أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام جاسم - التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية















المزيد.....


التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 19:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية (١)
ميشيل فوكو (٢)
ترجمة/ حسام جاسم (٣)

لقد علمتنا التجربة أن نكون حذرين من التوليفات الضخمة التي تأخذنا طوال الطريق من النقطة المتناهية الصغر للجزيء إلى المجتمعات البشرية، وتجتاز تاريخ الحياة بأكمله عبر آلاف السنين. غالبًا ما تبرز (فلسفة الطبيعة) (philosophy of nature)، التي أنتجتها التطورية (evolutionism)(٤) بوفرة، الأسوأ.
هذا الطموح غريب تمامًا عن كتاب جاك روفي (Jacques Ruffié)(٥). إنه يتجنب التوبيخ الذي يستحقه هذا الطموح عادةً، لأن المؤلف يتمتع بإتقان كامل للمجال الهائل الذي يتناوله، وخاصة لأنه بدلاً من اتخاذ ما يعرفه ذريعة لقول ما يعتقده، على العكس من ذلك، يستجوب ما نفكر فيه على أساس ما يعرفه.
سأخذ مثالاً واحداً فقط: ما يجب أن تقوله البيولوجيا اليوم عن الأعراق البشرية. لا شك في أن منهج جاك روفي وإنجازاته في هذه النقطة هي الأكثر وضوحًا، لأنه أحد أبرز ممثلي الأنثروبولوجيا الفيزيائية (physical anthropology) الجديدة.(٦)
وهنا أيضًا، يمكن أن يكون للمعرفة العلمية الصارمة أهمية سياسية فورية في عصر تسمح فيه الإدانة العالمية المتكررة للعنصرية، جنبًا إلى جنب مع التسامح في الواقع الفعلي، بالحفاظ على ممارسات الفصل العنصري والمساعي (العلمية الخبيثة) مثل تلك التي قام بها (آرثر جنسن)( Arthur Jensen)(٧) أو قرار الأمم المتحدة المخزي بشأن الصهيونية.(٨) فبدلاً من الخطاب الذي يؤوي سخطه الكثير من المتواطئين، لا غنى عن تصفية مشكلة الأعراق من الناحية العلمية.
من بين الصفحات العديدة التي خصصها روفي لمشكلة (الأعراق البشرية)، أعتقد أنه يجب علينا الاحتفاظ بالعديد من الافتراضات الأساسية:
• مثلما لا يمكن تعريف الفصائل بنموذج أولي ولكن من خلال مجموعة من الاختلافات، العرق، بالنسبة إلى عالم الأحياء، هو مفهوم إحصائي- (السكان).
• لا يشكل تعدد الأشكال الجينية (البوليمورفية) (polymorphism) للسكان انخفاضًا؛ إنه مفيد بيولوجيًا، في حين أن (النقاء)(purity) هو نتيجة عمليات، غالبًا ما تكون مصطنعة، تضعف التكيف وتجعله أكثر صعوبة.
• لا يمكن تحديد السكان وفقًا لخصائصهم المورفولوجية الظاهرة.
من ناحية أخرى، جعلت البيولوجيا الجزيئية من الممكن تحديد العوامل التي يعتمد عليها التركيب المناعي والمعدات الأنزيمية للخلايا— وهي خصائص يكون تكييفها وراثيًا بشكل صارم. (لأنه من الأسهل دراستها في خلايا الدم، يطلق عليها، بشكل غير لائق، (دلالات الدم)(blood markers)).
باختصار، (دلالات الدم) هي لمشكلة الأجناس اليوم، ما كانت (الخصائص الجنسية)sexual) characteristics) للفصائل في عصر كارل لينيوس (Carl Linnaeus)(٩). باستثناء أنه لفترة طويلة كان التصنيف الجنسي قادرًا على إنشاء التصنيفات النباتية العظيمة، في حين أن تصنيف الدم الآن يسمح بتفكيك فكرة العرق البشري. من خلال سلسلة كاملة من الأدلة الداعمة من عصور ما قبل التاريخ وعلم الحفريات (الإحَاثة)(paleontology)، يمكن إثبات أنه لم تكن هناك أبدًا (أعراق)(races) في الفصائل البشرية؛ ولكن على الأكثر عملية (عرقنة)(raciation)(١٠) مرتبطة بوجود مجموعات منعزلة معينة.
