حسام جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 22:07
المحور:
الادب والفن
أغلق الباب بقوة و هبطت الأجساد الزائدة بلزوجة العرق و رائحة الصيف الجافه تتلمس الحائط الممتد على طول الممر الغير مرئي
اعتقدوا بطريقة سيرهم لأول مرة بأنهم يسيرون داخل ممر لنفق ما
لا رؤية واضحة فخيالهم توحدت رؤيته و بنى الدماغ على أنه ممر لنفق
أغلقت عيونهم بملابسهم الداخلية و السير يتم بملامسة الأكتاف بشكل عمودي متسلسل احدهم يتبع الآخر بملامسة الكتف
تمر بعض الهمسات البعيدة الصغيرة مع رائحة الأجساد و عرق الأكتاف
ايقنوا أنه مكان مغلق
تعثر احدهم فجأة و التوى كاحله فالتوى معه الجميع فاستفاق الممر مداه كاشفا عن مساحة كبيرة تبعثرت فيها أكوام من اللحوم البشرية سقطت أحدها على أعضاء الاخرى و دخل فم احدهم في شعر الآخر
و الآخر هوى بقدمة على أصابع احدهم
و تداخلت الأجساد بالتراطم كامواج البحر
اين اختفى الصوت
لا صوت
لا الم
استعادوا رونقهم و مضى قطار الأجساد برحلته المستقيمة باللمس
انتهى الحائط نحو الانعطاف يساراً انسحبت إحدى الأيادي تعباً و تقدمت نحو الانعطاف يميناً و قادت المسير عكس المتوقع
انقسمت الأجساد المتلاحمة إلى فريقين من اللحوم العارية
من انعطفوا يساراً توقفوا فجأة عن الحركة
هناك رذاذ ماء تشعر به أجسادهم الدبقه أنه دافىء
و من التقدم تزداد حرارته نحو الجحيم
استمر التدافع للهرب لكنهم عجزوا عن العودة توقفوا في اماكنهم ادركوا بالتلامس و التدافع العنيف انهم ثلاثه فقط
اين باقي الأجساد؟!!
يصرخون بلا صوت
تنفتح افواههم نحو نهايتها بلا صدى يعود للاذن
ادركوا ان حاسة اللمس هي الوحيدة معهم الان
تدافعوا و هاجوا و تلاطموا و امتزجت الأجساد الثلاثة معا كالكرة و تدرحجت أعضاءهم التناسلية معهم
اتجهت كرة الأجساد نحو نهايتها في حفرة التقطيع
ارتطمت حافة القطع مع ورك احدهم إلى راس الآخر
و دخل اصبع الآخر في فم احدهم
تهشمت الأجساد لتصبح لحما طازجا
تم رمي الأعضاء التناسلية خارج الحفرة لعدم اهليتها بعد الآن و تم ايقاد النار .
تحسس جسد من انعطفوا يميناً بالحرارة القادمة من اليسار و كلما تقدموا بالمسير انخفضت درجة الحرارة حتى احسوا بالبرد
الانجماد اخذ يسحبهم نحوه
تلاصقت الأجساد و تحسست أعضاءها التناسلية فوجدتها منتصبه باردة فقدت احساسها بالألم و الحركة
ازداد التلاصق حتى أصبحوا كتلة واحدة من الثلج لا يمكن انفصالها
تدحرجت الأجساد نحو الحفرة و اغلق الباب بقوة .
#حسام_جاسم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