علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7418 - 2022 / 10 / 31 - 02:36
المحور:
كتابات ساخرة
نشرة الأخبار على التلفزيون تقول بأن صهريج غاز ملغوم كان يتجول بين الأحياء حاملا ً هداياه من زهور ٍ فتاكة . ولخلل ٍ فني ينفجر وينشق إلى نصفين . نصفه الأول يقتحم أحد أحياء بغداد المأهولة بالسكان . والنصف الثاني يتكفل بحي ٍ من فقراء العاصمة يلقي حمولته فوقه فينهار بيت على فتاة ٍ جامعية ويقتل رضيعا ً حديث الولادة وثمة قتلى لم يعرف عددهم بعد . في النشرة أيضا ً تحتفل عائلة وزير عراقي جديد بمناسبة تسلم منصب أحد أبنائها ويطلقون الرصاص في الهواء إبتهاجا ً مستخدمين الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة منها ولا نعلم حتى بث هذا الخبر عن عدد ضحايا هذا الحدث السعيد ! على الشاشة يطالعنا عنوان صادم فحواه بأن وزراة التربية بحاجة إلى مربي فاضل لا إلى وزير فاسد أو بشهادة مزورة . يطل من الشاشة وجه برلماني محتقن وغاضب يصرخ بغضب في داخل مبنى البرلمان لا نريد وزراء فاسدين فتنهال عليه الصفعات ويرمى بالأحذية ثم يخرج إلى الناس عبر الشاشة متورم الوجه يخبرنا بما حدث له من خلف الكواليس . هذا البرلماني قيل بأنه باع صوته إلى رئيس برلمان فاسد مقابل كم مليون دولارا ً قبضها بالكاش . خبر جفاف النهرين وإختفاء البحيرات وجفاف ماء الأهوار تصدر نشرة الأخبار . اللافت في النظر غياب هذا الموضوع عن برنامج رئيس الوزراء الجديد حيث خلت الديباجة من كلمة واحدة تتطرق إلى كارثة محدقة بالبلاد . العالم مهدد بمجاعة والعراق بلا أنهار ٍ وماء والصحراء تزحف واللصوص يهربون إلى دول الجوار محملين بما غنموه من خزائن البلاد ورئيس ميليشيا معمم يخرج إلى الناس بإبتسامة لا تسعها شاشة التلفزيون العريضة مبتهجا ً بفوز كتلته بأحدى وزارت الدولة . في النشرة أيضا ً قصف مكثف من محللين إستراتيجين ومراقبين سياسين ورجال إعلام لم يحالفهم الحظ بنيل منصب ٍ في تشكيل الحكومة الجديدة يشن ضد الرئيس المكلف وحكومته متهمينها بالفساد وإعادة تدوير قمامة الحكومات السابقة . وفي النشرة أخبار أخرى تأتي لاحقا ً .
#علوان_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