هذه العملية، بعيدة عن النجاح، عكست نفسها بدءًا من العصر الحجري الحديث، ومن خلال تأثير الهجرات والتهجير والتبادل والتداخلات المتنوعة، تلاها (اجتثاث)(deraciation) مستمر.
يجب أن نتصور الإنسانية ليس كأعراق متجاورة، ولكن بصفتها (حشودًا)(clouds) من المجموعات السكانية المتشابكة معًا وتجمع بين الميراث الجيني الذي يزداد قيمة كلما زاد تعدد الأشكال(البوليمورفية).(١١)
على حد تعبير إرنست ماير (Ernst Mayr)(١٢)، فإن الإنسانية عبارة عن "مجموعة من الجينات التواصلية"(١٣) فالمجموعات السكانية، أي مجموعات من الاختلافات، تتشكل وتتلاشى بلا توقف.
يحدد التاريخ هذه المجموعات قبل محوها؛ يجب ألا ننظر إليها على أنها حقائق بيولوجية خام ونهائية تفرض نفسها، من أساس (الطبيعة)، على التاريخ.
يحتوي نص جاك روفي على عدد من التحليلات الأخرى من هذا النوع. جميعها مهمة، لأن المرء يرى هنا أسئلة (التاريخ الحيوي) (bio-history)(١٤) التي صيغت بوضوح شديد والتي لن تكون التاريخ الوحدوي والأسطوري للعرق البشري عبر الزمن، و(السياسة الحيوية) (bio-politics)(١٥) التي لن تكون واحدة من الانقسامات، والحفاظ على الذات (self-preservation)(١٦)، والتسلسل الهرمي ولكن للتواصل وتعدد الأشكال (البوليمورفية).



هوامش المترجم:
1. نُشر هذا المقال لأول مرة في صحيفة لوموند
(October, 1976), 5). Le Monde, no. 9869 (17󈙒
وتمت ترجمتة إلى الإنكليزية من النسخة الصادرة من
(Gallimard 1994(no. 179, vol III, pp. 95󈚡 © Dits et Ecrits).
يظهر باللغة الإنجليزية لأول مرة، بإذن من Éditions Gallimard. حيث تمت ترجمة المقال لمجلة دراسات فوكو (Foucault Studies) بواسطة ريتشارد أ. لينش (Richard A. Lynch) (جامعة ديباو، الولايات المتحدة الأمريكية).
(Foucault Studies, No. 18, pp. 128-130, October 2014)
تم دعم ترجمة هذا النص بمنحة من جامعة سان فرانسيسكو.
٢. هذا المقال كتبة فوكو كمراجعة لكتاب جاك روفي (من البيولوجيا إلى الثقافة) الصادر سنة 1976.
Jacques Ruffié, De la biologie à la culture (Paris: Flammarion, 1976).)
٣. تظهر هذة الترجمة لأول مرة باللغة العربية لأعمال ميشيل فوكو الغير مترجمة للغة العربية وسأحرص على نقل ما لم ينقل إلى الآن من أعمال فوكو إلى العربية.
(حيث هناك بحثين آخرين لفوكو ستتم ترجمتهما إلى العربية في القريب العاجل).
٤. التطورية (evolutionism)/ هو مفهوم يشير إلى وصف التغيرات التي تطرأ على ظواهر العالم، سواء أكان ذلك داخلياً أم خارجياً، تؤدي إلى انتقالها من حال إلى حال، من الأدنى إلى الأعلى، ومن المتجانس إلى اللامتجانس، وهذا الانتقال يكشف عن الخصائص الأصلية للظواهر، والتطور بهذا المعنى قانون عام شامل ملازم للوجود يحكم حركة الأشياء التي هي في تبدل دائم ومستمر لا انقطاع فيه، وفهم الحركة الدائمة للطبيعة والأشياء يتم بمعرفة سير عملية نشوئها وتبدلها.
أما التطور مذهباً فهو قديم ترجع جذوره التاريخية إلى الفلسفة الطبيعية اليونانية، كما هي عند إمبادوقليس وأرسطو وكذلك الفلسفة العربية عند إخوان الصفا وابن خلدون.
