أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير/ 35















المزيد.....

سهد التهجير/ 35


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


هستيريا الجموع تنتقل داخل الطقوس، ولكل تجمع هستيريا خاصة به إلا أن طقوس التدين تتملك الهستيريا وتوجهها دون ضوابط فنرى العجب العجاب والفيل الدواب والعين الهباب!!!!!
وكل ما ينغمر في ذات الإنسان وكبته في طور الطفولة يخرج في الحركات الجسدية، ولطالما عبّر الجسد عن ذواتنا ومقاصدنا قبل اكتشاف اللغة وقبل ظهور النار، كل حركة له معنى وطريقة تبصر الحياة وتكشف القادم وتؤثر بالحاضر لذا ارتبطت الأديان بحركة الأجساد وهيامها في الطقس وعذوبته حتى أصبح الدين هو من يملك الجسد ويوجهه نحو الطقس!!!!
تسري الرعشة فيه يتمايل مهزوزًا، في عالمٌ آخر، حينما يعبر الجسد عن الذات ينفصل عما حوله يجعل مبتغاه لعالم آخر لا تدركه الابصار وان ادركته فهي غافلة عنه!!!
ولا يمكن لدين ان يستمر عبر الأجيال دون حركة جسدية تؤسس داخل الطقوس الدينية والا سيندثر ان بقي داخل الكتب فقط!!!!!
لابد له من طقوس ذات حركات جسدية تناسب الموروث وتلقي عليه صبغة القدسية والا لماذا لا نجد دين يخلو من الطقوس او التعابير الجسدية؟
لماذا لا يعتمد على الحديث والصوت فقط لإيصال رسالته!!!!!!

ذلك الأمر يدعونا لنتأمل أهمية الجسد ولعبه الدور الرئيسي في الدين والسياسة والمجتمعات البشرية وتكوينها والحفاظ على كينونة الإنسان وتعبير وجودة في الحياة قبل اكتشاف اللغة أو الصوت او الأدوات للتواصل.
لا تزال العديد من المجتمعات تتواصل بحركات الأصابع واللسان لتوصيل مفاهيم حياتية أساسية دون النطق او الصوت ولا تزال لغة الإشارة الجسدية هي الأساس الأول الذي بنيت عليه الحضارات وبل أنها اول اكتشاف يصل إليه الإنسان لإدراك كينونته عبر التواصل الجسدي.
ولولا حركات ذلك الجسد ودلالاته لما تكاثر الإنسان ومارس الجنس والصيد والبناء والعمل والرقص!!!
انها لبنة المجتمعات البدائية التي انطلقت منها حضارة التمدن والتدجين.
وباعتبار الإنسان اقل قوة من الحيوانات التي تشاركه الطبيعة فإن تفكيره المتجدد جعله اقوى منها بل سيطر عليها، وان القوة مهما بلغت دون تفكير مناسب فإنها لا تحرز تقدمًا بل الخراب والقتل ولعل الخراب والقتل يحتاج إلى التفكير أكثر من غيره!!!!!
وتعتبر الحيوانات هي المعلم الأول للإنسان ولأنه ذو طبع متمرد، أصابه جنون المعرفة وطورها لتتجاوز معلمه وتنقلب للسيطرة على المعلم والطبيعة، فلا يمكن للتلميذ ان يثبت وجودة الا بتجاوز معرفه معلمه ويختبره فيها وبذلك سيثبت انه تفوق عليه!!!
فالحيوانات ظهرت قبل انبثاقه للحياة وتألفت واندمجت وتكيفت وحفظت دروسها الحياتية بجد واتقان وحفظت سلوكياتها للبقاء والتكاثر لكنها لم تكن تعلم بأن هناك كائن اسمه الإنسان سيستغلها ويتعلم منها ثم يثور عليها لأجل مصالح وجودة او ربما للتسلية
وهذا ما يحدث فجميع إبادات الحيوانات التي اقترفها الإنسان كانت لأسباب تافهة ومنها واهيه للتسلية او المتعة او لجشع جوعه او زينة ملابسة او......الخ.
لا غاية تضيفها للحياة مجرد مصالحه الخالصة الخاصة وانانيته المفرطة ولأن البيئة طاوعت الإنسان وتحركت على هواه فإنه سيبقى، ما لم تقول له الطبيعة كفى وتنقلب عليه بكائن أكثر تطورًا ربما سيخرج عليه بذكائه الفائق لجميع ما طوره البشر ليعلن عليهم الحبس والقتل وبنفس الاساليب التي دمروا فيها الحيوانات.
وسنصبح اقل من حقوق اقل صرصور يعيش في كوكب يملكه البشر!!!
ولعلها غاية ذلك الكوكب هو التوسع والازدهار ومن ثم الاندثار والانقراض وما احلى واجمل من انقراض البشر الذين دمروا وغيروا شكل الكوكب وطبيعته الفطرية التلقائية التي شكلها منذ مليارات السنيين!!!!

