أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير/ 18















المزيد.....

سهد التهجير/ 18


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 14:05
المحور: الادب والفن
    


تتبجل الأسماء العليا في الدولة الدينية وتطلق عنان الطبقية إلى أعلى مستوى، المتمثل بالعبودية المطلقة.
حيث يسبق اسماء الأسرة الحاكمة كلمات التهليل والتكبير والغلو(صاحب القرمبوط، داحر البراكيش، فحل الإله، ابن السماء، صاحب الأرض، مالك الأنفاس، ورده البقايوقات.....الخ)، تتموضع هذه الكلمات في لسان المريدين والمستغفلين والمنبهرين والعبيد وحتى الكارهين ينطقونها لأجل الصالح العام والنجاة من البطش.
تلفظ هذه الكلمات في طابور الأسرة على مائدة الطعام وطابور المدرسة والجنائز والجوائز وكل شبر في أرض الوطن السعيد.
تنقذ هذه الكلمات صاحبها من الوقوع في المحظور.

اما في الطبقة المتوسطة فالأمر مختلف، تختلف الأسماء ولا يتم وضع اسم تبجيل قبل اسم الفرد بل يتم وضع نوع العمل الذي يمارسه.
فالتبجيل فقط لمفتي شريعة النور والحاكم وأسرهم.

وفيما يخص الطبقة المهمشة، فيتم إلغاء الأسماء الواردة في سجلات الولادة الحكومية وتطلق كل أسرة اسماء جديدة بدلا عنها وتكون عبارة القاب مضحكة وصفات يتصف بها الشخص المسمى.
فلكل فرد في أسرة التهميش يُعرف بالاسم الشعبي الشائع وليس بالإسم الموجود في بطاقة الولادة.

هل ستتحقق العدالة في مجتمع يبجل قسمًا من أفراده ليكونا خارج العدل وخارج البشر وحتى خارج المجرة ليصبحوا بمرتبة الألوهية.
يتفاعلان الشكلان الاجتماعيان للإله (احداهما مختفي في السماء والآخر متجسد بعنفوان يحمل قرارات الاله المختفي وينصب نفسا وكيلا عنه) ليكونا وحدة واحدة من نظام الحكم وسبيل التحكم بعقل الأفراد.
لا يستطيع عقل الفرد ان يغرد خارج السرب او يبحث او يترجم أفكاره الدفينة في مجتمع يقطع اوصاله لأجل كلمة مخالفه
ويتجلى الحفاظ على النفس أقصى طموح بيولوجي عند الفرد.
ولكن القلائل مما جرفهم تيار التفكير وكسروا الصندوق المغلق، ونطقوا بعكس السائد سحلت أجسادهم واذيبت، واختفوا وكأنما لم يُوجدوا من قبل.
شيئان قادران على التغيير التفكير الحر والثورة وتعمل جميع الحكومات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا على عدم السماح بها ومنع كل من يطالب بحقه في التفكير.
الخوف من الموت والخوف من فقدان الأمان والخوف من فقدان الوظيفة والخوف من فقدان الأطفال......الخ
مجموعات الخوف المزدوجة بين ما هو دفين في الصدر وما هو منطوق باللسان
تشل دماغ الفرد عن الوعي بوجوده او البحث عن معنى حياته بداخل أرض التهميش والعدم.
أيقنت الحكومة ان رغبات التفكير والسؤال والطوق إلى الثورة دوافع تلح على الأفراد ولا يمكن تجاهلها في نفوسهم ولا يتم اشباعها الا بحدوثها على أرض الواقع.

القلق الوجودي للفرد يمنعه من الثورة، الخوف من المجهول وتبعاته ومن ناحية أخرى التعبئة الحكومية لغسل دماغ الشعب وتربيته على الكذب والخداع والأنانية والطاعة العمياء بلا حدود.
كيف يفكر الحي بعقل الميت ويطبق تعاليمه منذ قرون خلت؟!!!!!
لماذا يطيع من لا يجد لقمة له ولأطفاله؟!!
كيف تغسل دماغ أحدهم للدفاع عن أشياء غير موجوده؟
تقتل وتُقتل لأجل اشياء لا وجود لها!!!!
من علمك الطاعة قادر ان يعلمك العبادة واقصاها هو أن تضحي بكيانك كله وتفنى لأجل وجوده هو!!!
كيف تكون بين قيمتين للموت احداهما تقتلك بالطاعة وستكون لحما مشوها مشويا لأجل الوهم، والأخرى تموت فيها لأجل تغير الواقع، تفنى في الثورة للقضاء على الوهم.
هل يتساوى الموتى في كفه واحده؟!!!
هل الموت لأجل العدل هو ذاته الموت لأجل الظلم؟!!!
هل يتساوى القاتل والمقتول في جثتيهما وفي وعي الجموع؟!!!، الأكثر تصديقاً بأن الموتى لا يفكرون بشيء إنما إيقاع موتهم يجعل الجموع الحيه تتساءل وتتفلسف حول الجثتين.
هل الإيمان بالمجهول دافع للقتل والتدمير والصمت على الظلم؟
هل الدفاع عن الموجودات والإنسان يصبح عدواناً؟!!!
من قرر الفاصل بين الطاعة والثورة!!!
من وضع الاسلاك حول العقل بحجه حماية المجتمع منه؟!!!
هل الهلوسة الدينية قادرة ان تجعلك مطيعًا صامتًا دون بحث عن سؤال او إجابة؟!!!
لا أجوبة محدده ترتجى من الدول المحظورة عن التعبير، ولا فلسفة يستعان بها للخروج من المأزق فكل شيء يسقط أمام المقدس والمسدس وعقلاً يحمل كلاهما.