ويعني التطور عند الفلاسفة القدامى (الانتقال النمطي الرتيب لدورة من التغيرات مرسومة الحدود مسبقاً)، ولكن، ومع ظهور التطورات العلمية الحديثة أخذ مفهوم التطور ينتشر انتشاراً واسعاً ويحظى باعتراف شامل في منتصف القرن التاسع عشر وصار يعني (ظهور اختلافات تتوارثها الأجيال، وتنتج صوراً جديدة في نوع قديم) حيث هو العملية التي يخضع لها نوع او فصيل من الكائنات العضوية لتعديلات بنائية عبر الزمن ونتيجة لعمليات التفاعل مع البيئة. وتحت تأثير اكتشافات داروين حول أصل الأنواع (قانون تنازع البقاء وقانون الانتخاب الطبيعي)، ونظرية لامارك في البيئة والوراثة، وارتباطاً بنجاحات علم البيولوجية والأحياء، وضعت أنظمة فلسفية شاملة دُعيت بالمذهب التطوري، يرى بأن جوهر العالم حياة متطورة ونامية باستمرار. وقد اهتمت التطورية بمضامين الحقائق العلمية ودلالاتها، وركزت أيضاً على علاقة الإنسان بالطبيعة وتطورها، وغائية التطور، ودور البيئة في التطور.
وعلى نفس المنوال استخدم مفهوم التطور في في تحليل تطور المجتمع الإنساني والثقافة وأصبح بمثابة جسر بين العلوم الطبيعية والاجتماعية وأصبح مفهوم أساسي لكل من البيولوجيا الأنثروبولوجيا، منذ استخدم لأول مرة في كتابات كل من تشارلز داروين وهربرت سبنسر.
(راجع، سوسان الياس. الموسوعة العربية (الفلسفة وعلم الاجتماع و العقائد)، المجلد السادس، التطورية، ص ٥٧٤).
وكذلك (راجع, شارلوت سيمور.سميث. (٢٠٠٩). موسوعة علم الإنسان. ترجمة علياء شكري وآخرون. المركز القومي للترجمة. ص ٢٠٧).
٥. جاك روفي (Jacques Ruffié)/ (1921- 2004) أخصائي أمراض الدم وعلم الوراثة والأنثروبولوجيا
الفرنسي. أسس تخصصًا، علم أنماط الدم، والذي، من خلال دراسة خصائص الدم، يجعل من الممكن العثور على تاريخ السكان وهجراتهم وتهجينهم المتعاقب.
عمل استاذ في كلية الطب في تولوز. ثم شغل منصب الأنثروبولوجيا الفيزيائية في كوليج دو فرانس (Collège de France)، التي تولّى ميشيل فوكو التعليم فيها ابتداءً من ديسـمبر 1970 إلى حين وفاته في يونيو 1984، باستثناء عام 1977، وكان اسـم كرســيِّه: (تاريخ المنظومات الفكرية).
٦. الأنثروبولوجيا الفيزيائية (physical anthropology)/ علم الإنسان الحيوي، أو الأنثروبولوجيا البيولوجية والمعروفة أيضًا باسم الأنثروبولوجيا الفيزيائية، هو مجال علمي وفرع من فروع علم الإنسان، يهتم بالجوانب البيولوجية والسلوكية للبشر، وأسلافهم من أشباه البشر المنقرضة من منظور تطوري. يدرس هذا الحقل البشر بشكل منهجي من منظور بيولوجي ويتمحور حول دراسة آليات التطور البيولوجية والقدرة على التكيف وتنوع الأعراق عند البشر المعاصرين وعند الرئيسيات العليا والسجل الأحفوري لتطور البشر.
تعرض مصطلح الأنثروبولوجيا الفيزيائية إلى الإهمال في السنوات الأخيرة، وقد تم اعتبار مصطلح (الأنثروبولوجيا البيولوجية) على أنه وصف أكثر دقة للمجال الذي نشأ منه. حيث يشير إلى دراسة العلاقات بين البيولوجيا والأنساق الاجتماعية الثقافية بما في ذلك الأسس البيولوجية للسلوك البشري والنتائج المترتبة عليها.
(راجع، شارلوت سيمور.سميث. (٢٠٠٩). موسوعة علم الإنسان. ترجمة علياء شكري وآخرون. المركز القومي للترجمة. ص١٣٢، ص ١١٧).
