أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 31















المزيد.....

سهد التهجير / 31


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 17:51
المحور: الادب والفن
    


الصحف تصدر الصفير تعلقه على الاذان، يتمرجح معلنًا عن صوت الإله، ولأن الإله لا لسان له كالبشر يستخدم لسان بعض البشر لينطقوا بما يريده، فيتجسد فيهم وقد يندرج في هفواتهم لتغدو تعبيرًا عن وجوده!!!

يتصافح القادة في الصفحة الأولى يطوي أحدهم على يد الآخر المعادي له معلنًا الصلح بوجوه باسمه وأسنان معدومة البياض وفي صورة أخرى يتعانقا بشكل مواجه مستقيم ويضع كل منهما قبلة على وجه الآخر، وفي بعض الأحيان للتدليل على قيمة الصلح تقترب وجوههم من بعضها وتكون على حافة تقبيل الفم. تخط تحتهم عبارات المباركة والتهليل والمعايدة والوداعة ولا كأن هناك حربًا ضروس دارت بينهما منذ سنوات واخذت معها أحلام المهمشين وحيواتهم وتركت المعاق والمجنون والمكلوم والأطفال!!!!

تنتقل الرؤية إلى الشارع، إلى الرصيف، إلى قاع الطبقتين المتوسطة والمهمشة فينزوي الفرد إلى صومعته معلنًا الولاء إلى أحدهم ممن عنونت الصحيفة به صفحتها الأولى.
رأس مدور، لا رقبة له، او رأس مربع على رقبة طويلة تنغرس في رباط ملون مزركش عميق يصل إلى البطن المدحدحة فيتلقفها حزام اسود يطوق المثانة ويهطل بها نحو الخصيتين.

تنتشر صورهم في الشوارع العامة ومراكز التسوق وبعضها في أبواب البيوت لتصل إلى غرف النوم.
تتعمق النظرة الفنية لأجل اظهارهم بأبهى حله ولكنها تعتذر من الحقيقة وتأسف للسعادة فصورهم تجلب الهم للنصحاء وتشعرهم بالتعاسة. لا ينافسهم في التصوير سوى المفتي فوجود صورته (واجب الوجود) في كل بيت ومن لم يضعها يتم حرق بيته.

التجسيد في ارض التهميش والعدم له غاية محددة لإثبات الوجود في وجدان الفرد وتفعيل الواقع المفروض الذي لا مناص منه على الرأي العام.
وما الفرق بين وجدان الفرد الواحد والرأي العام؟
ومن يشكل الرأي العام هل العامة من الشعب ام الحكومة ؟
وأي قضايا ممكن ان يطرحها الرأي العام؟ وضمن اي سياق وموجبات للطرح؟
هل التجارب الشخصية الفردية تشكل قضايا الرأي العام ام انها الجماعة الديناميكية المستقلة؟
وهل هناك رأي عام مستقل فعلاً؟ معارض وفعال؟!!!
لماذا الأطفال أشد جرأة على النقد والبوح؟
يشكل الأطفال نسبة عالية داخل أرض التهميش والعدم انهم قوة فعالة ومؤثرة في المنظار الاجتماعي والسياسي للدولة، لذلك نرى الحكومات المتعاقبة تكسر التحدي لديهم تغرقهم بالكذب والجهل والمعلومات الزائفة لعلها تنشئ جيل مطواع وصامت.

واذا سيطرت الحكومة على عقول الأطفال فإنها ستحكم بسلام.
واول بوادر هذه السلطوية هو زعزعة ثقة الطفل بنفسه حتى يتلعثم عند النطق بمكنوناته الدفينة وتخويفه بالإله والمفتي والحاكم. انه مشروع ممتد ومستمر وساري على جميع الطبقات.

ها هو الابن ينهض من سريره ويضرب صورة المفتي رمز الأمة بنعليه ويبصق عليها لكنه لا يقدر ان يزيلها لأن بيتهم سيحترق عليهم وينبذهم المجتمع ولعل وضع الصورة ما هو إلا تمويه لزغللة عيون العبيد الطائعين وتجنب شرورهم اللامنضبطة.
هكذا يحتمل العمر وتمضي السنوات الأخيرة ثقيلة باهتة لا تحمل معها الا الملل.

