أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسام جاسم - سعادة الخيال المعاصر















المزيد.....

سعادة الخيال المعاصر


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 14:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا يوجد أكثر من الخيال سبيلاً للخروج من عالم متوحش يبطش
تسري الخيالات لتعوض نقص الواقع و تمنحك التعايش معه
لا يوجد إبداع دون خيال سبقه و لا اعترف بالنصوص القطعية دون نقطه شك من الخيال .
تخيلت في طفولتي أنني احمل شعلة من النار تدور في أرجاء المدينة و تحرق الوجوة الملثمه
تتلثم الوجوة بعد الاحتلال الأمريكي للمقاومة
( و لتكون المقاومة حرة لا يجب إخفاء كرامة الإنسان
و كرامة الإنسان هو الوجة
لوحة من الخيال في حوار العيون و نطق الشفاة و تجاعيد الملامح في الغضب و الثورة و في القهر و الجنس )
تعابير الوجوة الصادقة هي كرامتها و اثبات وجودها
تنطلق القذائف من المثلمين و الارهابيين و ترجع للبيوت عن طريق الطائرات الامريكية
تتهدم البيوت المطلة على الصوت المنطلق لترد عليها
أكوام بشرية من اللحم و غبار برائحة النار
كانت مدينتي تشهد حينها معارك طاحنه بل أصبح صوت القذائف الأمريكية فطرة سليمه و عندما تقوم الهدنه لبضعه ايام كنت اتساءل هل الغناء و الرقص هو سبب هذا البلاء من السماء التي تطوقها الطائرات الحربية كما يسمونها قوات التحالف السلمي لتحرير العراق ؟
من ماذا يحرروننا و ما علاقة التحرير الوطني العراقي بأمريكا و بريطانيا ؟!!
و علاقة النفط بالحرية و الديمقراطية ؟!
و هل يمكن أن يحرر الزائر الغريب أهل الدار و يكرمهم من طعامهم ايضا ؟!!!
و لماذا كلما زاد القصف زادت الخرافات الدينية و زادت معه تلثيم النساء بالسواد !!!!
كيف يمكن أن يكون النقاب سببا للتحرير الوطني ؟!!
لم أصدق.....لم يصدق عقلي ما يقوله الناس في الشارع و في الطريق إلى المدرسة و حتى في التلفاز
لم يبقى امامي الا مجلات الازياء الايطالية ارى فيها ما لم أراه انهم بشر مثلنا نعم ....انهم مثلنا
يتشابهون معنا جسديا لكنهم لا يخافون من إظهار الأيادي و الرؤوس البشرية و تساءلت مع نفسي
هل ستحل عليهم اللعنه و يأتي عليهم الاستعمار ليحاربوه بتغطية جسد نساءهم و عزلهن عن الحياة ؟
و هل لديهم تحرير وطني.....هل يعرفون السيد فلان و الشيخ علان !!!!
هل يعرفون الجامع الكبير الذي كسر زجاج منزلنا بالعويل للاخرة و الطاعة و النقاب !!!
ما علاقة التحرير الوطني بالجسد !!!
ذهبت لاحد الأصدقاء و انا ا حمل المجلة لأنه لم يصدقني حينما اقول له يوجد بشر مثلنا لا يغطون رؤوسهم و لا يغلقون ابوابهم بالحديد و لا يشاركون بمسيرات اللطم المقدس لتعذيب الجسد
كان يقول لي : انت تشاهد افلام كارتون نسائية فلا يوجد هكذا اطفال او نساء في الأرض التي نسكنها
كانت الأرض بالنسبة لصديقي هي مدينتنا فقط
و حين راى صور المجلة قال انهم مسيحيون او يهود انهم كفره لا يتبعون السيد
و قلت له ما علاقة ظهور الشعر بالكفر ؟
قال الشعر هو سبب العذاب الذي نعيشه فأمريكا تريدنا ان نخلع ثيابنا و نمشي عراه في الشوارع
و حين سألته هل ظهور الشعر و الأيادي البشرية عورة كاعضاء التناسل ؟
أجاب بأنها سبب الكوارث و القصف الجوي لمدينتا
كنت اصمت و لا اجادل أحدا كنت اسمع الكثير و الشيء الذي لا اقتنع به ارمية و ابقى باحثاً عن إجابات لأسئلتي وسط رفوف مكتبة أبي للكتب
لم يجني ابي اي ثروة من الدكتاتورية القديمه كما تسمى و لم يأخذ شيئا من الحرية الأمريكية الجديدة بالنقاب الملثم .

منذ طفولتي البائسة نسبيا (كما اقيمها انا و ليس كما يقيمها الحاكم الاله او القطيع الجمعي ) و انا اتساءل ما علاقة الشعر بالسياسة و ما علاقة تغطية الوجوة بالجامع !!!
ما علاقة جسد المرأة بالأعلى سماويا و الأدنى ( الحاكم بأمر اللة ) ارضيا ؟!!
هل شعر الأطفال الحر يسبب دخول الاستعمار الأمريكي !!!