إذن أنه الصمت على المكروه والصمت لأجل العيش لكنه عيش مجرد من الأمان والثقة والتعبير عن الذات.
حينما يفقد الإنسان التعبير عن ذاته يفقد معه الثقة في الجنس والأسرة والطعام والشراب، يمارس احتياجاته مجردة من الاحساس بالثقة كأنها أداء واجب مفروض لا مناص منه.

يتهم بالجنون او الاستغناء عن دمه أن ثار وتحدث، ما تلك النقطة التي يصل إليها لتجعله يتحدث وينطق بما لا يُنطق، والاستغناء عن الحياة فيها تكون لذة اخيرة يرتجيها، لذة جنون واحدة تثبت المنطق الوحيد في منطقة التهميش والعدم.
حاله استثنائية هجينة الا انها اللحظة الوحيدة الصادقة في حياته وتتساوى مع لحظة اليقين.

عند العمق وعند قاع لحظه الخوف أو الفزع يكتشف الإنسان غايات وجودة.
يكتشف ذاته من جديد، ثوان تكاد لا تذكر أمام حياته
المديدة وفي تلك اللحظة تتلاشى لديه قيمة الخلود لا تخطر له على بال.
ولأن الإنسان متغير الأحوال ولديه صفة التناسي والنكران فإنه عند انفراجه واحده يعود كما كان بكامل جبروته وصفاته التي انكرها لحظة اليقين.

من يتحكم بتلك العقول؟
من يراهن على العقل البشري وحدوده، سيفشل بكل تأكيد.
لا رهان على عقل البشر، يسقط أمامه كل شيء لأنه هو من بنى وخلق كل شيء وابتكر واظهر وأخفى كل ما يحيطه.
ولكن هل العقل يتحرك بأراده بشرية حرة ومزاجية؟!!!
هل هناك حدود للعقل البشري في منطقة التهميش والعدم؟!!
هل التفكير يوجه العقل ام العقل يوجه التفكير؟
من كبح جماحه في منطقة التهميش والعدم؟ ومن أطلق له العنان خارج اسوار الوطن؟!!
هل يموت العقل ويصاحبه الجفاف عن التفكير في أرض الوطن؟
هل الوطن، مرضٌ مستعصي على الشفاء؟
هل هو كيان داخل العقل ام خارجة؟
هل يجب علينا أن نتحمل اوزاره وهموم من يقوده بأجسادنا؟
هل يطلب الوطن التضحية من فرد لا يملك شبرًا واحدًا فيه؟!!!
كيف يضحي من لا يعرف؟
هل المعرفة ضرورية لتعليل التضحية؟
ومن الذي يفترض أن يضحي الحاكم ام الفرد الجائع المشرد الذي قذفه الوطن في نفاياته المستوردة!!!!
من ذا الذي يبتغي الدم لأجل ديمومته؟!!

- هل نام الجميع؟

- نعم، الا انت؟

- وهل سيأتي النوم في ظل تلك المشاكل؟

- يجب ان تنسى وتعتبر المشكلة، لا مشكلة والمعنى، لامعنى حينها يأتي لك النوم من تلال المفعاك!!!!

تلال المفعاك تسمية اطلقها سكان التهميش والعدم على تلال تقع في الجانب الشرقي، يعتقد السكان بأنها تجلب النوم الهانئ، تذكرها بعض سطور البقايوقات ( مفعاك، مفعاك والبحر السفاك، تحققت رجواك).
وتزف لها الهدايا وتطلى بالألوان وتُرسم بها الآلاف الأسماء.
ولها قائم مقام يعيش فيها بمنزل أطلق عليه لقب (الدحلواب).

لا يصبح النوم نوماً ما لم ترافقة احلام وردية تبعث نسائم المداعبة للرغبات المكبوتة التي تجعل الفرد سعيداً، كل الرغبات المكبوتة تكون أشد لحظات السعادة في تكوين الفرد بل تحدد ملامح قراراته.
ولا تصبح السعادة سعادة ما لم تحتوي على الرغبة ومداعبة المكبوت.
من رافقة الكبت دهراً، سيسعى لطرق باب (الدحلواب).
ولا شيء يمنع المكبوت عن التفريغ في أحلامه.
فالإلهة لا تحلم لذلك تشعر بالملل والغيرة اتجاه البشر، مذ عرف البشر الاحلام هزموا خلود الإله.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤
- هربرت سبنسر/٣
- هربرت سبنسر/ ٢
- هربرت سبنسر / ١
- المثلية الجنسية ( نظرية الكوير والبناء الاجتماعي للجنسانية)
- المثلية الجنسية في تاريخ الفلسفة
- سماح ادريس ... شجاعة استكمال المسيرة
- سهد التهجير /15
- اكوام من الرماد في قدر الدم
- ردا على غادة السمان
- الاستشراق السياسي و الطبقة المتوسطة و المهمشة / 1 !!! 1
- قيمة الدم و البيوت ؟
- و هل يمتلئ الخيال ؟!!!
- سهد التهجير /14


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير/ 18