أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - باعدت بين ساقيها !!!














المزيد.....

باعدت بين ساقيها !!!


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


باعدت بين ساقيها و أغمضت العينين لبرهه
التوى جسدها تحت الغطاء الخشن
تناغمت حركة الجسد مع الغطاء تذبذبت الأطراف و تقوس الظهر
فتحت عيناها لم تجد الضوء تلاصقت الجدران برسومات الرطوبة و شحيح الأملاح التي غزت الغرفة !!
تمت الأجواء على حسن الختام ببعض الدخان
تلتقط الأنفاس من فمه نحو فمها
ياخذها الدخان لتشويش الإضاءة تغرق الغرفة بالضباب
و تكتمل أنفاس النشوة مع أنفاس التقاط السيجار

ضوء الشمعة يتذبذب نحو الرعشه تتكسر موجاتة
و ينغمر الجسدان نحو بعضهما
تنغمس الأعضاء و و تتباعد و هكذا تتكرر العملية إلى نهاية آخر صرخة منه
لم تعرف هي الصراخ في النشوة
لم تعرف الاحساس بالانفاس اللاهثه
صامته مذهوله
و هو مغمض العينين ينعم بالنعومة منها و هي تاخذ ملمس جسدة الخشن الحاد بنهايات أصابعه المدببه
تنغرس في لحمها و شعرها و أحيانا تنغرس في الجزء العلوي من الصدر لتدخل احيانا اخرى في الجزء السفلي بين الفخذين
يقال ان إدخال الاصابع و العضو المميز لدى الذكر يجلب النشوة
لم تحصل هي إلا على حركات بهلوانية فقط
يرفعها فوقه لدقيقة و يطرحها أرضا و يجثم فوقها في الدقيقة الأخرى
حفظت درس الحركات السياسية في الفراش و عرفته بواسطة حركاته ان كان غاضبا او فرحا في هذا اليوم
ان كان يبحث عن المرح أو لتفريغ مكبوت العمل بعد العودة من المكتب
رغم ذلك لم تعرف النشوة معه و معنى صرخات النهاية !!

لم تعرف الأدب الا في قلة ادبه و دخان سجائرة بعد الانتهاء من الرفع و الدفع و القيام و السجود
تنتهي نشوته ليضفي عليها المزاج بالدخان و قد يبصق أحيانا على يساره عند الانتهاء منها .

تتجمد في السرير و تنظر نحو السقف المبلل تتساقط منه بعض القطرات في الشتاء و في الصيف تتساقط منه بعض البودره البيضاء من الأملاح و بقايا الأسمنت
تتذكر اول نشوة لها دون سرير كانت مع الحب الأول رجل قديم ملامحه راسخه لا تشيخ في مخيلتها
عيونه تمنحها الصرخات من اول نظرة
و يداه تمنحها المزاج من اول لمسه
بسرعه تتحسس عذريتها و تهرب منه
تعتقد أنها أصبحت بلا عذرية معه حين يلمس او ينظر نحوها
كان حبا او شغفا او جنونا و الا لماذا احست بالنشوة معه بنظرة فقط
و الان مع زوجها الشرعي المحترم لم تحس بها او تدركها
بمرور الزمن تختفي و تنعدم و يصبح جسدها ينهض فقط لأداء واجب الأسرة والمجتمع المحترم
يتفاعل الجسد للتكيف مع البرود السائد في السياسة و الدين و الفلسفة
تجتمع الآراء نحو الشرعية الصامته او الخيانه السرية
تصبح المجوهرات و الاكسسوارات و الازياء و البيوت و السيارات مهمه لأداء الواجب فقط لا قيمه لها الا لتسيير حياتها البارده .

