أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 20















المزيد.....

سهد التهجير / 20


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 19:46
المحور: الادب والفن
    


يتخذ الرقص طابعًا دينيًا او سياسيًا داخل بيوت الطبقتين المهمشة والمتوسطة.
يتمايل الجسد لإرضاء الحاكم او الإمام او المقدس والنحيب رقصًا حول جنازة الأجداد.
يخرجوهم من قبورهم كل سنه لإقامه كرنفال النحيب في ساحة (الحمحوم).
يجتمع العبيد من بقية الطبقات حول تلك القبور لتقبيلها وتعطيرها وإلقاء الحلي والذهب.
وحين يكتمل الكرنفال يتسلل المقهورين من حكمه وحكمة ابوه واجداده، إلى تلك القبور فيسقونها من اعضائهم الداخلية وأحيانًا يمنحوها سماد عضوي من مخلفات امعائهم والقيء الخارج من افواههم، والبعض الأخر يستمني حولها و يدلك قضيبه بين طين القبر ليصل لأقصى نشوة لم ينطق بها لسانه بل نطق قضيبه بدلاً منها.
ويرقصون بعد ذلك حولها وتتشابك ايديهم فرحًا.

تتخذ تلك القبور قدسية فرضتُ بقوة السلاح على الطبقتين المهمشة والمتوسطة حتى أصبحت بمرور الزمن سنه الحياة وفخر الزمان والمكان.

ولا يكتفي الواقع بالقهر والاستعباد والخوف بل يصل إلى حد الهلاوس النفسية التي تجعل الطبقة المهمشة غالبًا ما تصحو صارخه من كوابيس الطاعة والكبت والقهر، فيلطم احدهم زوجته وهي مستلقية بجانبه او تقوم هي بلطمه وهو مستلقي جنبها بعد الصحو من الكابوس.
او يتلاطم الأطفال فيما بينهم بما تركه الكبار فيهم من أثر حسن وإيثار تربوي لتعذيب الجسد والطاعة.

يعذب العبيد من الطبقات المهمشة والمتوسطة أجسادهم تعبيرًا عن الذوبان في هيام عشق المقبور وصفاته وحياته عندما كان شخصًا كاملاً قبل رحيله.
فهم لا يعترفون بغيابه بعد موته بل يسترجعون ماضيه وافكاره لتحكمهم من قبره، ويضعون شخصٌ قائم بأعماله ومأثره يلقي عليهم الحجه ويكون هو صاحب الامتياز بإيصال رسائل القبر من المقبور عبر هاله القدسية المبجلة.

يقوم (دحروج) بالزحف شوقًا ويلقي لسانه على القبر ليلحسه كله بلا هوادة تعبيرًا عن ذاته، فلا ذات لعبد بغياب قبر سيده ومولاه!!!!!!

وتؤدي كلمه واحده ضد هذه التصرفات إلى الهلاك، فالمعترض يلقي بنفسه واهل بيته إلى النار الموقدة، يحرقون البيت على رأسه ويركلونه حتى الموت بأقدامهم ولا يدفن في مقابر الشفعاء الصالحين بل تطرح جثته إلى مياه الأنهار الملوثة!!!!

يتجاوب دحروج مع الأموال التي يحصل عليها من زائري القبر بل يحصل أحيانًا على الجنس المجاني من البنات الزائرات لأنه يحل مشاكلهن برؤية (الوعد الصادق لنور القبر) الذي يجلب الطالع ويحسن الحياة.
فضلاً عن ذلك تُقدم له الاكلات الشهية مجانًا، ليرتقي في سلم المجتمع دون ان يعمل عملاً بيده او مجهودًا بدنيًا الا مجهود الشهوة فينتصب قضيبه أثناء الإيلاج.

اما العاهرات او عاملات الجنس يطلق عليهن تسمية (الكحلاوات) يتم حجزهن فقط للطبقة العليا ويتم استيرادهن من الخارج، فالطبقة الحاكمة لا تأمن على جسدها من نساء بلدها.
اما عارضات الجنس المجاني (الزائرات) فلهن قيمة عليا في المجتمع ومنزهات من الدنس بل ما يفعلنه ليس لأجل بشر قط، ولكن لأجل القبر وصاحب القبر!!!!
لذلك تحسد الطبقة الوسطى والمهمشة دحروج والكل يتمنى مناه ويريد ان يكون مثله في الحياة.
ولكن شروط الدحرجة لا تتوفر الا عند القلة ومنهم دحروج الذي فهم فلسفة الدحرجة ما بعد البرهارية (هي المرحلة التي أطلقها المثقفين من الطبقة الوسطى على ما يؤل له الوضع بعد عصر سحرور بن كملون البرهاري مفتي شريعة النور الذي يخفي نفسه عن العامة والكل يتبع أوامره دون أن يراه منذ 150 عاما الا ان المثقفين يدركوا أن البشر لا يمكنهم العيش لأقصى من 90 عامًا او 100 عام ان كان له الحظ، فكيف إذن سحرور لازال يحكم واصبح عمره الان 150 عاما).

