها مثلاً الطبقة المهمشة متطلباتها القليل من الطعام والماء والكثير من الولادة، اما الطبقة المتوسطة فتتطلب المزيد من الطعام والماء ويجب أن تتوفر لدى كل عائلة ما يكفيها لآخر كل شهر، إضافة إلى المتطلبات البسيطة من المكياج والملابس وبعض أدوات المطبخ والطعام.
في حين تستثمر الطبقة العليا الطعام وترميه بعد التخمة في المزبلة او تقوم باللعب به والتراشق فيما بينها، وقد تقوم بالدوس عليه بالأقدام والبعض الآخر يضعه فوق القضيب او على المؤخرة على سبيل الدعابة والمداعبة الجنسية.
اما الماء فتتعامل معه الطبقة العليا بالإهدار والاستجمام وعلى الجانب الآخر لا يستحم الفرد المهمش سوى مرة كل شهر او تمتد في احيان كثيرة، مرة كل فصل من فصول السنة والمنتمي الى الطبقة المتوسطة كل شهر مرة واحدة ولا تزيد عن ثلاث!!!!!
في حين، المفتي يظهر بكامل رونقه وملمس يده الناعم والشفاه الراوية المرتوية ليطالب الجموع بالاقتصاد بالماء ويحذر الطبقة المهمشة من جشعها وبعدها عن الإله واستهتارها، والعبث الذي تفعله عندما تهدر الماء عند الاستحمام بكل فصل مرة ويقول لهم ان الإله لا يستحم فلماذا لا نقتدي به وكتاب البقايوقات يدعو إلى ترك الأنهار، لتجري بسلام الى اجسام الأغنياء أصحاب الأمة وأولياء الأمر!!!!.
يقتدي البعض ويصدق بالمفتي إلى الدرجة التي يجعله لا يستحم سوى نصف استحمام كل سنه ويكون استحمامه عبارة قماش يغمره بالماء ويعصره ليدعك به جسده لمرة واحدة فقط.
يتجاهل الأفراد المطيعين ابسط معاني التفكير والعقلنة لأنها تبعدهم عن مقدساتهم تبعدهم عن طاعة الإله.
فالكل يعرف بأن المفتي ناعم الملمس وجسده بلا ندوب بلا جرب او حكة ولكنهم يتجاهلون تلك المعرفة عند الطاعة.
تغمرهم الطاعة بالرضا والرضا يجلب السعادة
اما التفكير فيجلب الخوف والغضب والوحدة والقتل من الحاكم والمفتي والإله.

يختلف ترتيب كلمات (الإله، الحاكم، المفتي) في سلم الخوف فيكون الحاكم له الأولوية في سوّق الجميع إلى النعيم او الجحيم في أرض الوطن فهو قادر على تغيير الإله والمفتي عند الانقلاب السياسي ولا يستطيع أحد تغييره الا بالانقلاب وحرق الأخضر واليابس.
تأتي كلمة المفتي ثانيًا في سلم الخوف فهو الناقل لكلام الإله الحامي لنهج الطاعة وهو القائم على تفعيلها في جميع الشؤون، ولكنه يتحرك تحت ظل الحاكم.
في المرتبة الثالثة على سلم الخوف يأتي الإله، متمثلاً كرادع ماورائي قادر على الحواس جميعها، ولكن لا معنى لوجوده في غياب الحاكم والمفتي سيموت في الذاكرة ويستبدل بآخر.

يتثاءب القدر معلنًا عن طريقي، يرسمه بإتقان يذلل له الصعاب يرفقه ببعض البهرجة واللمعان، لا أجد بدًا من الذهاب اليه احنو عليه كحنو الخلوج على صغارها الموتى.
اتلقفه والهو به ولا أعلم إنه من يلهو بي.

