أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - طاولة فارغة














المزيد.....

طاولة فارغة


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7927 - 2024 / 3 / 25 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


بغتة هطل المطر بقوة وغزارة فاجأت الجميع . لذت بمقهى ( رضا علوان ) محتميا وهاربا من المطر ، بحثت عن طاولة فارغة كانت المقهى مكتظة بالجالسين لكني لمحت في الخلف زاوية صغيرة فيها طاولة فارغة وكرسيين قلت مع نفسي وجدت ضالتي كانت المفاجأة وجود سور صغير وقطعة خشبية على الطاولة كتب عليها ( الطاولة محجوزة ) تساءلت مع نفسي ترى كيف تحجز طاولة في مقهى ولمن ؟ لكن العامل سرعان ما هرع نحوي مجيباً - هذه الطاولة محجوزة لشاعر كبير إعتاد أن يبدع روائعه الشعرية في المقهى إذ لا تتفتح قريحته ولا يهبط عليه الإلهام إلا في هذه الزاوية الحالمة .
⁃ مع هذا الصخب والدخان وقلة الإضاءة كيف يتسنى لخياله أن يبدع ويكتب الشعر ؟
⁃ هذا الذي تسميه صخباً هو موسيقى حالمة بالنسبة لشاعرنا الجميل .
⁃ عجبا هذه الزاوية لا تطل على بحر يوسع له الخيال ولا على غابة خضراء يستأنس بأشجارها وعصافيرها المغردة مثلاً أو نهر يتدفق كالأفكار والكلمات في رأسه .
⁃ لكن شيطان الشعر يأبى أن يأتيه إلا في هذه الزاوية اللعينة .
⁃ لعل هناك سبب خفي لايعلمه إلا الراسخون في الشعر .
⁃ أقول لك سرا ويظل بيننا .
⁃ قله هذا السر ويظل بيننا .
⁃ في هذه الزاوية يستقبل فيها الشاعر معجبيه خصوصا من الجنس اللطيف ، فيها تفد عليه القنوات الفضائية والصحافة ومندوبو الوكالات العالمية للنشر .
⁃ الطاولة التي قربها أيضاً محجوزة لرياضي متقاعد يقضي بقية شيخوخته مع نجومية آفلة في هذه الزاوية الصغيرة يطل منها على عالم يفر من بين يديه . لكني وبعد عناء وجدت زاوية ميتة تحت الدرج في مقدمة المقهى وطاولة فارغة يبدو أنها لا تلفت نظر أحد ربما يقول قائل بأني بالغت فهذه الطاولة في الزاوية الميتة محجوزة أيضاً ! سألت عامل المقهى - لمن حجزت هذه الطاولة من فضلك ؟
⁃ هذه طاولة روائي كبير كتب روائعه المبهرة هنا وتخليدا له تظل هذه الطاولة محجوزة له .
⁃ هل مات لا سمح الله بذلك ؟
⁃ لا لم يمت لكنه ولكثرة أسفاره ومشاغله قليل الحضور في الآونة الأخيرة .
⁃ لعله حصل على منحة تفرغ للكتابة الإبداعية هو الآن في شقته على البحر الأسود منهمك في كتابة واحدة من روائعه الأدبية ، دعني أشغل الطاولة ريثما يعود من السفر .
⁃ لا يا أستاذ المبدع قد يعود في أية لحظة وهذه طاولته له وحده .
⁃ عيوني ماركيز لم يفعلها ولا همينغواي من قبل نحن في مقهى والمفروض تكون الطاولات للجميع .
⁃ وهل نزعل الشاعر والنجم الرياضي وروائي كبير كي نرضي عامة الناس ؟
⁃ لا طبعاً الإبداع نفسه سوف يزعل . من يتحفنا بالروايات الساحرة غيره ؟ المهم أن يظل سعيدا هذا الروائي الكبير وتظل طاولته تضج بالسحر وتعود لها الحياة ألا ترى كم هي كئيبة وحيدة وحزينة في ظل غيابه ؟
⁃ المقهى بكل ما فيها في حالة ترقب وإنتظار طلته وإبتسامته المشرقة لتعود النضارة للوجوه والبهجة لقلوب الحاضرين .



#علوان_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاص يشار له بالبنان
- البائعة الجميلة
- جريمة في منتزه عام
- المواطن السعيد الحظ
- شجرة الأخبار 2
- نشرة الأخبار
- القليل من صبرها
- شجرة الأخبار
- تنقرض العصافير قريبا
- عارية أمام المرآة
- تدمر في ذاكرة سجين
- جامع الفراشات
- بلاد من حجر
- طفل البحر
- صمت وليل
- ليلة الدخلة
- موت قطة متشردة
- من يكترث ؟
- شاعر تقتله كلماته
- تظاهرة


المزيد.....




- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - طاولة فارغة