٧. جادل آرثر جنسن (Arthur R. Jensen) في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات بأن معدل الذكاء كان محددًا وراثيًا إلى حد كبير، وبالتالي يكونوا السود أدنى فكريًا من البيض. روفي ناقش جنسن في فصل بعنوان (العنصرية السوداء والعبودية) (بعبارة (العنصرية السوداء) يقصد العنصرية ضد السود)؛ يستشهد روفي بالعديد من الدراسات التي تدحض استنتاجات جنسن.
(راجع،436-438 ,Ruffié)
٨. أعلن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3379 (10 نوفمبر 1975) أن الصهيونية هي (شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري). تم إلغاؤه في 16 ديسمبر 1991 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 4686.
تعتبر هذة اول اشارة لفوكو في دعمه للصهيونية.
رغم كل الدراسات في كتبة والتي كتبت عن حياته أعطت انطباعات بأنه غير اكتراثي حول القضية الفلسطينية ولم يعطي رأي محدد في مسألة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
ويمكن مراجعة شهادة إدوارد سعيد في ميشيل فوكو حول القضية الفلسطينية خلال وقائع الحلقة التي نظمتها مجلة (الأزمنة الحديثة) عن السلام في الشرق الأوسط في سنة 1979، التي عقدت في شقة فوكو في باريس، حيث يقول إدوارد سعيد (سرعان ما أوضح لي فوكو أن ليس لديه ما يقدمه للحلقة، وأنه سيغادر مباشرة إلى (المكتبة الوطنية) لمتابعة أبحاثه اليومية. في نهاية الثمانينيات، قال لي جيل دولوز إن علاقته بفوكو انقطعت بسبب قضية فلسطين، مع أنهما كانا صديقين حميمين، ففوكو يؤيد إسرائيل ودولوز يؤيد الفلسطينيين). (راجع،
Edward Said , "Diary: An Encounter with Jean Paul Sartre" London of Review Books, vol.22, no 11, (1 June 2000), p.p 42-43).
وقد ترجم المقال فواز طرابلسي إلى العربية في مجلة الدراسات الفلسطينية في عددها 103 خريف 2015، ص١٣٢٠.
٩. كارل لينيوس (Carl Linnaeus)/ عالم نبات سويدي الجنسية، عُرف بعد أن صنّفه ملك السويد أدولف فريدريك عام 1757 كأحد النبلاء (كارل فون لينيه). ولد عام 1707م وتوفي عام 1778م. وكان طبيبًا وجيولوجيًّا ومربيًا وعالم حيوان. وهو رائد علم التصنيف الحديث ويعتبر أحد آباء علم البيئة. ألف كتاب نظام الطبيعة (Systema Naturae) الذي وضع فيه أسس التصنيف العلمي الحديث؛ فهو أول من وضع نظام التسمية الثنائية (أي اسم الجنس واسم النوع). ومن أعماله الأخرى المهمة: أجناس النبات (1738)، فلسفة النبات (1751)، أنواع النبات (1753).
١٠. العرقنة (raciation)/ إسناد هوية عرقية إلى جماعة بشرية (او غيرها كالعلاقات والممارسات) لم تكن قد حددت نفسها على هذا النحو. وتتولد العرقنة من تفاعل جماعتين بشريتين، إحداهما مهيمنة تسعى إلى عرقنة او إسناد هوية إلى الجماعة الخاضعة، قصد استمرار هيمنتها. وفي حين أن العرقنة تتولد من الهيمنة فإن الجماعة التي يقع عليها فعل العرقنة غالبًا ما تنتهي بتحديد نفسها، بالتدريج بتلك الهوية وبل إلى اعتناقها. وقد شاعت تلك العمليات عبر التاريخ الإمبريالي والقومي والتسلسلات الهرمية.
(راجع، أميا كومار باغشتي. (2019). العبور الخطر، الجنس البشري والصعود العالمي لرأس المال. ترجمة عمر سليم التلّ. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات).