الكل يرقص ولكن فيما يرتضيه مفتي شريعة النور والا سيتم سحقه تحت الرخام وعمل منه جذع او مسند يتكئ عليه المفتي.
من شروط الرقص ان تكون لك رخصه مختومة بعد اختبار جسدك وقابليته للرقص، وأن تكون لك قدره على القفز عاليًا نحو الأعلى، وأن تمتلك قدره ضبط النفس بعدم تحريك المؤخرة فأن حركتها أثناء الرقص ستغتصب وكله فيما يرتضيه مفتي شريعة النور!!!!

يرفض اتباع شريعة النور تسمية (ما بعد البرهارية) ويعتبرونها ضلاله تحبط العمل الصالح لان البرهارية قائمة إلى ابد الابدين وهم حراسها من كيد الاعادي.
اما مجالس الرقص تحصل اربع عشرة مرة في السنه، في أوقات الخسوف والكسوف الشمسي وأوجه القمر، توزع فيها المسؤوليات حسب الخبرة والطاعة التي يملكها الشخص.
بعد انتهاء الرقص يفتتح المجلس لبقية الايام لاستقبال قضايا الجنس الشائكة وحلها على سرير المجلس وإصلاح ذات البين للزائرات.
كما يتم فيه تخزين السلاح والصواريخ لحماية الحكومة وتخويف العامة بالقتل والرعب الدموي.
تتم فيه ايضا عقود الزواج والطلاق وحل المشاكل بين العوائل المتناحرة من الطبقتين الوسطى والمهمشة.

وفي احد الايام الخوالي، تم إيجاد جثه دحروج ملطخه الدماء منتزعه الاحشاء ولم يجدوا فيها الكبد والقلب والطحال وقرنية العين.
وبعد التحقيقات الشرعية الخاصة التي لم يتحقق الشعب من صحتها أو يفهمها تم ظهور احداهن في التلفاز تقول بأنها الفاعلة وأنها قطعت اوصاله لأنه كان يريد ان يمارس الجنس معها من الدبر وهذا ما لا يرتضيه البرهاري بشريعته فقمت بتقطيعه حرصا على الشريعة.
بعد يومين فقط تم الحكم عليها بانتزاع الأعضاء منها حرصًا على شريعة البرهاري.
لم يصدق المثقفين والعقلاء هذه الأكذوبة بل قالوا ان هناك تجارة أعضاء تتسر عليها الطبقة العليا الحاكمة.
رغم ذلك، صمت الجميع من جميع المستويات الاجتماعية خوفًا على حياتهم، فكيف يتكلم من لا يملك السلاح مع من يملكه!!!
وكيف ينطق من لا يملك جسده مع من يملكه؟!!!!!

نقل الأعضاء أو التبرع بها وفق شريعة النور، تتم أثناء الحياة فقط اما بعد الموت يمنع الأخذ او التلاعب بالأعضاء.
اما الأعضاء الخاصة بالأعداء والمنافقين فيحق التخلص منها بعد موتهم او تشويهها، بحسب شريعة النور بعض الطوائف تحرم وترفض استلام أعضاء الأعداء والمنافقين فيتم التبرع بها سرًا.
رغم قانونية الفعل الا ان بعض الطوائف تعتبر كل شيء يخص جسد (المنافق عدو شريعة النور) فهو نجس ومحرم.
بينما الطوائف الأخرى تبيح كل شيء من جسده باعتباره هبه إلهية لفائدة الطائعين، حتى الشعر والأظافر يتم أخذها والجلد يدبغ في مصانع (البرقوشيه للجلود) حيث يعامل بمواد صناعية وينتج منه ملابس وأحذية وغيرها.
بل يجوز لهم تناول الأعضاء الحيوية من جسده ان كانت طازجة ولم يمر عليها أكثر من ساعتين بعد مقتله.
حيث يتم الطهي والشواء قرب الجثة وتضاف لها التوابل، وهكذا تتحقق شريعة النور ويحيط بها سور الأبدية لحمايتها من كيد الأعادي.

الحماية تتموضع في القتل والتدمير والترهيب.
ينتقل الخوف من الخنوع إلى رده فعل صارمة تقتل وتبطش لتخفي ذلك الخوف الباطن القائم في ذاتها، والأساس الذي يدفعها للمزيد ويشبع الرغبة لتسكين ذلك الخوف هو أكذوبة الدفاع عن النفس او شريعة النور....الخ.
يندمج الخوف والكذب معًا ويا لها من صحبه تدمر كل ما يقف حولها.
بداية كل جريمة تبعث في النفس البشرية هو الخوف، فهو محرك كل الكوارث ويبرر جميع الهواجس والحقائق بشيء من المنطق، تهدأ النفس عند سماع خوفها وتستمر في ثقة قاطعة لطريق المزيد دون التفاته.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير / 19
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤
- هربرت سبنسر/٣
- هربرت سبنسر/ ٢
- هربرت سبنسر / ١
- المثلية الجنسية ( نظرية الكوير والبناء الاجتماعي للجنسانية)
- المثلية الجنسية في تاريخ الفلسفة
- سماح ادريس ... شجاعة استكمال المسيرة
- سهد التهجير /15
- اكوام من الرماد في قدر الدم
- ردا على غادة السمان
- الاستشراق السياسي و الطبقة المتوسطة و المهمشة / 1 !!! 1
- قيمة الدم و البيوت ؟


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 20