يبقى المكنون مرصودًا موصودًا في الصدور، لا يتزعزع من مكانة ثابتًا كالسهم، ليتنا ننسى وما أعظم من ينسون ويتناسون انهم عظماء ولأنني لست واحدًا منهم، تبقى الخيالات والذكريات تلاحقني ..... انها تخنقني، تدفنني فيها ولا تسمح لفسحة الغد ان تسطع، أكاد أغادر الكل ولا يمكنني مغادرتها، انتمي إليها وأراها كأنها الان، أعيشها كاللحظة القادمة، امثلها بيني وبين نفسي، اجعلها مسرحية تدور شخوصها حولي وانا الكل فيهم، امثل جميع الأدوار وهكذا تستمر المسرحية في العرض كل ليلة انها دوامة سحبت عقلي داخلها.
ممنوع البوح فيها، لحظة النطق فيها تكون مع النفس فقط.
او اتجرأ قليلاً وادونها على الورق بقلم قديم، منذ الرحيل، اتذكرك كنت تخط به بيدك على اوراقي، وكل ما يختفي الحبر اجدده ابعث فيه الروح اخلقه واجبره ان يكتب، ان يبوح على اوراقي كل ما رآه فيك.
هل غادرت رصيف ذكرياتي؟!!!
هل بدأت من جديد .....كيف؟ علمني لأنني لازلت لا اتزحزح عن لحظاتنا القديمة بل تعدى الأمر إلى أن اختلق ذكريات جديدة وادمجها بردود افعالك وبالأماكن وبطريقة نطقك للحروف، وعندما تتعب من تكرار نفسها ابدلها بغيرها اجدد واجدد فيها إلى أن ارتاح واغفى
انها تجعلني استمر واقفًا في حياتي، تمنحني القليل من الفرح الواهم.
فانا استطيع ان اصل اليك، مكانك اعرفه جيدًا، حفرته أقدامي منذ زمن، لكني لا اقدر ان امحو المكنونات التي اختلقتها.
لا أريد أن اصُدم بواقع حقيقي انت لست فيه ولا يشغلك ما اكابده.
افضل ان ابقي خيالاتي التمثيلية عنك وأغلق عليها دفتري بقوة كي لا اغادرك، وان رأيت عيونك تغادرني سأموت، دعني اعيش .... دعني اعيش!!!
أتمنع عني حتى الخيال والاختلاق؟ لا تريد أن تكون نجمًا حتى في كراستي!!!!
يا لك من اناني، بل ربما انا الغبي.

لم يردع صهوهو شيئاً او حاجزًا اعتباريًا او اخلاقيًا، تخرج منذ الفجر ولا تعود الا بعد الغروب.
لا أحد يعرف اين تذهب ومن تقابل ولماذا؟!!
ترجع أحيانًا متعبه فتنام وفي أحيان أخرى تعود والكدمات الزرقاء تغطي جسدها تختلق الأعذار الواهية لتغطي السبب الحقيقي حول الآثار الجسدية الطاغية على الافخاذ!!!!!

تغيرت صهوهو ككل شيء يتحول ويتغير فجأة دون سابق إنذار، فأنت تعلم أنه سيتغير ولكن متى؟ فقط التوقيت يُخفى عنك. فالكل سيتغير عاجلاً أم آجلاً، لا وضع يبقى كما هو عليه.
اتفقن على تصفية الإرث وكل منهما يرى طريقه المناسب في الحياة.
تم بيع الأرض المقفرة التي لم تحوي سوى غرفه واحده هشة وحمام عاري الرطوبة والقوارض وبحيرة المجاري تزين وسط البيت.

- سعر رخيص!!!

- الا ترين، إنه مكان مقرف ولو كنت مكان المشتري لما نظرت إليه.

- وداعا يا صهوهو.

- وداعًا يا أخت الزمن الجميل.

افترقت الاختان عن بعضهما، ارتحلت صهوهو مع أبنائها إلى مكان بعيد يختفي خلف التلال ذات التراب والطين ومعامل بقايا البناء والنفايات.

يبتعد الدخان من انف الأب ويغزو الغرفة، سيناريو عجيب العجاب يشدو الفكر في الحاضر ويحدد المستقبل لكنه يدور ويدور، شرخه في الآمال، بينه وبين الواقع حاجز والف جدار وجدار من نفس عينة جدار هذه الغرفة
يفرغ الكلام في صورة عظام من الجسد النحيل.
يأتي القط (هارومي مياو) باحثًا عن الطعام يلقي الأب إليه بالفتات وجزء مما يملكه.

انتقل الأب مع عائلته إلى مكان جديد لا يبعد سوى بعض الأمتار عن البيت القديم، مكان قديم لكنة نظيف لا تحده بحيرة الفضلات او الحشرات.
العزلة الجديدة تختلف عن العزلة السابقة، ففي السابق كانت عزلة مع عائلة أخرى اما الان فالعزلة ضاقت أكثر لتصبح ضمن عائلة واحدة.
العزلة مفيدة صحيًا لأجل البقاء ولتجنب الشرور، وتغيير المحيطين، تعزز الثقة بالنفس والقدرة على الاستغناء.
فالاستغناء مهم جدا في عملية البقاء وديمومة التجارب والخبرات البشرية، واكتشاف قاع المجتمع، وسخافة عقلك المتقوقع خلف آخرين يستخدمونك كدميه لأغراضهم الشخصية.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير /26
- سهد التهجير / 25
- سهد التهجير / 24
- سهد التهجير/ 23
- سهد التهجير/ 22
- سهد التهجير/ 21
- سهد التهجير / 20
- سهد التهجير / 19
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤
- هربرت سبنسر/٣
- هربرت سبنسر/ ٢
- هربرت سبنسر / ١
- المثلية الجنسية ( نظرية الكوير والبناء الاجتماعي للجنسانية)


المزيد.....




- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير/ 27