١١. تعدد الأشكال (Polymorphism)‏/ في علم الأحياء يحدث عندما يتواجد نمطان ظاهريان مختلفان أو أكثر في نفس التجمع الأحيائي للنوع، أي بكلمات أخرى، يظهر أكثر من شكل واحد. حتى تُصَّنف الأشكال على أنها كذلك، يجب أن تظهر بنفس الموطن وبنفس الوقت وينبغي أن تكون تابعة لتجمع أحيائي عشوائي التزاوج.
يمكن استخدام مصطلح تعدد الصفات الظاهرية لتوضيح الفكرة التي تنص على نشوء الأشكال المختلفة من نفس النمط الوراثي. وتعدد الأشكال الوراثية مصطلحٌ يستخدمه علماء الوراثة وعلماء البيولوجيا الجزيئية بشكل مختلف بعض الشيء لوصف طفرات معينة في النمط الوراثي، مثل الأشكال المتعددة للنوكليوتيدات الفردية التي قد لا تتوافق دائماً مع النمط الظاهر، ولكنها تتوافق دائماً مع فرع في الشجرة الوراثية.
حيث يشير تعدد الأشكال، فيما يتعلق بعلم الجينوم، إلى وجود شكلين مختلفين أو أكثر من تسلسل DNA معين يمكن أن يحدث بين أفراد أو مجموعات سكانية مختلفة. يتضمن النوع الأكثر شيوعًا من تعدد الأشكال التباين في نوكليوتيد واحد (يُسمى أيضًا تعدد الأشكال أحادي النوكليوتيدات، أو SNP). يمكن أن تكون الأشكال المتعددة الأخرى أكبر بكثير، وتشمل امتدادات أطول من الحمض النووي.
١٢. إرنست ماير (Ernst Mayr)/ هو عالم بيولوجيا ألماني -أمريكي (1904-2005) يعتبر أحد أشهر علماء البيولوجيا في القرن 20، اختص في علم التصنيف وعلم الطيور وتاريخ العلوم، عمله ساهم في الثورة التصورية والذي ربط بين الإصطناع التطوري الحديث مع نظام علم الوراثة الذي إكتشفه غريغور مندل مع نظرية التطور الداروينية وطور مفهوم النوع، وقد حاز على عدة جوائز لإكتشفاته.
على الرغم من افتراض تشارلز داروين وآخرون أن الأنواع المتعددة يمكن أن تتطور من سلف مشترك واحد إلا أن الآلية التي حدث بها ذلك لم تكن مفهومة، مما خلق مشكلة الأنواع. تناول إرنست ماير المشكلة بتقديم تعريفٍ جديد للأنواع في كتابه (النظاميات وأصل الأنواع) في عام 1942. كتب ماير أن الأنواع ليست مجرد مجموعةٍ من الأفراد المتشابهين من الناحية الشكلية، بل هي مجموعةٌ لا يمكنها أن تتكاثر إلا فيما بينها باستثناء جميع الأنواع الأخرى. بحلول وقت وفاته، كان قد قام بتسمية حوالي 25 نوعًا جديدًا من الطيور و 410 نوعًا فرعيًا.
١٣.تأتي العبارة من Ernst Mayrʹs Populations, species, and evolution (Harvard University Press, 1970), 394.
يستشهد روفي بهذا العمل - في ترجمته الفرنسية،
Populations, espèces et evolution, translated by Yves Guy (Paris: Hermann, 1974)—throughout De la biologie à la culture this phrase is quoted on page 415 (citing page 435 of the French translation of Mayr(.
في الواقع، أخطأ روفي وفوكو في الاقتباس من ماير: ما اقتبسه فوكو على أنه (تجمع الجينات التواصلية)، ونقل روفي (مجموعة واحدة من الجينات التواصلية)، بينما في الواقع جملة ماير تقول (هم [البشر] يشكلون مجموعة من تجمعات الجينات المترابطة)، في الترجمة الفرنسية
(Elles forment un seul lot de pools de genes intercommunicants).