الجوائز والتكريمات لم تعد تلقى صدى في جوف الأبن بل تجاوزها بالاستغناء، فالجوائز في منطقة التهميش والعدم تعطى للملتزمين بكتاب البقايوقات والمطيعين اما المستقلين فلا ذكر لهم بل لا وجود فعلي لهم، فإن ظهروا للعلن سيجلبون الحمم على رأسهم!!!.

المقوقون فرقة جديدة أخرى تضاف إلى ساحة التجهيل يرتدون الاسود بموازاة خط لون البرتقال الذي يقتحم الخصر، مهمتهم الوحيدة هو التفتيش عن أعداء البقايوقات وقتلهم لإنقاذ الأمة وإرساء قواعد سلامها وامنها السلوكي بأمر الحكومة، ومع تنامي الخطر والتضييق بوجود تلك الفرقة غادر معظم السكان إلى الأماكن الصحراوية وتهجر بعضهم في حدود مناطق الأثرياء من الطبقات العليا لان الفرقة حدود عملها في منطقة التهميش والعدم ولا يسمح لها دخول مناطق الطبقة العليا!!!!!
بعد أن زادت المخيمات رقعتها على طول حدود مناطق الطبقة العليا أصدرت الحكومة قرارًا بإلغاء فرقة المقوقون واعتبرتها خارجة عن القانون وقامت بتصفيتهم والقضاء عليهم للحفاظ على مصالح الطبقة العليا بعد فشل خطتها في إنشاء تلك الفرقة ولمنع المهمشين من السكن في حدود الطبقة العليا وارجاعهم لمناطقهم المحددة.
كل خطط الحكومة تفشل بسبب خراب السيطرة، لا تستطيع أن تسيطر على أحدهم وانت لا تعطيه مالاً او حبًا فالجميع يخضع للسيطرة بالمال والحب والقليل منهم يخضع للخوف واما من تخلص من المال والحب لا يمكن السيطرة عليه وان اجتمع الإله والحاكم والمفتي معًا.

الابتسام دون ضجيج أقسى على الضحكة يضمرها في اللامبالاة ورغم الدعوة لانفتاح القهقهة لكنها لا تخرج
ممنوعة باصطكاك الأسنان.

- يا وردة من هو حبيبي؟

- لا أحد يرجع للوراء الا عندما يغرق في الحب.

- هذا ما جناه ابي وما جنيت عليه.

- لا وقت لدينا لتحضير الطعام سيعود الأطفال من المدرسة.

- الطبخ والنفخ، ومن ثم الشيخوخة والوحدة والانقشاع من الدنيا، ماذا سنرى من حياتنا وشبابنا الهادر!!!!

عادت صهوهو تطلب الطعام من اختها دون أن تساعد في الطبخ او التحضير كل ما عليها فعله هو اخذ الطعام وهضمه ومن ثم التبرز والاستحمام في بيتهم!!!
في الغروب تغادر حاملةً معها الملابس والطعام!!!

الطلب دون المساهمة في شيء مقابل!!
تفسر الوضع الاجتماعي وعقلية صهوهو وارتباطها بسياسة الحكومة الطبقية.

التفسير قد يُدخلنا احيانًا بعقبات تفسيرية ثانوية داخل نفس القالب للمراد تفسيره وتتبعها أسئلة عديدة تجعلنا نبتعد عن التفسير الأول ونبحر في إشكاليات داخلية متعددة بداخل الإشكالية العامة التي بدأنا بها بالتفسير.
وقد لا نبلغ مبتغانا للوصول إلى الإيضاح ولا يمكننا وصوله فالتفسير لا يحمل بالضرورة الإيضاح بل يترجم وينقل المجهول إلى طاولة المعلوم وهذا مبتغاه دون أن يكون مطالبًا بالإيضاح!!!

ولكل غايه لا بد أن يسبقها النطق ووقع ذلك النطق في الشخص الهدف، تترجم طريقة لفظ ونطق الحروف وتشكيل الكلمات مع الحالة النفسية الواقعة أثناء النطق وتعبير الجسد مطلب الغاية وقبولها ام رفضها، لذا الغاية دون لغة (نطق، جسد، تعبير نفسي) لا تصل لمبتغاها.
ومن يتحكم بتلك المنطقة الهامة سيسيطر على اعدائه لأنه لا يمكن التنبؤ به وبأفعاله وبالتالي يكون المرضى النفسيين (الكتومين الغير مشخصين) من أرقى ما يمكن للوصول إلى الغايات بسلاسة ويسر!!!