لا سعادة انشدها و لا إجابة شافية الا الخيال
اطير معه و ترتفع كعوب أقدامي فوق البيوت المدمرة
و اصمت بقوة و اصرخ مع خيالي و اناقشه
اتكلم معه و اعصر أصابعي و اتساءل عن الله الذي ترك الصراع الدموي بلا طيور الابابيل
و أسأله قبل أن يدركني الغفو اين انت منا ؟
و حين اصحو فجرا اطلب العفو عما اختليت به مع نفسي ليلاً
و لأن الله يقرأ القلوب لم يصمت الدعاء لدي بل اناقشه يومياً متى ستنزل المعجزات ؟
أليس القصف الليلي في منطقتي اشد فظاعة و كفراً من قوم عاد و ثمود ؟!!!
لكنها الصمت و كأن السماء تقول لي الأقوى سينتصر .

اتجهت الجماعات الإسلامية المسلحة من مقاومة الأمريكان إلى مقاومة شعر المراة و الشورت القصير للرجل !!!
انحرفت المقاومات الشعبية و لم يبقى سوى الجهاد باسم القرآن و ليس اتحاد القوى الشعبية الوطنية
تدراكت امريكا موقفها مما تفعله الجماعات الإسلامية لضرب قوى اليسار و النضال و هلهلت فرحاً بل أصبحت تداعب قوى الإسلام السياسي في البرلمان و تحاربة خارج البرلمان حول البيوت
كالقط و الفأر أصبحت المليشيات الدينية و أسلحتها موجهه نحو المعارضين لأمريكا و الإسلام السياسي!!!
افرج الأمريكان عن الجهاديين من الجماعات المسلحة الإسلامية بعد أن تم رصدهم
و تم تجنيدهم من إيران و الولايات المتحدة لقتل كل شيء يعارض حتى التماثيل
تم اعتبار التماثيل في الساحات العامه كافرة و يجب ازالتها لانها تمجد الأجداد و ابطال الجيش العراقي السابق .

نشرت الطائرات الامريكية في مدرستي عدداً من المنشورات الورقية الملونة
ركض الأطفال نحو الصور و اخذت انا إحداها
مكتوب عليها من يمتلك معلومات عن هذا المجرم له فدية بالملايين مرفقه بصورة لاحد المطلوبين لقوات التحالف
خلف المنشور كتب الحق و العدل اساس الملك و تعليمات مع رقم الاتصال
كان معي صديق نظر لي بازدراء و قال : هل تصدق الأمريكان!! انهم كاذبون يعرفون مكان هذا المجرم لكنه متعاون معهم و انا شخصياً اعرفه يذهب يومياً للتسوق داخل المدينه و له مشجعين من الشعب بل أصبح مقاوماً يقتل البشر ليلاً و يذهب للصلاة يوم الجمعة و امريكا تعلم ذلك جيدا لكنها تسانده لكي يقال بأن هناك ارهاب منظم داخل العراق كي تطول عملية الاحتلال .

تحول الخيال في زمن ما إلى حقيقة معاصرة عشتها حينما حرق الشعب المقهور بمقتل أبناءه و بناته مقرات الاستعمار و اغلقها في الناصرية و بغداد و النجف و البصرة و خرج بالآلاف نحو الحرية والكرامة .
تحول الخوف في زمن ما إلى صرخه عالية معاصرة رفضت الاستكانة للظلم والاستبداد .

كأن احلام الطفولة المشردة تحققت قبل موتي
و كأن الله استجاب لصلاتي قبل أن ابعث إليه .
كأن صوت جدي ( محسن )الذي قطع اذن الانكليز في ثورة العشرين بعث من جديد في فم الثورة .
و كأن صوت ام جدتي (كلثومه) فوق المشحوف بسلاحها البدائي تحرس الأطفال من الحرائق بعد هجوم الانكليز على قرى الفرات الأوسط ينادي وسط ساحة التحرير اغاني و مقولات شعبية تلهب شعاع الثورة الجديدة كما ألهبت سابقاً ثورة العشرين الحرة .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
- الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
- احاديث دينية في سن السادسة
- الشمس تحدق في الزقاق
- حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
- ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
- الله و الديمقراطية
- عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1


المزيد.....




- تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
- بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
- كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط محاولة بيرني ساندرز لمنع بيع الأسلحة ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي
- “الإنسانية” في حوار مع الرفيق جورج ابراهيم عبدالله بالقبيات ...
- بيان الحزب الشيوعي السوداني بشأن بإعلان الحكومة الموازية برئ ...
- بيان حول “شحنة عسكرية جديدة تمرّ عبر ميناء طنجة المتوسط في ط ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسام جاسم - سعادة الخيال المعاصر