- لماذا لا ترقصين كل الأزواج ترقص لهم زوجاتهم؟

- ولماذا لا ترقص انت لي؟

- هل هذه سُنّة جديدة؟

- لا وقت لدي، الأطفال جياع والطباخ متعطل والاكل لم ينضج بعد، نتكلم في وقت لاحق!!!

- الاهمال ... الاهمال بداية الفراق.

- قف في المطبخ لساعة وقف ساعة على الأطفال وساعة اخرى للغسيل وأخرى للتنظيف وسترى من سيرقص لمن!!!

- وهل انا في راحه، انا اتخبط هنا وهناك في الوظيفة.

- انا في وظائف عده لكنها غير معترف فيها لا حكوميًا ولا اجتماعيًا ولا حتى فلسفيًا او سياسيًا، فالجميع يعتبرها كيان ملصق بالمرأة لا تتخلص منه إلا في قبرها.

- أأترك الوظيفة واجلس لأنظف البيت واطبخ؟!!!

- وهل لديك قدرة على ذلك؟ لكنت طلبت الطلاق مبكرًا للضرر، ولكنني صابرة ومحتسبة لعلك تستفيق.

- والأموال التي اصرفها على البيت!!!!

- اموالك حق مشروع للأسرة فأنت من كون هذا البيت وأخذ قرار الزواج وانا وافقت على الوضع وانت يجب أن تتحمل المسؤولية وبإمكاني ان اتوظف واصرف واتصرف بشؤون البيت، هل حينها سترقص لي بعد أعمال البيت الشاقة؟!!!!

- لابد من السيطرة على جنونك لقد انجرفتِ بعيدًا.

- لا تحاور امرأة تمسك بيدها سكين المطبخ او تغسل الأواني.

- السكين خطيرة يا حلوة لما لا نذهب في نزهة هذا اليوم.

تمر الايام وستمر ومن ذا الذي يوقفها؟ وحتى بموتك ستشرق الشمس وتمر، انت لا شيء سوى ادراكك بوجودك، حينما تختفي كأنما لم توجد من قبل، زوالك يتجه للنسيان السريع!!!!
لذا لا شيء يدعو للصراع او الفلسفة دعك من المثاليات التراتبية والأخلاقيات المحددة، انك خلقت لتعبث وما العبث الا غاية الحياة ورونقها!!!!!
وكل ما فيك مخلوق للمتعة والألم!!!!

النظرة المثالية للأسرة السائدة اختلفت في هذه الأسرة، ولا يمكن أن ترتبط المثالية بنظام الاسرة دون أخلاقيات الجموع!!!!
فالجموع الهوجاء هي من تضع اخلاقياتها وتفرضها على النظام الاجتماعي والاقلية الرافضة ستصبح عثه يجب اقتلاعها قبل أن تتسيد وينجرف لها الناس وتصبح أغلبية فيما بعد، فكل ما يشغل بال الحاكم هو أن يبقى دهرًا في سدة الحكم وازالة العقبات.

لا ينتصر من ينتصر الا بالقضاء على الآخر، صراع الذات مع الذات المقابلة لها.
أنهما وحدة واحدة ولكن النظام العام جعلهما اثنين
ولا يمكن أن تنظر إلى نفسك دون أن تنظر إلى الآخر.
انت مرآة للآخر وكلاكما عدم!!!!!
نعم عدم..... لا أحد يعلم كيف انبثق الإنسان والى ماذا سيختفي؟
وان علمنا ذلك فلا يهم فإنها قدرة خارج إرادتنا ولا يمكن السيطرة عليها.

- الأخبار في التلفزيون تقول بأن هناك دلائل تشير لوجود حياة خارج كوكب الأرض!!!

- وما الفائدة من تلك الاخبار او علوم الفضاء ؟

- إنها ضرورية لمعرفة وجودنا ومصير الكون.

- وهل الأرض ضاقت بهم ليبحثوا خارجها عن حياة؟!!!

- اتمنى ان التقي بكائن فضائي...!

- بماذا ستتحاور معه عن الصولجان والحاكم؟

- بل اتغزل بالأنثى الفضائية وربما يحصل الإعجاب!!!!

- أهذا ما يشغلك!!، لا تقلق فعشيرة الأنثى الفضائية لا تسمح بأن يتزوج ابنتهم بشري (كحيان) بلغ الستين!!!!



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير/ 34
- سهد التهجير/ 33
- سهد التهجير/ 32
- سهد التهجير / 31
- سهد التهجير / 30
- سهد التهجير/ 29
- سهد التهجير/ 28
- سهد التهجير/ 27
- سهد التهجير /26
- سهد التهجير / 25
- سهد التهجير / 24
- سهد التهجير/ 23
- سهد التهجير/ 22
- سهد التهجير/ 21
- سهد التهجير / 20
- سهد التهجير / 19
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية


المزيد.....




- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير/ 35