١٤. التاريخ الحيوي (bio-history)/ هو مدرسة جديدة نسبيًا في التأريخ على الرغم من تطورها في أواخر القرن التاسع عشر. يُعرَّف التاريخ الحيوي، وفقًا للمؤرخ الحيوي ستيفن بويدن، بأنه "نظام متماسك للمعرفة، أو مجال للدراسة، يعكس التسلسل الواسع للأحداث في تاريخ المحيط الحيوي والحضارة، من بداية الحياة إلى يومنا هذا." بالنسبة للمؤرخين الذين يدرسون في هذه المدرسة، فإن أحد المبادئ الرئيسية هو فهم العلاقة بين المحيط الحيوي، والمجموعة الكلية للنظم البيئية للأرض مجتمعة ومختلف العناصر البشرية، بما في ذلك التكيفات الثقافية وتأثير القوى البيولوجية على المجتمع. أحد الأشياء التي تجعل التاريخ الحيوي فريدًا هو أن "نقطة البداية هي تاريخ الحياة على الأرض، والمبادئ والحقائق الأساسية للتطور، والميراث الجيني، والبيئة، وعلم وظائف الأعضاء . بعد ذلك، يتحول الأمر إلى النظر في الخلفية التطورية ، وعلم الأحياء والحساسيات الفطرية للجنس البشري ، وظهور تطور استعداد الإنسان للثقافة ".
نشأ التاريخ الحيوي من العديد من المدارس والتخصصات المختلفة بما في ذلك مدرسة الحوليات والتاريخ البيئي والجغرافيا البشرية وعلم الأحياء الاجتماعي بالإضافة إلى النظرية الداروينية.
لمعرفة المزيد يرجى مراجعة
. (Jim Penman.(2015). Biohistory. Cambridge Scholars Publishing)
١٥. السياسة الحيوية (bio-politics)/ تشير السياسة الحيوية إلى العلاقات السياسية بين إدارة أو تنظيم حياة الأنواع وسكان المنطقة ، حيث تقيم السياسة والقانون الحياة بناءً على الثوابت والسمات المتصورة. كتب ميشيل فوكو، وألقى محاضرات عن نظريته في السياسة الحيوية، أنها "لضمان الحياة واستدامتها ومضاعفتها، ولتنظيم هذه الحياة". يمكن إرجاع المفاهيم السابقة للمفهوم إلى العصور الوسطى في عمل بوليكراتيكوس لجون سالزبوري، حيث صاغ مصطلح الجسد السياسي. استخدم مصطلح السياسة الحيوية لأول مرة من قبل رودولف كيلين، وهو عالم سياسي صاغ أيضًا مصطلح الجغرافيا السياسية، في عمله المؤلف من مجلدين عام 1905 ( القوى العظمى). استخدم كيلين المصطلح في سياق هدفه لدراسة "الحرب الأهلية بين المجموعات الاجتماعية" (التي تشمل الدولة) من منظور بيولوجي، وبالتالي أطلق على تخصصه المفترض (السياسة الحيوية). في وجهة نظر كيلين العضوية، كانت الدولة كائن حي شبه بيولوجي، "مخلوق فردي خارق". استخدم النازيون أيضًا المصطلح لاحقًا في سياق سياستهم العنصرية، حيث استخدمه هانز رايتر في خطاب ألقاه عام 1934 للإشارة إلى مفهومهم عن الأمة والدولة على أساس التفوق العنصري.
في دراسات العلوم السياسية الأمريكية المعاصرة، ينقسم استخدام المصطلح في الغالب بين مجموعة ما بعد البنيوية باستخدام المعنى الذي حدده فوكو (للدلالة على السلطة الاجتماعية والسياسية على الحياة) ومجموعة أخرى تستخدمه للدلالة على الدراسات المتعلقة بالبيولوجيا والعلوم السياسية.
ناقش ميشيل فوكو أفكاره حول السياسة الحيوية لأول مرة في سلسلة محاضراته بعنوان "يجب الدفاع عن المجتمع" في كوليج دو فرانس من عام 1975 إلى عام 1976، وبسط سلطة الدولة على كل من الأجسام المادية والسياسية للسكان. فإن مفهوم السياسة الحيوية الذي طوره فوكو أصبح بارزًا في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وصف فوكو السياسة الحيوية على أنها "تقنية جديدة للسلطة ... [الموجودة] على مستوى مختلف، وعلى نطاق مختلف، و [التي] لها مجال تأثير مختلف، وتستخدم أدوات مختلفة تمامًا. أكثر من آلية تأديبية، تعمل السياسة الحيوية لفوكو كجهاز تحكم يمارس على السكان ككل أو، كما ذكر فوكو، (كتلة عالمية). في السنوات التي تلت ذلك، واصل فوكو تطوير مفاهيمه عن السياسة الحيوية في محاضراته "ولادة السياسة الحيوية" و "شجاعة الحقيقة".
