أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 19















المزيد.....

سهد التهجير / 19


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 13:45
المحور: الادب والفن
    


كيانات غير منفصلة تدور وتدمر غيرها
تهوى اللعب وتبغض الانتصار
تعشق الدم وتزيد النار
واختفى العدل بين العار والثأر.

تلملم الطبقة المتوسطة جراحها بعد اندلاع الحرب الطائفية.
تتسمر الحكومة الجديدة في مكانها، تسرق القوت وتؤمن بطون البنوك وعوائد الاستثمارات.
لا شيء يذكر للفقراء سوى الهم والحزن، حتى الاغاني اندثرت حل محلها اللطم والعويل.
لا شيء لي ادافع عنه ولا شيء يدافع عني ..... الا الكمد !!!
نيران تشعلها الكلمة، كلمة واحدة تغدق بالهموم على اصحابها، رأي واحد كفيل بأخذك نحو الموت.
الأغلبية المسعورة الجاهلة تتحكم بالباب الوطني.
ووصلت هذه الأغلبية نحو الحكم السياسي بعد أن تمت تربيتها عند الحكم السابق تربية قهر ديني وطبقي وعسكري يستلذ بالدم والآهات.
تتسع حدقات عيون الجناة وتصل النشوة لأوجها عند مشاهدة التعذيب، ومدن الطبقة المتوسطة تنهار طائفيًا وتتناحر لاختلاف بسيط اختلاف حول الرؤيا واللون والجنس حتى وصل التناحر حول الاكل وما تحتويه مائدة الطبقة المتوسطة، استقلت بعض الطوائف بأصناف مختلفة من الطعام في حين اخذت الطائفة المناوئة على تحريم ذلك الطعام واخذ غيرة.

حتى أصوات الضحايا اثناء القتل والتعذيب اختلفت ما بين طائفة وأخرى.

الضحايا يموتون بلا سبب تتهشم ادمغتهم لمجرد طائفه دينيه اخذوها بالوراثة!!!
كيف يعاقب أحد ما على التوارث البيولوجي الذي لا سيطرة للمولود عليه!!!
وقد يموت الضحايا وهم مدافعين عن طائفه وراثيه ويطلبون السعادة لأجلها، في حين مجلس الحكم الجديد يتعاون مع القوى العليا الخارجية لاستمرار التناحر والتقطيع لأبناء وبنات الطبقة المتوسطة.
عرفت القوى العليا مظاهرات الجسر الفاصل بين الطبقات فقامت بقصفه حتى تعزل الطبقة المتوسطة عن العليا في حين تقوم هي بالأخذ بزمام الأمور لسحب النفط والثروات المعدنية، ولا شيء للطبقة المتوسطة والمهمشة سوى الدم وكتاب البقايوقات المقدس !!!!
تنخدع الطبقة المتوسطة بأنها لديها القوة لأخذ زمام الأمور في مناطقها.

نخب الثقافة المجتمعية في الطبقة المتوسطة اما تصفق او تصمت لا أحد ينطق بالحق.
وكيف ينطق من لا يجد استماع؟!!!
النطق بحاجه الى إذن تسمع وتجيب حسيًا وفعليًا.
وقد يخدعنا النطق حين يخاف من الموت.
وكم من لسان فصيح نطق بالمديح خوفًا؟!!!
وكم من هدب عميق رقص رجفًا؟!!
انها سياسة الموت، دعوه لتمجيده في عقول الطبقات ما دون العليا والخوف منه في لحظه صدق واحدة!!
لا تخاف الطبقة المهمشة من الموت لأنها مؤمنة بقضاء البقايوقات المقدس.
ففيه جمل كثيرة مقدسة تحث على الموت في سبيل الحاكم الشرعي بل يفدى جنسيًا وجسديًا !!
و منها جملة رقم 55 من قسم المقوقاوات (ولكم فيها دحرًا محرًا شحرًا وانتم طارحون).
وينقسم المفسرين في شرح معاني الكلمات الواردة وتداخلها وإخراج الدلع الإعجازي منها، حتى يقبع أحدهم في داره حتى مماتة في جمع احرف الجملة وحث العامة من الطبقات المهمشة والمتوسطة على الالتزام فيها وحفظها وتطبيقها بينهم فقط، الا انها لا تطبق على الطبقة العليا فهي خارج التصنيف وفوق مستوى ( دحرًا محرًا شحرًا).
وهذا حظ الطبقات ما دون العليا انها لعنه بيولوجية او تقسيم مقدس منذ الخليقة ووجود الإنسان أو انها لعبة تلذذية توافق اطرافها على التقسيم والرضا بالنصيب وضرب الحبيب زبيب ولا تنطق بشيء فهو عيب!!!!

كيف لك ان تصارع قوى خارج قدرتك بل اجتمعت كلها في سبيل صهرك داخلها، واذابه فكرك لصالحها؟!!

تتعلم الطبقة المهمشة الطاعة بحكم المقدس والغيب ولكنها لا تحترم الحاكم تراه مخادع كذوب، لا يمكن ان تختار الإلهة بشرًا ليحكمهم ويكون خارج طبقتهم الاجتماعية، يؤمن المهمشون بأن الحاكم الموعود سيخرج من أرض التهميش والعدم وسيكون الأمر المطاع في كامل الكرة الأرضية، لكنه تأخر بسبب الحكمة المتعالية والمتغطرسة للإله، الذي لا يمل منذ ظهور البشر وهو يختبرهم ويمتحنهم وفق هواه وتقلباته.
ولا سبيل لديهم سوى الانتظار ان يطلق الإله (الحاكم الموعود) لتصبح أرض التهميش والعدم مكانًا للخلود والراحة الأبدية وينعم سكانها بالفضائل والمتعة.