هل لك ان تخفي ما تبديه؟
هل تصمت حينما تكون اشدهم حاجةً للبوح؟
كيف تقضي على الغضب أثناء ثورانه وتخمده؟
هل يتحول الشخص المكبوت إلى مريض نفسي مستقبلاً؟
وهل يستطيع السيكوباتي ان يعبر عن ذاته بصدق؟
هل الكبت يفقد العقل توازنه ام ان العقل وهم لا دخل له، والمؤثر علينا هي البيئة المحيطة والدماغ؟!!
هل المكبوت ذو وجه شاحب ام وجه غاضب دائمًا؟!
هل الكبت مسؤول عن جميع الثورات البشرية، الانقلابات السياسية، والحروب، والقتل والمجاعات والاغتصاب؟!!!
هل يتحكم الكبت الواقع بمؤثرات خارجية اقوى من كينونتنا بالجسد ويؤمره بالتصرف حيث يشاء؟!!
لماذا المكبوت يهاجم الاقل منه قوه (الخاضع له) ولا يهاجم من سبب له الكبت او فرص عليه السير بقالب معين حيث يكون المكبوت في موقع الخضوع لتلك القوة العليا او السلطوية؟
تظهر نتائج الكبت أيضًا وبشده على طريقة التعاطي والتواصل الجنسي والجسدي فيكون المكبوت خاضعًا مازوخيًا للشخص الذي فرص عليه نظام الكبت والتقشف في حين يكون المكبوت ساديًا على الاقل منه والاضعف مجتمعيًا وهكذا تستمر الدائرة في الالتفاف بتسلسلات هرمية تبدأ من الإله وتنتهي بالمهمشين.

كيف نحدد المكبوت الغاضب دون ملامح او تصرفات تدل على الغضب والغليان؟
كيف يحاول المكبوت تفريغ طاقته العارمة في الأضعف منه؟
لماذا الكوابيس تلاحق المكبوت وتكشفه للعامة؟
الكلام أثناء النوم والانفعالات مع الكابوس هي دليل مبطن على دواخل الفرد ومدى كبته!!!
وقد تظهر في وقت اليقظة أثناء الاستحمام او الحياة السرية الخاصة بفردانيته ولأنها سرية فلا يمكن أن يعول عليها لتحديد كبت المكبوت الا اذا تم كشفها بمصيبة كبرى!!!.
لذا المكبوت المجرم الذي يقترف الجرائم ويتفنن بسرية حدوثها وتقنية تلذذه أثناء حدوثها، تبعث لديه أقصى حالات النشوة التي لا يمكن ان يشعر بها او يفهمها سواه، تتحول إلى نداء داخلي يستغيث به ليرتكب الجريمة دون سيطرة تامة منه او عقلنه، وما فائدة العقل في لحظة انتشاء حيوانية سرية غير مراقبة يمحي فيها الكبت الواقع عليه وحينما تنجلي يعود مكبوتًا امام العامة!!!!!

ولان الكبت في أغلب الأحوال يظهر بشكل أو بآخر ولا يبقى مكبوتًا ابد الدهر لذا يجب أن يقع فعل تفريغ الكبت على من سببه ومن سن قوانينه وليس على الصراعات الهامشية بين طبقات المجتمع.
وللدولة راي آخر حول الكبت وتغذيته بالحرمان والالهاء بمشاكل الحياة من غذاء وملبس ومرض ظنًا منها ان ذلك يجعلها تسيطر على جميع الفئات بمقبض من حديد تفتحه حسب المزاج وتغلقه عند الغيض!!!!



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير / 30
- سهد التهجير/ 29
- سهد التهجير/ 28
- سهد التهجير/ 27
- سهد التهجير /26
- سهد التهجير / 25
- سهد التهجير / 24
- سهد التهجير/ 23
- سهد التهجير/ 22
- سهد التهجير/ 21
- سهد التهجير / 20
- سهد التهجير / 19
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 31