لم تأخذ قبله صادقه منذ رحيل ذلك الرجل القديم في سن السادسة عشر
لا زال السقف الرطب يتساقط عليها بمواد البناء
الدخان ملأ الغرفة و السقف و المسافه نحو الزوج تباعدت بل اختفى هو و رحل للحظات قبل أن تنطفئ السيجارة في صحن الطعام
كان لا يضع الأشياء بأماكنها الصحيحه عشوائي لا يميل للنظافة بشيء يذكر الا عند لقاء أحد المدراء التنفيذيين في العمل
في ايام الاجازة لا يأبه الا لسيجارة و كأس
جسدها كان ضمن احتياجات الاجازة للتنفيس عنه بعد ضغط السياسة و الدين و الأدب و الفلسفة !
لم يتناقشا في الكتب و القراءة استقلت بمكتبتها عنه و اخذ هو مكتبتة الخاصه في ركن الغرفه
تمتلئ رفوف مكتبتها الصغيرة بكتب الفلسفه و التحرر و ثقافة العصيان السياسي و ثورات الغضب !!
تمتلئ رفوف مكتبته بكتب الدين و الشرع و الطاعة و حجه الحجاب لأمهات المؤمنين و تندرج خلف هذة الرفوف المجلات الاباحية الجنسية للنساء !!!

ما فائدة كتب الفلسفة و التحرر ان لم تحررها ؟
ما فائدة القراءة ان لم تحدث أثر للتغيير ؟
و ما فائدة كتب العصيان و التمرد ان لم تفتعل خارج حدود الورق !؟؟
و ما فائدة الدين ان لم يصاحبه حرية تعبير لا طاعة ؟
و ما فائدة التقديس للاقمشة دون الشعر الإنساني الطبيعي ؟
و ما فائدة مجلات الجنس دون الحصول على نشوة!!!

ملل الحياة يعطي الاحترام أمام العامة من الناس يركضون بملل لأداء الواجب المحترم دون نشوة
أنه الفزع الاكبر
يموتون بالحرب قبل معرفة الانتصار
و يتزوجون قبل معرفة الحب و الجنس
و ينامون قبل ارضاء الطرف الآخر
و من يثور علية دفع الثمن الا في ثورة السرير
تتدافع صرخاته مع الدفع و الرفع و القيام و السجود
لا يصرخ في السرير سواه
و كي لا تدفع الثمن تتظاهر بالمتعة و الاهاهات الكاذبة !!

يضربها كي تصرخ ان نسيت او احس بأنها باهته الملامح و قد يشتم أحيانا و هو مغمض العينين .

انتدب نحو الحرب و ذهب دون وداع
بعد ثلاثة أشهر عاد بجسدً صامت
لم تتعرف علية الا من أصابعه المدببه اشاحت بنظرها عنه و هلهلت عاليا
أيقنت نشوة الصراخ دونه
و برحيل جسده نحو القبر اكتشفت جسدها يولد من جديد
اشرقت الأضواء في الغرفة
حرقت السرير مع ملابسة

التقيت بها في إحدى المؤسسات تطالب بالتعويض لفقيدها و شهيد الامه البطل حرصت ان تشتري له بأموال التعويض صورة كبيرة في إحدى الحدائق العامه احاطتها بالورود و سورة الفاتحة و خلفة وضعت صورة أحد قادة الحرب و من ساهم بأيقادها

- لماذا لم تتزوجي بعد استشهاده؟
- و هل يحرر الزواج الجسد ؟
- و هل انتِ حرة الان ؟!!
- جسدي حر إذن انا حرة .
- حتى أن عاد الرجل القديم الأول ؟ !!
- تجده الان قد تزوج و انا لا ارضى بنصف حب و نصف رجل .
- هل انتِ سعيدة الان .

باعدت بين ساقيها لعبور السياج و ابتسمت .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
- الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
- احاديث دينية في سن السادسة
- الشمس تحدق في الزقاق
- حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
- ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
- الله و الديمقراطية
- عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1
- عشتار تشاطر ام محمد النواح
- قبل بلوغ سن الهلوسه


المزيد.....




- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - باعدت بين ساقيها !!!