لا يتصور عقل المهمشون بأنهم ليسوا سوى ذرة من تراب أمام العالم أجمع بل لا تعترف بوجودهم اي دولة أخرى، حتى دولتهم التابعين لها تعتبرهم عبيد لضرورة الإنتاج الصناعي ودروع بشرية للحروب الهوجاء.

قله التواصل مع العالم وشحة المعلومات وأيضًا منع الخروج من أرض التهميش والعدم بأمر حكومي، جعلتهم يؤمنون بأنهم محور الكون وسبب كل شيء له صلة بتقدم البشرية.
الانعزال يولد الصراع النفسي بين حماية العقل من الجنون وبين الوصول إلى مرحلة العظمة وقيمة الفرد ووجوده مع من يشاركه المصير فيبدأ بتعويض النقص الحاصل في كينونته الوجودية في تفخيم ذاته ومدحها وذم كل شخص خارج أسوار التهميش والعدم.

تمنع الحكومة اي علاقات تواصل بين الطبقات دون استخدام برقية المراقبة (الشحتات)، والتي تحوي كل معلومات المتواصلين وأسباب تواصلهم.
وعلى العموم، فلا تواصل عفوي بين الطبقات ونادرًا ما يحدث التواصل، لان كل طبقة لها خصوصيتها وعالمها المختلف الذي تحياه وتعارض ما سواه.

تبتسم الحكومة لذلك الاستقرار النفسي للطبقات والرضا المقدس الذي يحوطها من كل الجهات.
فلا يمكن أن تحدث ثورة شعبية موحده في ظل ذلك الوضع، وان حدثت فلا يكتب لها النجاح خصوصًا مع ازدياد الحرب الطائفية وتغذيتها حكوميًا لأجل عزل الطبقات عن الاتحاد معًا.

(أتريدون ثورة؟!!! هذه هي نتائجها حرب تطحنكم وفقر يقهركم)
هذا الشعار رفعته الحكومة لإثبات سوء الثورات وتأثيرها على الشعب وكأن الحكومة هي من قامت بثورة مضادة ضد الطبقات كي تفرقهم وتتحد هي مع كرسي السلطة!!!!

تنشغل الطبقات ما دون العليا في مصيرها وفقرها داخل الصراع الطائفي وتتناسى الانتفاض على السلطة الحاكمة، ولا شيء اقوى على الفرد من الانشغال بذاته في الطحن الطبقي العام.
تتصارع الطبقات فيما بينها بينما السلطة تبتهج وتراقب بصمت دون تدخل لإنقاذ او مساعدة.

لهزيمة اي ثورة لابد من تفرقة صفوفها وزرع الشك داخل أنصارها ولكي يتحقق ذلك لابد من أزمة جديدة مختلقة تشغل الجموع المنصهرة داخل غليان الثورة، تبعدهم وتفرقهم وتجعلهم يتناحرون ويتهمون بعضهم بالخيانة والمصالح الشخصية بل تدفع الحكومة الإعلام وتغذيه لزرع تلك الشكوك والأوهام، فمن لديه شك ما سيكون الإعلام له خير دليل ليتقهقر ويرجع إلى ملاذ شريعة النور وحاكمها المؤيد بالإلهة!!!!

لا أحد يعلم عن ماضي الحاكم وأين قضى طفولته؟ ومن وقف بجانبه أثناء صعوده للسلطة؟
طفولة غامضة ومبهمة تحاك عليها الأساطير والبطولات والقوة، لكنها من جهة أخرى تودع الشك والكرة والحقد والخوف في قلوب مستمعيها.
يدعي بعضهم أنه من نسل الإلهة (بعد أن تمرد أحد أبناء الإله الأكبر ونزل إلى الأرض ليلامس البشر ويندمج معهم بسبب الملل الذي تعاني منه حياة الإلهة هناك.
وأثناء نزوله عشق احداهن ووقع في شباكها وفتحت نوافذ بيتها له، ولأن الإلهة لا تمتلك عضوا لممارسة الجنس اقتضى الأمر ان يتم بالمداعبة الجنسية فقط دون ايلاج.
بعد علم الإله الأكبر بما فعله ابنه حكم علية بالنزول من مرتبة الألوهية الى مرتبة البشر، حينها ظهرت علية الصفات البشرية وتحسس العضو الموعود وتزوج (فاتحة النوافذ) وأنجب منها أبناء وتناسل أبناؤه وأحفاده عبر الأجيال المتعاقبة إلى أن وصل الحاكم إلى الحياة).

هذه القصة تتداول بين الطبقات وأصبحت عبر الزمن أسطورة تعزز الحكم السياسي وتدعم بقائه بالمطلق.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤
- هربرت سبنسر/٣
- هربرت سبنسر/ ٢
- هربرت سبنسر / ١
- المثلية الجنسية ( نظرية الكوير والبناء الاجتماعي للجنسانية)
- المثلية الجنسية في تاريخ الفلسفة
- سماح ادريس ... شجاعة استكمال المسيرة
- سهد التهجير /15
- اكوام من الرماد في قدر الدم
- ردا على غادة السمان
- الاستشراق السياسي و الطبقة المتوسطة و المهمشة / 1 !!! 1
- قيمة الدم و البيوت ؟
- و هل يمتلئ الخيال ؟!!!


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 19