أعطى فوكو أمثلة عديدة لسيطرة السياسية الحيوية عندما ذكر المفهوم لأول مرة في عام 1976. وتشمل هذه الأمثلة "نسبة المواليد إلى الوفيات، ومعدل الإنجاب، وخصوبة السكان، وما إلى ذلك." قارن طريقة السيطرة الاجتماعية هذه بالسلطة السياسية في العصور الوسطى. في حين أن الأوبئة في العصور الوسطى جعلت الموت جزءًا دائمًا ودائمًا من الحياة، فقد تم تغيير ذلك في نهاية القرن الثامن عشر مع إدخال البيئة في العلوم البيولوجية. ثم يعطي فوكو تناقضات مختلفة عن العلوم الفيزيائية التي كان فيها التصنيع إلى الواجهة من خلال مفهوم العمل، حيث يجادل فوكو بعد ذلك أن السلطة تبدأ في أن تصبح هدفًا لهذه البيئة بحلول القرن السابع عشر. سمح تطوير اللقاحات والأدوية التي تتعامل مع النظافة العامة باحتجاز (و / أو حجب) الموت عن مجموعات سكانية معينة. كان هذا إدخال "آليات أكثر دقة وعقلانية: التأمين ، والمدخرات الفردية والجماعية، وإجراءات السلامة، وما إلى ذلك.
بالنسبة لفوكو، فإنها تشير إلى ممارسات وصلاحيات شبكة السلطة التي تدير تخصصات الجسد والسكان. إنها منطقة لقاء بين السلطة ومجالات الحياة. الذي يتحقق بشكل كامل في عصر معين: عصر الانتشار الكامل والشامل للرأسمالية.
فالسياسة الحيوية تشير إلى السياسة التي تمارس سلطتها على كائنات بيولوجية يعيشون في وسط بيئي معين. ومن هو خارج هذه السلطة يسميه فوكو ذوات لاتعاقدية. مثل المنحرف والتلميذ والجندي والعامل. ونظرا لهامشيتهم وابتعادهم عن السلطة بالمعنى الليبرالي، فليس لهم اهمية في الكشف عن حقيقة السلطة. أما فوكو على العكس يبحث عن السلطة في اولئك الافراد.
يميز فوكو بين ثلاثة مجالات للقوة بوصفها اطر أو ميكانيزمات لممارسة السلطة. التي تظهر على مستوى السياسات الصغرى، وهي:
• السيادة.
• الانضباط.
• الامن.
لمعرفة المزيد حول الموضوع يرجى مراجعة
١. (راجع، ميشيل فوكو.(2022). مولد السياسة الحيوية. ترجمة الزواوي بغوره. منتدى العلاقات العربية والدولية).
٢.(راجع، زهير الخويلدي. (2020). اختراع السياسة الحيوية من طرف ميشيل فوكو. الحوار المتمدن.
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=682801&r=0 .
١٦. الحفاظ على الذات (self-preservation)/وَيُسمى أيضاً حفظ النفس وَغريزة الحفاظ على النَفس وَ غريزة البقاء وحب البقاء، ويُعرف على أنهُ السُلوك الذي يَضمن بقاء الكائن على قَيد الحياة، وَيكاد يَكون هذا السَلوك مُنتشراً بين جميع الكائنات الحية، وَيُعتبر الخوف والألم جُزء من هذا السُلوك.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤
- هربرت سبنسر/٣
- هربرت سبنسر/ ٢
- هربرت سبنسر / ١
- المثلية الجنسية ( نظرية الكوير والبناء الاجتماعي للجنسانية)
- المثلية الجنسية في تاريخ الفلسفة
- سماح ادريس ... شجاعة استكمال المسيرة
- سهد التهجير /15
- اكوام من الرماد في قدر الدم
- ردا على غادة السمان
- الاستشراق السياسي و الطبقة المتوسطة و المهمشة / 1 !!! 1
- قيمة الدم و البيوت ؟
- و هل يمتلئ الخيال ؟!!!
- سهد التهجير /14
- سهد التهجير /13
- بغداد ام بيروت ..... الهم واحد
- سهد التهجير /12


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام جاسم - التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية