أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 9














المزيد.....

غريب في مدينة أليفة 9


علوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


في الحلم زارتني امرأة بوجه ٍ جميل ٍ وملامح كدرة عابسة لم أتخيل من قبل منظر وردة مجعدة أو قمر ٍ بلون الرماد حتى رأيتها . جلست قربي لم تتفوه ولو بكلمة واحدة . قطفت لها القلب وردة ً يقطر منها الندى علها ترق وتبتسم لكنها بدت مجروحة وجارحة في الوقت ذاته . في أعماقي كلمات تعوي كذئاب ٍ تتضور جوعا ً لكن شفاهي كانت يابسة وقد ألقت تلك المرأة الروع في قلبي .
تجاهلتني زمنا ً وتجاهلتها لماذا إقتحمت بغتة ليلي ؟ كيف تسللت إلى حلمي كي توقظ كل الشياطين الهاجعة لتهب الوساوس من نومها والكوابيس التي غفلت عني بضع ساعات فقط ؟ سألتها لماذا أتيت ِ ؟ لكنها لم تجب صمتها كان يقول كل شيء . بيني وبينها نهر جف مائه وليل تساقطت منه النجوم . بدا مقفرا ً عاريا ً لا خمر ولا قمر والقصيدة منطوية على كلمات ٍ لما تقال بعد . إستيقظت من النوم ومن حلم ٍ ظل يطاردني في يقظتي النهار كله . تجولت في شوارع بغداد كما تتجول الأرواح . أتفحصني لست أدري هل أنا عار أم مرتديا ً ثيابي ؟ أشعر بالبرد ونحن في ضحى يوم ٍ من أيام تموز القائظة . مثل من رأى امرأته بين أحضان رجل ٍ آخر وكالهارب من فضيحة كان شيء ما يختض بداخلي حتى وأنا أطرد صورتها من خيالي . أتفحص يدي َ أرى دما ً يقطر منهما كأني إرتكبت جريمة َ قتل هل تراني قتلتها ولو في حلمي ؟ الأني خشيت فقدها أم هي محض وساوس تؤرق عقلي ؟ هل مات حبها في قلبي هكذا بكل بساطة ؟ أحدث نفسي كي تهدأ هي لم تكن تحبني . لو كنت نزار قباني أو قيس بن الملوح ولو ذرفت لها كل دموعي شعرا ً لن تحبني . كلمات الغزل لم تهز ولو شعرة واحدة فيها . قصائد الحب تمدها بساطا ً تسير عليه بكبعها العالي ( لست متيقنا ً إن كانت ترتدي الكعب العالي أم لا ) . لا جبل في بغداد كي أرتقيه حتى قمته أقف فوقها صارخا ً بأعلى ما لدي من صوت ٍ وهاتفا ً بإسمها على الملأ . أوقفني بعضهم في الشارع بعد أن ظنوا بي مجنونا ً يغمغم بإسم امرأة ٍ دون وعي ٍ منه . كانت الشمس تدنو من رأسي خلتني أرتديها قبعة ً من نار ٍ تلك هي شمس بغداد اللطيفة التي تغنى بحبها الشعراء . تلك المرأة تـُشبه ُ شمس بغداد حين تسفر عن وجهها الحقيقي . شمس أحبها وهي بعيدة لكنها حين تقترب تشتعل النار تحت قميصي وتتقد براكين تحت الجلد حيث موضع القلب . أسميها الشمس وتسميني في سرها الثلج وهل أجمل من عناق الشمس مع الثلج تحت سماء بغداد الناصعة الزرقة ؟ كانت القصيدة تحوم حول رأسي والكلمات كالطيور تنقر حتى ينفر الدم ويتصاعد نشيجي وأكتمه . الهواء يضيق بي الشوارع تقصر والمقهى ضاقت جدرانه بي .
لم أجد كرسيا ً لي في مقهى السيدة أم كلثوم كنت أسمع نواحا ً فكرت لعلنا في محرم وهذا الذي أسمعه تنهدات زينب على أخيها الحسين في يوم مقتله ثم أستعيد هدوئي قليلا ً لا إنها السيدة تغني في خشوع كأنها تصغي لدقات قلب شاعر ٍ متألم ٍ مجروح وقد سكبت كل دموعها في صوتها الذي رق وشف وأسرف في عذوبته وحنانه ورقته ليعيد لي توازني ويفصح عن جماله حتى بت أتذوقه خمرة ً تـُرشف ُ على مهلها كما تـُرشف ُ القُبل َ من شفاه ٍ سكرى .



#علوان_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريب في مدينة أليفة 8
- غريب في مدينة أليفة 7
- غريب في مدينة أليفة 6
- غريب في مدينة أليفة 5
- غريب في مدينة أليفة 4 صياغة جديدة للقصة نفسها
- غريب في مدينة أليفة 4
- غريب في مدينة أليفة 3
- غريب في مدينة أليفة 2
- غريب في مدينة أليفة 1
- غريب في مدينة أليفة
- نوم الأحلام
- عاشق وجريمة
- البحر وأنا
- أكتب وأمحو
- الوردة والمرأة
- امرأة الخيال
- جريمة غامضة
- مهندسة ومجنونة
- دمعة على الرصيف
- القرية المهجورة


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان حسين - غريب في مدينة أليفة 9