أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - اكوام من الرماد في قدر الدم














المزيد.....

اكوام من الرماد في قدر الدم


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 23:31
المحور: الادب والفن
    


ركض لاهثا حول الدخان الكثيف ينعانق انفه بكمامه سوداء
تنزعج اذنه المطبقه من  أصوات اللاهثين الآخرين ممن ركضوا بعده
لكن اقدامه كانت أسرع من أقدامهم و صمته أكثر حرقه من صراخهم
كثافة الدخان كانت اشد منه و منهم
لم تكد العيون ترى امامها الا السواد
توقف اللاهثين المهطعين و صمتت الأصوات
ظن أن اذنه حجزت اصواتهم للأبد
ظن أن الدخان منعهم
حتى عندما توقف داخل السواد بقيت اقدامه تدب على الأرض رافضه الوقوف
لم تبقى لديه من حاسه سوى اللمس ليشق بها طريق السواد كاشفا ما يحتويه .
تلمس الحديد ..... انه باب موصود
انه ....... مغلق
يضرب فيه بلا جدوى
يدق عليه بلا ...... بلا ......
اختنقت رئتاه
و ارتجفت يداه
و حال بينه و بينها الف سور و سور من السواد
هبطت قدماه
و غاصت جفناه

و في الافاقه لم يجد الا النور يملأ المكان
كأن حلم قديم او حكاية الجده تحاك حول بيوت الطين و النار .

اين هي ؟
اين........اه
ايناها
ايناها
و انطبقت الكلمات في كلمة واحده
اغدقته الايادي بالاوكسجين و حامت عليه الوجوة المضطربة .
عرف انها غادرت
تيقن بالآتي
فتحت حدقته بالدهشه
و رسم جلده الرعشه

لالالالالالالالالا ......
اندمجت اللاات معا و سكبها اللعاب حول الفم نحو الخارج
رجعت الايادي نفسها تغله و تكتمه بجهاز التنفس
يدفعها عنه و ترجع له بالقوة و الغصب و القضب و النهب .
كأنها مصيره و بيان ولادته و مماته و سجن لا تعلم عنه الالهه  شيئا .

جاء الزائر..... جاء الزائر
هرولت الايادي الممسكة بالجهاز نحو التصفيق و التهليل و التبريك.
ابتعدت عنه حينها
و بصق هو ما بقى منها على السرير الابيض
نظر ليديه مشعتان من الضباب الأسود  .
تلون السرير الابيض بالسواد و الدم
لوحه خاصه و سرية  ترمى بعد الهرج نحو القمامه  .

هرب جسده من الغرفه غير مبالي لصاحب السمو الذي زار الراقدين المكتسين بالسواد .
دفع الكتل البشرية  البيضاء لم يعد للألوان وجود في مساره
و كلما يدفع تشده الايادي للوراء لكنه اقدر منهم على الانفلات
سبح خلالهم وصولا لصاحب السمو  يرتدي الاطواق حامله  الابتسامة يرتدي الأسود ......  ترتفع الايادي بحرارتها حوله لترتطم ببعضها البعض
صوت التصفيق له رنه عالية لكن يداه صداها اقوى من الرنين المفتعل
طرقت اقدامه كتله بشرية ما و هو يركض نحو الخارج
توقف التصفيق ...... رجع بنظره للخلف ليجد صاحب الاطواق على الأرض ساجدا يلملم كتلته البشرية السمينه للقيام
لكن الايادي البيضاء ساعدته على النهوض و اكتمل التصفيق بالصفير .

سمع وقع أقدام اخره تجارية في الركض لم يلتفت وواصل الطريق نحو السواد
عبر الزجاج المحطم و قطع الاواني المحترقه
و تلطخ جسده باكواد من الرماد الأسود المائل للازرق
وجد نفسه  داخل السواد لكنه خالي من الدخان خالي من الاختناق .
ظل يناديها لعلها تسمع
و ينادي و ينادي إلى أن مسكته الايادي و انحدر جسده على الأرض مسحوبا

- اين هي ؟

- من هي ؟

- ابنتي ..... كانت هنا في السواد البارحه.

- هههههههههه يجب أن تحمد الالهه و صاحب السمو لأنك حي ازرق.
الباقي من الطابور فقدوا أكثر من فرد داخل السواد .
انت محظوظ.

- ماذا افعل لاراها

-افتح هذة الاكياس ....... هناك استدر يسارا نحو الأسفلت بالقرب من الخرده.
من الذي بعده ؟!!.......
دفعه المنتظرين عن الطابور ليحيد عن المسار المستقيم.

فتح الأكياس السوداء لم يجد فيها سوى الرماد المطحون و قطعه عظم صغير هرب من الطحن و كل الأكياس تتشابه بما تحتويه فكيف يعرفها بعد أن اختفت داخل السواد
كيف يمكن أن يبتلع السواد أحدهم ليحوله إلى كومه صغيره من الرماد ؟!!!!
اين يختفي القلب و اين بقية الأعضاء كيف تختفي دون وداع ؟!!!
كيف يمكن أن تبقى ذكرى انسان رماد مختلط ببعض القطع من القمامه و الحديد و الحجارة الصغيرة !!!!!!!

صرخ أحدهم أمامه ليست هي او هو او هما او هم
و فتح كيس آخر  .

تهامس مع نفسه كيف يمكن ان يتعرف أحدهم على أحدهم و يكشفه داخل السواد !!!

- كيف تعرفهم  ؟

- من التحليل لقطع الرماد لعلي أجد ما يقودني لصاحبه.

- و هل لي أن أجدها ؟

- أبتعد عني يا مختل لا وقت  لدي فقدت 7 و اريد قطعه منهم ادفنها كي تقابل الالهه.

- الالهه !!! هل هذا ما يشغلك  لترتضيه..... اطمئن هو يعرفهم دون بحث منك .

قام بالتحليل للرماد المتواجد في الأكياس السوداء و ما هي إلا لحظات حتى وجد قطعة صغيرة من القماش ابت ان تذوب في السواد و حمت نفسها ببقايا العظام المطحونه
عرفها من لون القماش كأنه لم يرى لونا في حياته سواه
عادت له القدرة على تمييز الألوان فجأة حينما رأها
صرخ وجدتها .....وجدتها
اقتادوه نحو أحد المناضد و الكراسي
سجل اسمه و وقع على الورقه و ختم له الضابط على الكيس الحاوي على الرماد
اخذه فرحا.........و تطاير قفزا 
و رقص رقصة الحصان حاملا الكيس .
و هرول مبتعدا عن الجميع ترعاه شمس الظهيرة .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على غادة السمان
- الاستشراق السياسي و الطبقة المتوسطة و المهمشة / 1 !!! 1
- قيمة الدم و البيوت ؟
- و هل يمتلئ الخيال ؟!!!
- سهد التهجير /14
- سهد التهجير /13
- بغداد ام بيروت ..... الهم واحد
- سهد التهجير /12
- سهد التهجير /11
- سهد التهجير / 10
- سهد التهجير /9
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 3
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 2
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 1
- سهد التهجير /8
- سهد التهجير /7
- سهد التهجير /6
- سهد التهجير /5
- سهد التهجير /4
- أغلق الباب بقوة !!!!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - اكوام من الرماد في قدر الدم